في مثل هذا اليوم غرة ربيع أول من عام 1410هـ حيث بدأت بقصر المؤتمرات بمدينة الطائف الجلسة الافتتاحية لاجتماعات مجلس النواب اللبناني برئاسة السيد حسين الحسيني رئيس المجلس وحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل ومعالي الدكتور عبداللطيف الفيلالي ومعالي السيد أحمد غزالي وزراء خارجية الدول الأعضاء في اللجنة الثلاثية العربية العليا والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ومندوب اللجنة الثلاثية في لبنان الأخضر الإبراهيمي.
وفي مستهل الجلسة القى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز التي وجهها إلى المجلس بالإصالة عن نفسه وبالنيابة عن أخويه جلالة الملك الحسن الثاني وفخامة الرئيس الشاذلي بن جديد.
حيث أكد - حفظه الله - أن الحوار السياسي هو أفضل السبل لاحتواء النزاع وعودة الوفاق والتآخي والتواصل بين أبناء الوطن الواحد.
وأوضح خادم الحرمين الشريفين أن الدمار الذي تعرضت له لبنان خلال أربع عشرة سنة من المأساة كان وراء الإجماع العربي على ضرورة معالجة الأزمة بمختلف جوانبها السياسية والأمنية بخطوات عملية ومحددة وإسناد مهمة تنفيذ هذه الخطوات إلى لجنة عليا تم تخويلها كافة الصلاحيات ودعا - حفظه الله - أعضاء المجلس واطراف النزاع للتجاوب مع مساعي السلام المخلصة الهادفة إلى تحقيق الوفاق الوطني.
وأشار - حفظه الله - إلى وثيقة الوفاق الوطني التي توصلت إليها اللجنة الثلاثية كمنظور متكامل يشكل اساساً واقعياً وعملياً لحل الأزمة مبنياً على اقرار الإصلاحات الدستورية وإجراء الانتخابات الرئيسية، وتشكيل حكومة الوفاق وبسط سلطة الدولة اللبنانية على كافة التراب اللبناني.. واعادة احياء المؤسسات الدستورية والأمنية.
وأكد - أيده الله - أن الحرب لم تؤد ولن تؤدي إلى أي نتيجة.. وقال: (الآن بعد أن انتقلت القضية من ساحة المتحاربين إلى مائدة المتحاورين حان وقت الانتقال من التراشق بالمدافع والتهم إلى التسابق في صناعة السلام بالحكمة والتبصر وبالفكر المستنير والرأي الرشيد).
وأوضح خادم الحرمين الشريفين أن وثيقة الوفاق الوطني التي وضعتها اللجنة هي من الطروحات القابلة للتفكير والتدبير بعيدا عن أجواء العنف والتدمير.
وناشد - حفظه الله - أعضاء المجلس أن يتولوا امرهم بأنفسهم ويثبتوا للعالم أنهم القادرون على تحقيق السلام وبناء مستقبل وطنهم.
واختتم - ايده الله - كلمته لأعضاء المجلس قائلا: (ان القرار هو قراركم وأن لبنان وجميع اللبنانيين هم الرابحون إذا اتفقتم.. ونرجو الا يكون على جدول اعمالكم سوى بند واحد هو قضية السلام وإحياء المؤسسات الدستورية ووحدة لبنان وسيادته واستقلاله).
بعد ذلك القى حسين الحسيني رئيس مجلس النواب اللبناني كلمة شكر فيها حكومة خادم الحرمين الشريفين وشعب المملكة على الضيافة والجهود المبذولة لسلام لبنان كما شكر اللجنة الثلاثية العربية على جهودها الخيرة لتحقيق مطلب الأمن والاستقرار اللبناني.
| 
