* نيودلهي من سونريتا سين د ب أ :
بدأت الأتربة تتطاير والحرارة تتصاعد ومرة أخرى تعيش الهند في حالة الانتخابات. فكل خمسة أعوام يقوم عدد هائل من الناخبين في أكبر ديمقراطية في العالم بانتخاب مجلس جديد للنواب يعرف باسم لوك صابحا ويحكم الحزب أو مجموعة الاحزاب التي تتمتع بالأغلبية في المجلس البلاد خلال السنوات الخمس التالية.
وسوف تجرى الانتخابات البرلمانية لهذا العام خلال خمسة أيام من الاقتراع في الفترة ما بين اليوم الثلاثاء 20 نيسان / إبريل و10 أيار /مايو القادم. وسوف تعلن النتائج في 13 أيار / مايو.
ويحق لحوالي 675 مليون من مواطني الهند الذين يبلغ تعدادهم أكثر من مليار نسمة الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي سوف تسفر عن انتخاب 543 مرشحا كأعضاء في البرلمان.
وحتى في ظل نسبة المشاركة التي تتراوح في العادة ما بين 50 إلى 55 بالمئة يعتبر عدد الناخبين كبيراً للغاية مما يتطلب عملية ترتيب للاقتراع تتيح التوزيع الفعال لقوات الامن ومسئولي الانتخابات.
وقد وصلت الاثارة إلى مستوى محموم في مرحلة الاعداد للانتخابات. وتتركز جميع المناقشات سواء في مكاتب العاصمة أو المقاهي في القرى حول ما إذا كان التحالف الوطني الديمقراطي بقيادة رئيس الوزراء آتال بيهاري فاجبايي سيعود إلى السلطة.
ويقود حزب بيهارتيا جاناتا الذي يتزعمه فاجبايي التحالف القومي الديمقراطي الذي يضم معظم الاحزاب الاقليمية. ودعا رئيس الوزراء إلى إجراء انتخابات مبكرة لتمكين التحالف من الاستفادة بأصوات انتخابية نتيجة لازدهار الاقتصاد والانفراج الدبلوماسي مع باكستان. وتقدم أهم زعيمين لحزب بيهارتيا جاناتا وهما فاجبايي ونائب الوزراء لال كريشنا ادفاني الحملة الانتخابية مبكرا.
كما يقود كبار الزعماء الآخرين والعديد منهم أعضاء في حكومة فاجبايي حملة الحزب الخاطفة التي تشمل رسائل صوتية ورسائل قصيرة عبر الهواتف المحمولة ورسائل البريد الالكتروني.
ولكن في دولة يعيش فيها أكثر من 70 بالمئة من المواطنين في القرى فإن الشيء الذي مازال أكثر أهمية هو الاجتماعات الانتخابية على النمط القديم. ومازال فاجبايي السياسي المخضرم والخطيب الشديد البراعة والوجه المعتدل لحزب بهاراتيا جاناتا هو أكثر من يجتذب الجموع من بين زعماء التحالف الوطني الديمقراطي.
ويعتبر الحزب الرئيسي المنافس للتحالف الوطني الديمقراطي هو حزب المؤتمر الذي تقوده سونيا غاندي الايطالية المولد. وهي أرملة رئيس الوزراء الاسبق راجيف غاندي الذي اغتاله ارهابيو التاميل أثناء اجتماع انتخابي في عام 1991.
وحكم حزب المؤتمر الهندي البلاد منذ حصلت على استقلالها من الحكم الاستعماري البريطاني عام 1974 باستثناء 12 عاما. وخلال العقد الماضي فقد الحزب قاعدته الجماهيرية باطراد في نفس الوقت الذي تصاعد فيه نجم حزب بهارتيا جاناتا. وفي انتخابات عام 2004 يأمل حزب المؤتمر الاستفادة من شعبية أسرة غاندي. وسوف تقوم سونيا غاندي بجولة في جميع الدوائر الانتخابية في الهند والتي يبلغ عددها 543 دائرة. ورشح ابنها راهول نفسه في ولاية اوتار براديش الهامة سياسيا والتي سوف يكون لها 80 عضوا في البرلمان.
كما يقوم حزب المؤتمر بعملية عقد تحالفات قبل الانتخابات مع الاحزاب الصغيرة واضعا في اعتباره أن الناخبين الهنود لم يمنحوا حزبا واحدا أغلبية واضحة في الانتخابات المتعاقبة.
وبالاضافة إلى التحالف الوطني الديمقراطي وحزب المؤتمر هناك حوالي 40 حزبا آخر على المستويين العام والمحلي في حملة الانتخابات. كما يشارك مئات من المرشحين المستقلين في الانتخابات. وبدأ حزب بهارتيا جاناتا حملته على أساس عامل إيجاد شعور بالرضا إزاء الاقتصاد الذي شهد نموا مطردا خلال الشهور القليلة الماضية. ويعتبر الاحتياطي من العملة الاجنبية كبيرا أكثر من أى وقت مضى.
وتزعم المعارضة أن التحالف الذي يقوده حزب بهارتيا جاناتا يخدع المواطنين وتقول إن مكاسب ما يسمى بالازدهار الاقتصادي لم تصل إلى أغلبية كبيرة من الهنود.
وفي المرحلة الاخيرة من حملة حزب بهارتيا جاناتا قام بعض زعماء الحزب بحملة تقريع شخصية لاذعة ضد سونيا غاندي حيث أثاروا قضية أنها أجنبية المولد وشككوا في قدرتها على قيادة البلاد.
ولكن عشية الانتخابات يتوقع الخبراء السياسيون نتيجة متقاربة للانتخابات. وأثبتت الانتخابات في الهند في الماضي أنه من الصعب التكهن بها. ومن المعروف أن الناخب الهندي يمارس حقه في الاقتراع ببعض الدهاء.
إذ من المكن أن يغير موقفه وفقا للاحداث مثل الفوز في مباراة كريكيت أو رفع أسعار البصل وهي سلعة رئيسية في المناطق الريفية والحضرية. ومما يزيد من اثارة الانتخابات مشاركة نجوم السينما من هوليود.
إذ إن العديد منهم يشارك في الحملات لصالح الاحزاب المختارة من جانبهم. والبعض الآخر يختبر حظه كمرشح. وسوف يصوت الهنود لاول مرة بشكل كامل من خلال ماكينات الكترونية بضغط الازرار.
وهناك مليون ماكينة من هذه الماكينات الالكترونية في طريقها إلى مراكز الاقتراع التي يبلغ عددها 700.000 مركز في أنحاء البلاد. وتظهر ماكينات الانتخابات الالكترونية أسماء المرشحين ورموزهم باعتبار ذلك عنصرا هاما في دولة ثلث سكانها من الأميين. وسيتم نشر المئات من رجال الشرطة والجيش أثناء فترة الانتخابات لضمان اتمامها بصورة سلمية.
|