السؤال مطروح بشدة على ضوء تهديدات إسرائيل بأنها ستقتل خالد مشعل رئيس المجلس السياسي لحماس الذي يقيم في دمشق، مما يعني استهداف دول عربية عدة قد يكون فيها قادة من حماس، إذ قد يكفي مجرد الاشتباه لشنِّ عدوان جديد ضد دولة في المنطقة.
وربما بدا من المناسب الإشارة إلى أن سوريا حتى من غير خالد مشعل مستهدفة إسرائيلياً بل وأمريكياً ، فقد سبق لإسرائيل أن أغارت على سوريا قبل عدة أشهر بدعوى أنها تستضيف منظمات فلسطينية تحارب إسرائيل.
أما من الناحية الأمريكية فإن اتهامات واشنطن تنصب على دمشق بزعم أنها تفتح حدودها أمام المقاتلين للانضمام إلى صفوف المعارضة العراقية، فضلاً عن الاتهام العام الذي ينطبق على الجميع حول أسلحة الدمار الشامل.
وبالنظر إلى العلاقة العضوية بين إسرائيل والولايات المتحدة والتنسيق بينها، الذي يبدو أكثر وضوحاً الآن من خلال محاولة فرض الهيمنة على المنطقة العربية بواسطة الضغط الأمريكي العسكري على العراق والوجود المتعاظم هناك ومن خلال تصعيد عمل آلة الحرب الإسرائيلية وموجة الاغتيالات، فإنه يمكن القول إن التنسيق بين الجانبين يطول كل شيء وإن الأهداف الموحدة ضد سوريا، على سبيل المثال، تعني أن الضربة الموجهة إليها قد تأتي من أمريكا أو من إسرائيل .. ولا يهم إن كانت المبررات هي وجود خالد مشعل أو المزاعم حول فتح الحدود لدعم المقاومة العراقية. وما دام الهدف هو إخضاع المنطقة العربية لمنطق الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية فإن ضرب مراكز أو مناطق القوة في المنطقة سيحقق الأهداف الإسرائيلية والأمريكية.
وما دامت حماس مستهدفة إسرائيلياً وسوريا مستهدفة أمريكياً فان أي وجود لحماس في سوريا يعني تعزيز العمل الأمريكي الإسرائيلي لضرب سوريا.
ووفقاً لهذا المخطط فلن تكون سوريا هي نهاية المطاف وإنما محطة تتلوها أخريات.. ويبدو أن العمل جارٍ الآن لتسخين الجبهة السورية من ناحية العراق من خلال تقارير تتحدث عن اشتباكات مع المقاومة أسفرت في إحدى مراحلها عن مصرع عدد من الجنود الأمريكيين.
|