مقولة نسمعها دائما لكن بالنسبة لي تعني شيئا واحدا أحاول أن آكل لأعيش، فالكل يعتقد أن عمل حمية لإنقاص الوزن أصعب من زيادته لأن الزيادة لا تحتاج الى أكثر من أن تطلق العنان لنفسك لتأكل كل ما تشتهيه، لكن بالنسبة لتجربتي ، أعتقد ان العكس هو الصحيح، لأن الشخص البدين الذي يحتاج لتخفيف وزنه بإمكانه تعويض جوعه وفراغ معدته بالفواكه والخضراوات والسلطات والوجبات الخفيفة ذات السعرات الحرارية المنخفضة أكيد سيكون صعب عليه أن يستغني عن أشهى وألذ الأطعمة بالنسبة له، لكن المهم أن هناك تعويضا.
الشخص النحيف مثلي الذي يحتاج لزيادة الوزن يجب عليه زيادة كميات الأكل بكل الاوقات وتقليل كمية السوائل قبل الوجبات ويجب عليه الاكل بين الوجبات وكلها وجبات دسمة او عالية الطاقة ( من دهون ولحوم ونشويات وحلويات... الخ)
هل تعتقدون ان ذلك سهلاً بأن يقال لك: كل ما تشتهيه وزيادة؟
لأننا لا نشتهي شيئاً.
تخيلوا معي كيف يكون الشخص شبعانا ومفروض عليه أن يأكل المزيد لأن طعامه الذي ملأ بطنه لا يكفيه وأن عليه أن يأكل بعد قليل!
فهو يفكر فيما سيأكل ؟ وكيف؟
إنني أجد معاناة، لأنني بصراحة تعبت من الأكل ومن التفكير المستمر فيه.
بالرغم من انخفاض وزني الا انني لم أكن متضايقا من نفسي ومن شكلي الخارجي لكنني كنت اطمح للأفضل.
كان عندي إيمان واعتماد كبير على الله فكانت عندي ثقة بنفسي في أنني أستطيع أن أحقق الذي أصبو إليه، كانت البداية في عيادة التغذية الاكلينيكية قوية وموفقة، حيث إن وزني ارتفع في فترة معقولة جدا وكانت ملاحظات الأهل والأصدقاء على التغير في شكلي ووزني واضحاً مما زاد الحماس والثقة في نفسي بشكل كبير، بعدها سافرت وانقطعت عن متابعة العيادة
(الغريب أنهم يقولون: إن السفر يساعد على زيادة الوزن لكن للأسف حصل لي العكس) لانني أهملت نفسي فنقص وزني بدرجة كبيرة.
بكل صراحة ذلك النقص سبب لي إحباطاً كبيراً وشعوراً سيئاً بأنني لا أستطيع الوصول للوزن المطلوب، بعدها قررت أن أراجع الطبيب وأتابع مرة ثانية بعزيمة وأصرار أكبر يبثها الطبيب لزيادة حماس المريض.
بدأ وزني بالزيادة مرة أخرى، فكان يزيد خلال أسبوعين ويتوقف أسبوعين تاليين، وأحيانا تكون الزيادة بنسبة قليلة جدا خلال أسبوع، فكانت الزيادات متفاوتة بين إيجابية وسلبية، لكن أية زيادة مهما كانت ضئيلة تعني لي الكثير، لأن التمسك بالشيء ومحاولة الاستمرار فيه أمر ضروري مهما واجهتنا عقبات ومشكلات سيعطي نتائج رائعة جدا وغير متوقعة، هكذا تعلمت.
ولا أنسى الدعم النفسي والمعنوي الذي كنت أتلقاه من قبل أفراد اسرتي والطبيب، كان لهم الأثر الطيب في مشوار زيادة الوزن.
ربي يعطيهم العافية والتوفيق في الدارين.
ضحى بنت فهد الدليمي
|