* جميع من حولي عندما ينظرون الي يقولون ان وجهي حزين .. ولكني لا أشعر بهذا الحزن ومن كلامهم المستمر بدأت أتذكر أشياء في الماضي كانت تضايقني وأصبحت أشعر بالاكتئاب فعلا وأجلس بمفردي أبكي وفضلت الابتعاد عن الناس، ما تفسير ذلك وماذا أفعل؟
خ.ف القصيم
- غالبا ما يكون الوجه هو مرآة وانعكاس للحالة النفسية للإنسان حيث ان تعبيرات الوجه ونظرات العيون وحتى التجاعيد المرسومة على الوجه توحي بالحزن أو الفرح أو الخوف والقلق .. فقد نجد الانكسار والحزن يبدو على الوجه وقطرات الدموع تنهمر من الأحداق وقد تكون تعبيرات الوجه متجمدة صارمة وربما نلاحظ تعبيرات الخجل من احمرار الوجه والتعرق وما إلى ذلك قد تبدو على وجه الإنسان في الأوضاع النفسية المختلفة، لكن ليس بالضرورة أن هذه التعبيرات التي تبدو على الوجه تنم عن مرض أو اضطراب نفسي إذ لابد أن تصاحبها أعراض مرضية أخرى يعاني منها الشخص وفي مثل حالتك هذه فإن مرض الاكتئاب النفسي لا يتم تشخيصه بتعبيرات الوجه الحزين الذي يقوله لك معظم من حولك فلابد أن يصاحب ذلك أعراض أخرى للاكتئاب النفسي ولها مواصفات وحدود ويتم على أساسها تشخيص مرض الاكتئاب النفسي.
أما بالنسبة لوضعك أيضا فربما كنت مرهقة أو مجهدة في هذه الفترة مما أوحى للآخرين بأنك حزينة ومن تكرار ما يقولون أصابك هذا بالشعور بالضيق والبكاء ومن هنا أنصحك بعدم الاهتمام أو الالتفات الى كلام مثل هؤلاء الناس لأن الاهتمام بمثل ما يقولونه سيفتح مجالا للتفكير والوهم لذا يجب عليك عدم العزلة والابتعاد عن الناس بل الخروج والفسحة وعمل الزيارات للأهل والاقارب والأصدقاء ومحاولة اعادة البسمة الغائبة عنك ودعي البكاء واستقبلي الفرح والسرور من أعماق قلبك طالما أن ليس هناك ما يدعو لهذا الحزن والدخول في عالم الاكتئاب المظلم .. واجعلي هذه الحكمة معك دائما حيث يقول الفلاسفة (أيها الإنسان.. إنك لا تستطيع أن تمنع طيور الحزن والأسى من أن تحلق فوق رأسك ولكن بإمكانك أن تمنعها من التعشيش والتفريخ فيها) كما أني أرجو من مثل هؤلاء الناس وأمثالهم الذين لا نعجبهم دائما في أي وضع عدم إيهام وترويع الآمنين وتخويفهم من المرض دائما (بشروا ولا تنفروا) .
نصيحتي الأخيرة لك هي إذا استمرت حالة الحزن والكآبة موجودة يجب عرض نفسك على الطبيب النفسي لمساعدتك في التخلص من هذه الحالة فربما فعلا أصبحت تعانين من بعض الاكتئاب النفسي الذي يحتاج للعلاج وهذا أمر بسيط بإذن الله.
|