في مثل هذا اليوم من عام 1980م قدم السيد عبدالفتاح إسماعيل رئيس اليمن الجنوبي استقالته من منصبه.
وذكر راديو عدن ان اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني قد قبلت الاستقالة التي عزيت لأسباب صحية.
وأضاف الراديو بأن اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني قد عينت السيد علي ناصر محمد خلفا للسيد إسماعيل كأمين عام للحزب الاشتراكي اليمني ورئيس لهيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى.
وعلي ناصر محمد هو أحد مؤسسي جبهة التحرير الوطنية لليمن الجنوبية التي سيطرت على السلطة منذ استقلال البلاد سنة 1967م وحتى إنشاء الحزب الاشتراكي اليمني اكتوبر 1978م.. وكان علي ناصر محمد حتى استقالة الرئيس عبدالفتاح اسماعيل يشغل منصب نائب رئيس مجلس الشعب الأعلى.. ورئيس الوزراء منذ 1971م وهو المنصب الذي لا يزال يشغله.
ورغم ان علي ناصر محمد اشترك في عملية التقارب مع دول الخليج العربية إلا انه من انصار المحافظة على العلاقات مع الاتحاد السوفيتي.. ومن أجل هذا اشتراك مع الرئيس المستقيل عبدالفتاح اسماعيل الذي كان الزعيم الأول لجبهة التحرير الوطنية في الاعتراض على السياسة التي اتبعها سالم ربيع علي رئيس الدولة السابق الذي اقصي في 26 يونيو 1978م واعدم.
وكان ناصر حتى ذلك الوقت رئيساً لمجلس الرئاسة الذي حل محله عام 1978م هيئة للرئاسة تقوم بمهام مجلس الرئاسة السابق في الفترة ما بين دورتي انعقاد مجلس الشعب الأعلى وبعد اقصاء سالم ربيع علي تخلى عن هذا المنصب لعبدالفتاح اسماعيل الذي أصبح رئيساً للدولة.
هذا ومن ناحية أخرى يرى المراقبون في بيروت ان استقالة عبدالفتاح اسماعيل رئيس الدولة وأمين عام الحزب الوحيد (الماركسي) في اليمن الجنوبية تكرس ارادة قادة عدن وبالتأكيد أيضاً ارادة حلفائهم السوفييت في ان يتخذوا موقفا اكثر مرونة في المنطقة التي تتزايد عزلتهم فيها منذ نجاح الثورة الإيرانية وأحداث أفغانستان.
ويبدو ان التضحية بالزعيم اليمني الجنوبي الذي كان يحظى بمكانة كبيرة لدى السوفييت والذي كان وراء دخول بلاده في فلك الاتحاد السوفيتي بعد توقيع معاهدة صداقة وتعاون ثنائي لمدة عشرين عاما في الخريف الماضي هي ثمن انفتاح عدن على البلاد العربية المحافظة غير المرتبطة بالضرورة بالولايات المتحدة.
وأياً كان الأمر فإن استبدال عبدالفتاح إسماعيل الذي يعتبر من أشد أنصار إقامة علاقات متميزة مع الاتحاد السوفيتي ومجيء علي ناصر محمد نائب الرئيس ورئيس الوزراء محله سيكون له انعكاسات على مختلف المستويات.
وربما يؤدي تعيين علي ناصر محمد خلفا لعبدالفتاح اسماعيل أيضاً إلى الحد من العداوة الشديدة بين العراق ونظام الحكم الموالي للسوفييت في عدن والتي ترجمت إلى إجراء عملي عندما تشكلت مؤخرا تحت رعاية بغداد جبهة معارضة في اليمن الجنوبية بزعامة عبدالقوي مكاوي.
ولا يعتبر الرئيس اليمني الجديد مناهضا للاتحاد السوفيتي وان كان يؤيد اقامة علاقات طيبة مع الدول المجاورة لبلاده.
|