* باريس - أ ف ب:
دعا الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس الاثنين في باريس الى التشاور الوثيق بين الإسرائيليين والفلسطينيين لمرافقة الانسحاب الاحادي من قطاع غزة الذي قرره رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون.
وشدد الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس المصري حسني مبارك في باريس على ان المفاوضات الحقيقية هي وحدها التي يمكن ان تقود الى السلام في الشرق الاوسط وقال (الانسحاب بطبيعة الحال امر ايجابي لكن مع بعض الشروط) في اشارة الى خطة شارون للانسحاب من غزة التي اقرتها الولايات المتحدة.
وقد انتقد الفلسطينيون والدول العربية هذه الخطة التي تشمل ايضاً انسحاباً جزئياً من الضفة الغربية معتبرين انها تشكك في مبدأ العودة الى حدود 1967.
واعتبر شيراك ان هذا الانسحاب يجب ان (يندرج في اطار خارطة الطريق) الدولية لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وان يتم ب (التشاور الكامل مع السلطة الفلسطينية.. وان يكون مرحلة نحو قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة). من جانبه اكد الرئيس المصري الذي ابدى تخوفه من عودة العنف الى المنطقة ان إسرائيل (تفعل كل شيء لعدم الدخول في مفاوضات مباشرة مع السلطة الفلسطينية). وندد باغتيال زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الاراضي الفلسطينية عبد العزيز الرنتيسي السبت في غزة مؤكداً ان (إسرائيل تقوم بعملية استفزاز منظمة لاغتيال قادة المنظمات الفلسطينية). وترى القاهرة ان الانسحاب من غزة لا ينبغي ان يتم الا في اطار مفاوضات مع الفلسطينيين وان الابقاء على مستوطنات في الضفة الغربية يفتح الطريق لاستمرار العنف.
وحذّر الرئيس المصري في حديث لقناة التلفزيون الفرنسية الثالثة من انه (اذا انسحبت (إسرائيل) فجأة من غزة بدون تشاور فاننا سنتجه الى حالة فوضى (مضيفاً) اخشى ان يحتدم العنف وايضاً العمليات الإرهابية). ودعا مبارك الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الى الدفع لاجراء مفاوضات إسرائيلية فلسطينية في اطار (خارطة الطريق) التي تنص على قيام دولة فلسطينية عام 2005 لكنها لا تزال حتى الآن حبراً على ورق. واعتبر مبارك الذي استقبله الرئيس الامريكي جورج بوش الأسبوع الماضي ان الولايات المتحدة لا تزال (الدولة الوحيدة القادرة على التعامل مع الإسرائيليين والفلسطينيين) وقال (لا نستطيع ان نتجاوز الولايات المتحدة). وكان مبارك قد توقف في 16 نيسان - ابريل الحالي في هانوفر (شمال المانيا) حيث التقى المستشار الالماني غيرهارد شرودر الذي ابدى وجهة نظر مماثلة لتلك التي عرضها شيراك في باريس.
من جهة اخرى وبشأن العراق كرر شيراك اقتراحه بعقد مؤتمر للاطراف العراقيين، على غرار مؤتمر بون بشأن افغانستان الذي عقد في تشرين الثاني- نوفمبر 2001 ، وذلك لاخراج هذا البلد من دوامة العنف وتأمين انتقال سلمي للسلطة الى العراقيين.
|