لا أظن أن أحداً سيوافق على ذلك، ولكن هل تعتقدون أننا نطبق هذا؟ كأنكم تقولون للأسف لا. كم من المال ننفقه للعلاج من الأمراض المختلفة على المستوى الفردي وعلى مستوى الدولة؟، مع أني لا أرغب في إقحام الأرقام كثيرا في المقال لما تسببه من تشتيت للذهن، لكن لا بأس من أمثلة بسيطة.
إن الخسارة الفادحة هي التأثير السلبي على صحتك من تناول أدوية أو أعشاب بدون مشورة طبية، ولكني سأركز على التأثير المادي وهو أقل أهمية ولكنه محسوس ويمكن قياسه.
أولاً: هل تعرفون كم تكلفة المضادات الحيوية التي إن لم يصرفها لنا المركز الصحي او المستشفى فإننا نغضب كثيراً ونقذف ذلك الطبيب بكل نعوت الجهل وعدم المعرفة؟ وهذا ما حصل فعلاً لأحد الزملاء الاستشاريين المتميزين في طب الأطفال فهو لا يكاد يصرف دواء حتى في عيادته الخاصة إلا عند الضرورة القصوى، فقال له أحدهم لما طمأنه على صحة طفله وأنه لا يحتاج لدواء، قال له، إذن لماذا جئت بطفلي إلى هنا ودفعت لعيادتكم المبلغ الفلاني؟. فلم يستطع صاحبنا أن يقنعه بشيء.
إن المضاد الحيوي المعروف يكلف في حدود 50 - 80 ريالاً، وأنتم تعرفون أن المضاد الحيوي لا يقضي على فيروسات الأنفلونزا مثلاً، فكم من مال دفعناه أو دفعته الدولة من أجل لا شيء سوى تلبية رغبة بعض المرضى الذين قد لا يتصورن أحياناً ضرره على الجسم.
ثانياً: اذا تناول شخص ما وجبتين من الوجبات السريعة أسبوعياً، فإن ذلك يكلفه حوالي 30 ريالاً في المتوسط، أتدرون أن ذلك سيزيد وزنه أكثر من 2 كجم في الشهر.
ولكي يفقد هذا الوزن فيجب أن يدفع لمراكز تخفيف الوزن من 500 إلى 1000 ريال شهرياً، ويمكن أن يفقد هذا الوزن ويمكن ألا يفقده وقد خسر المال والوقت وربما سبب لنفسه اكتئاباً بسبب عدم النقص.
على هذه الصفحة أسماء بعض الأدوية شائعة الاستخدام لخفض الوزن وقد وضعت سعر بعضها حسب السوق الأمريكية وهي هنا أكثر، وهي أمثلة فقط وليست تشمل كل الأدوية المتوفرة، فلك أن تقارن بين المنافع والأضرار.
ثالثاً: ثبت أن النمط الغذائي ونمط الحياة في مجتمعنا هو من أكبر مسببات كثير من الأمراض مثل السكري والسمنة وارتفاع الضغط والروماتيزم وغيرها.
غالبية مسببات الفشل الكلوي هي عدم التحكم في السكري (24%) وارتفاع الضغط (23.5%)، بمعنى أنه لو استطعنا التحكم في تلك الأمراض لقلت مضاعفاتها التي هي أخطر منها.
تكلف التنقية الكلوية (الغسيل الكلوي) أكثر من 100 ألف ريال للشخص الواحد سنوياً وأضعاف هذا الرقم عند الزراعة بافتراض نجاحها ولا أدري لماذا تصر كثير من مستشفياتنا على استخدام هذه الطريقة المكلفة مع وجود طريقة التنقية البريتونية الأقل تكلفة والأسهل للمريض والأكثر انتشاراً في كثير من الدول المتقدمة في هذا المجال.
لدينا أكثر من 8000 شخص يخضعون للتنقية الكلوية وينتظرون الزراعة الآن، وهذه الأعداد تزيد سنوياً بنسبة 12%، فقد كان العدد 3000 قبل عشر سنوات، أغلب أعمار هؤلاء. بين 26 - 45 سنة أي سن الشباب!!.
رابعاً: كم شابة تعرفون قد عملت التقشير الكيميائي للوجه، وكم امرأة حاولت مراراً مع مراهم تفتيح البشرة، ومراهم إزالة النمش؟ كم تكلفة تلك المواد والأعشاب؟ وللأسف كلها تتم دون استشارة طبية الا ما ندر. ويقال مادام أنها موجودة في الأسواق إذن موافق عليها فهي مأمونة. كم من امرأة سببت لها تلك المساحيق تشوهات وحتى سرطان للجلد وتسمم بسبب وجود مواد سامة وملوثة مثل الرصاص.
أخيراً الوقاية خير من العلاج..
أحد أهم طرق الوقاية، الاستعانة بمتخصصين في التغذية الإكلينيكية والتثقيف الصحي بالذات في وزارة الصحة الذين يمكن أن يساعدوا الفريق الطبي بفعالية للتقليل من المضاعفات الخطيرة لتلك الأمراض ووقف حدوثها بمشية الله.
(*) استشاري التغذية الاكلينيكية
فاكس 4355010 تحويلة 386 |