Tuesday 20th April,200411527العددالثلاثاء 1 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأزمنة الأزمنة
أبو عبدالرحمن .. والنادي الأدبي
عبد الله بن إدريس

كم سعدت وسررت بحضور (المهرجان) التكريمي الذي أقامه (النادي الأدبي بالرياض) للزميل الفاضل الرئيس الأسبق للنادي الشيخ العالم الموسوعي والأديب المتألق أبي عبدالرحمن محمد بن عمر بن عقيل الظاهري.
وامتد عمل المهرجان على مدى يومي الاثنين والثلاثاء 22-23-2-1425هـ وقد حضرت اليوم الأول وهو يوم الخطابة.. حيث ألقيت فيه الكلمات والقصائد المشيدة بجهود الشيخ العلمية والأدبية والثقافية.
ولكن لم يسعفني حظي في حضور اليوم الثاني لارتباطي المسبق باجتماع لهيئة تحرير مجلة الدارة.
إلا أنني أتمنى على النادي أن يجمع ما قيل في الشيخ وما قاله هو عن نفسه في كلمته التي ختمت بها الليلة الخطابية.. مضافاً إليها الدراسات التقييمية الثلاث التي ألقيت في اليوم الثاني.. وقدمها كل من أ.د. محمد بن عبدالرحمن الهدلق، والدكتور عبداللطيف بن محمد الحميد، والدكتور وليد بن محمد السراقبي، أتمنى على النادي أن يجمعها ويطبعها في كتاب.. يبقى شاهداً للنادي على جهده هذا.. ومسهماً في إعطاء صورة موثقة عن الشيخ المكرم.
ما قام به النادي الأدبي بالرياض.. وعلى رأسه الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيع نحو هذا العالم، الفقيه، المحدث، المفسر، الأديب، الكاتب، المفكر، الشاعر، اللغوي هو تكريم رمزي لقامة شامخة من قامات هذا الوطن، ومعلم من معالمها، أثرى الساحة الثقافية بـ(100) كتاب في فترات مختلفة ولا يزال يُعد ما هو أكثر من ذلك حتى وان كان منها ما هو أقل من مستوى الشيخ كديوان شعره الذي يقول عنه (إنني ندمت على طباعته ونشره). والعبرة في جودة النتاج وليس في كثرته.
كان للشيخ أبي عبدالرحمن بن عقيل الذي سبق عهده عهدي في رئاسة النادي، والذي عملت معه عضواً في مجلس الإدارة من بداية تعيينه حتى استقالته منه في رجب 1401هـ كان له الفضل الكبير على النادي.. فقد جد، واجتهد، وصابر، وثابر، في سبيل تفعيل نشاطاته المختلفة، شمّر عن ساعده (الذهني) وشدّ مئزره دون أن يحرم نفسه ما أحلّ الله لها من طيبات الحياة..! وأقام الصرح العملي لما وجد من أجله النادي.
وأذكر أن أول فعالية قام بها النادي هي ندوة ثقافية شبه مرتجلة اشترك فيها كل من الشاعر الراحل أحمد قنديل - رحمه الله - والدكتور أحمد الضبيب والشيخ أبو عبدالرحمن، وكاتب هذه السطور.
واذكر من كرم أخلاقه ومحاسن صحبته انه بقي معنا عضواً في مجلس الإدارة بعد استقالته من رئاسة النادي فترة زمنية وأسفنا لانقطاعه كما لم يأبه بأن يتحول من الرجل الأول في النادي إلى عضو فيه على غير ما اعتاد الأكثرون عندنا حيث لا يرغب من ترك كرسي المسؤول الأول أن يتحول إلى ما دونه.. وهذا فقر في التفكير..! واعترافاً مني بفضل من عمل وأنجز فإنه لا يسعني في هذه العجالة إلا أن أشيد بأعمال الشيخ أبي عبدالرحمن بن عقيل الكبيرة والكثيرة في حياة النادي.. والتي سرت على كثير من خطاه فيها.. مع إضافة ما تتطلبه المرحلة اللاحقة من شحن لحيوات الحركة الأدبية والثقافية في البلاد.
أبو عبدالرحمن هو أحد الذين أسهموا في تأسيس النادي وأدوا أمانتهم ومسؤوليتهم فيه بكل جد وإخلاص.. وبقيت له آثار ورسوم غير دارسة ومن أهم ما توجّه إليه عمله في النادي - طبعاً بالتشاور مع مجلس الإدارة - إنشاء مكتبة النادي في السنة الأولى من بداية عمله.. وتزويدها بكميات كبيرة من الكتب الرئيسة أو ما يسمى (أمهات الكتب) العربية.. وعشرات المجلدات من المجلات العربية التي صدرت في العالم العربي في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين.. وبنسخة كاملة من المجلات (الاستشراقية) و(بثلاث عشرة لغة ووضعت هذه المكتبة التي كلّفت ميزانية النادي قرابة (نصف مليون ريال).. تحت تصرف الباحثين والدارسين.. الذين يأتون إلى هذه المكتبة المفتوحة ليلاً ونهاراً ولكن الحضور لهؤلاء لا يتفق مع ما كنا ننتظره من سعة الاستفادة منها.. والصرف المستمر لتزويدها سنوياً. ويبدو أن بيوت المثقفين في الوقت الحاضر تعج بالمكتبات الخاصة مما يغني الكثير منهم عن مكتبات المؤسسات الثقافية ومنها الأندية الأدبية.
تحية أخوية للزميل الشيخ الموسوعي أبو عبدالرحمن بن عقيل بمناسبة تكريمه في النادي الأدبي بالرياض الذي عطرنا فيه بأريج علمه، وأدبه، وفنه، والتحامه بالنادي.. مشاركات، وزيارات، وكأنه لم ينفصل عنه.. بارك الله فيه.
أذكّر بصندوق بريدي
سبق أن نشرت صندوقاً بريدياً، وناسوخياً في هذه الجريدة بعد أن تركت العمل في النادي، ولكن ما زال بعض من الأحبة يرسلون كتبهم ورسائلهم إليّ على صندوق النادي.. والعاملون في النادي - جزاهم الله خيراً - يحرصون على إيصالها إليّ، ولكن أحياناً قد تتأخر ولذلك آمل ممن لا يزال يراسلني على النادي الأدبي أن يعدل العنوان ليكون هكذا..
عبدالله بن عبدالعزيز بن إدريس ص ب 26564 الرياض 11496.
وشكراً للجميع.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved