تعتبر العلوم الطبية من أكثر العلوم تجدداً وتحديثاً بفضل الاكتشافات العصرية واليومية التي تأتينا من داخل المختبرات والمعامل العالمية فما إن يبزغ فجر يوم جديد وإلا سمعنا عن خبر علمي طبي أو اكتشاف لعلاج مرض استعصى زمناً على الأطباء وتعتبر الأبحاث العلمية من أكثر الأبحاث أهمية لأنها تعنى بصحة الإنسان وتكرس الجهد من أجل خدمته الطبية.. وقد حقق العلم تقدماً كبيراً وملموساً في المجال الطبي ولايزال حيث ينكب الكثير من العلماء داخل المعامل على البحث عن الجديد والمفيد في عالم تتسارع وتيرة حياته وتتكاثر أمراضه وتتجدد علله.
والمملكة من الدول التي تولي اهتماماً كبيراً بصحة مواطنيها وهذا ما دفعها إلى تكريس جهدها على الارتقاء بالخدمات الطبية كماً ونوعاً أفقياً ورأسياً ومن هذه الجوانب إقامة واستضافة العديد من المؤتمرات العالمية على أرضها وتسهيل كل الإمكانات المتاحة بهدف إنجاحها وذلك سعياً بل وإيماناً بأهمية الوقوف على آخر المستجدات العالمية ومن هذا المجال وحرصاً على المواكبة والتفاعل مع كل ما هو جديد وتحديد المناسب مما يستجد من العلوم الطبية.
إن هذا المنحى الذي تنتهجه المملكة يشكل إحدى العلامات المضيئة والهامة في مسيرة التنمية العلمية والطبية لاستنتاج أفضل النتائج من البحوث العلمية التجريبية المتعلقة بالأدوية أو بالطب مع دور هذه المؤتمرات في زيادة الاهتمام والاحتكاك العلمي لأطبائنا الذين وصلوا إلى مراحل متقدمة وحصلوا على أعلى الشهادات حتى في أعقد العمليات الجراحية، وقد كان للقطاع الخاص ممثلا في مستشفياته الكبرى دور كبير في الارتقاء بهذه الخدمات من خلال مشاركته ومساهمته الفاعلة في المؤتمرات والمنتديات الطبية سواء التي يتم تنظيمها داخل المملكة أو خارجها ومواكبة هذه المستشفيات لأحدث التطورات العالمية في المجال الطبي بمختلف أنواعه مع حرصها على الارتقاء بالكوادر الطبية والاستفادة من الخبرات العالمية النادرة في التخصصات المختلفة.. وقد أدى كل ذلك إلى نجاحات غير مسبوقة حتى أصبحت المملكة من الدول التي يشار إليها بالبنان في المجال الطبي والعلاجي سواء على مستوى المنطقة أو العالم أجمع.
* مدير عام المستشفى |