في مثل هذا اليوم 20 أبريل من عام 1978م، أجبرت طائرة حربية سوفيتية طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية الكورية على القيام بهبوط اضطراري في الاتحاد السوفيتي، بعد اختراق الأخيرة للمجال الجوى الروسي، حيث اتهمت بالقيام بعملية تجسس، مما تسبب في مقتل اثنين وجرح العديد من الركاب بسبب الهبوط القاسي للطائرة على سطح بحيرة متجمدة تقع على مسافة حوالي 300 ميل جنوب مورمانسك. كانت الطائرة الكورية في رحلة من باريس إلى سيول عندما وقعت الواقعة. وقد كانت معتادة على المرور من مناطق القطب الشمالي للوصول إلى سيول. ولكنها في هذه المرة انحرفت بشدة نحو الشرق واخترقت المجال الجوى الروسي، فقامت الطائرات الروسية بمحاصرتها وأمرتها بالهبوط. وبدلاً من الهبوط في المهبط الذي حددته الطائرات السوفيتية، قامت الطائرة (كيه إيه إل) بهبوط شديد القسوة على سطح بحيرة متجمدة جنوب مورمانسك، مما أسفر عن مقتل اثنين من ركاب الطائرة وجرح عدد آخر.
وبعد وهلة، سمح الاتحاد السوفييتي لطائرة مدنية أمريكية بمحاولة إنقاذ الناجين، ولكن المسئولون الأمريكيون كانوا مشوشين حول ما أصاب الطائرة، كما لم يكن المسئولون السوفييت على قدر كبير من التعاون في توضيح الأمور. من جانبها، أعلنت كوريا الجنوبية أن (الأخطاء الملاحية) كانت السبب في انحراف الطائرة بهذا الشكل عن مسارها.
إلا أن خبراء الطيران شككوا في إمكانية ظهور مثل هذه الأخطاء المؤثرة في طائرة معقدة مثل (كيه إيه إل)، أو أن تتسبب المشاكل الملاحية في انحراف الطائرة عن مسارها بهذه الحدة. الشيء الوحيد الذي كان مؤكداً في هذه الحادثة هو إثبات اتباع الاتحاد السوفييتي لإجراءات صارمة لحماية مجاله الجوي. فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تعرضت العديد من الطائرات المدنية أو الحربية إلى الإبعاد أو الهبوط الاضطراري أو حتى إلى الإسقاط من قبل القوات الجوية السوفيتية.
يذكر أن هذه السياسة الروسية قد أتت ثماراً مأساوية في الأول من سبتمبر 1983، عندما أسقطت الطائرات السوفيتية طائرة (كيه إيه إل 007)، بعد انحرافها بـ 300 ميل عن مسارها وتحليقها فوق الاتحاد السوفييتي، مما أسفر عن مقتل حوالي 270 شخصاً.
|