Monday 19th April,200411526العددالأثنين 29 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

قد يرجع إلى تخرب في كريات الدم الحمراء لأسباب مختلفة قد يرجع إلى تخرب في كريات الدم الحمراء لأسباب مختلفة
اليرقان..اصفرار العين لا يعني بالضرورة التهاب الكبد

يحدث أحياناً أن يلحظ البعض اصفراراً في بياض العين أو الجلد، فيصابون بالخوف والهلع، ظناً أن هذا من أعراض التهاب الكبد، دون معرفة أو وعي بأن ليس كل اصفرار في العينين يعني بالضرورة التهاب الكبد، بل إن مرجعه في بعض الأحيان يكون اليرقان السريري..
فما هو هذا اليرقان الذي يسبب اصفرار العين أو الجلد؟ وما هي أسبابه ووسائل علاجه؟
د.رنا مسوح استشارية الجهاز الهضمي والمناظير بمستشفى الحمادي بالرياض وعضو الجمعية الفرنسية للمناظير، تجيب عن هذه التساؤلات، فتقول:
*****
اليرقان السريري: هو اصفرار الجلد وبياض العينين بسبب ارتفاع مستوى مادة البيلروبين، وهو عبارة عن صباغ أصفر اللون ينتج عن تخرّب كريات الدم الحمراء ويتم تحويله وطرحه عن طريق الكبد، وعندما يرتفع هذا الصباغ في الدم يعطي لوناً أصفر لكافة سوائل الجسم تقريباً عدا الدمع، والشائع هو ارتفاعه بسبب التهاب الكبد خاصة التهاب الكبد الحاد بالفيروس A لذلك فإن المرضى يعتقدون أن كل اصفرار في العينين هو دلالة عن التهاب الكبد وهذا ليس صحيحاً.
وتضيف د. رنا مسوح: إن لارتفاع البيلروبين بالدم نوعين: نوعاً يدعى المباشر وهو يحدث اغمقاق في لون البول بالإضافة لتلون الجلد والعينين باللون الأصفر وسببه كبدي وصفراوي، ونوعاً آخر يدعى البيلروبين اللا مباشر وهو أخطر لأنه قد يتوضَّع في النويات القاعدية للدماغ عند الوليد ويسبب إصابة عصبية وينتج غالباً عن تكسر الدم بأسبابه المختلفة (تنافر الزمر الدموية عند الوليد) أو بعض الأمراض المناعية أو الوراثية أو الدوائية التي تسبب تكسرا للدم عند الأكبر سناً، كما يمكن في بعض الحالات القليلة أن يكون سببه بعض الأمراض الوراثية الكبدية.
وارتفاع البيلروبين بحد ذاته لا يسبب أعراضاً مرضية سوى تلوّن الجلد والعينين باللون الأصفر ولكن الأعراض تكون بسبب المرض المسبب لليرقان فإذا كان السبب تكسر الدم تكون الأعراض المرافقة هي أعراض فقر الدم مثل الدوخة والصداع والخفقان بالإضافة لأعراض تراكم الحديد في الجسم (في القلب وفي الغدد...).
وإذا كان السبب كبدياً تكون الأعراض المرافقة ناتجة إما عن:
- قصور الخلية الكبدية مما يتبعه من تورم الطرفين السفليين وتجمع السوائل في البطن (بسبب نقص تصنيع مادة الألبومين) والنزوف (بسبب نقص تصنيع الكبد لعوامل التخثر).
- ارتفاع الأملاح الصفراوية في الدم مثل الحكة.
- فرط توتر وريد الباب مثل النزوف في دوالي المري وضخامة الطحال.
بالنسبة للأسباب الكبدية التي ترفع البيلروبين تقول د. مسوح استشارية الجهاز الهضمي والمناظير بمستشفى الحمادي بالرياض: إن أشيعها هو التهاب الكبد الحاد بالفيروس (A) وبشكل أقل الفيروس (B) و(C) كما يمكن مشاهدته في المراحل المتقدمة في تليف الكبد سواء كان السبب الفيروسات أو البلهارسيا أو غيرها ولكن هنالك أيضاً مجموعة من الأسباب التي تتعلَّق بالمجاري الصفراوية مثل انسداد المجاري الصفراوية بالحصيات أو بالتضيقات التالية للعمل الجراحي وعندها يمكن أن تكون المعالجة شافية تماماً، كما يمكن أن يحدث انسداد بسبب بعض الأورام، وعلى رأسها ورم رأس البنكرياس، وهنالك بعض الأسباب النادرة مثل التهاب الكبد المناعي وتراكم الحديد أو التهاب في الكبد أو التهاب المجاري الصفراوية المصلب أو التشمع الصفراوي.
ويتم تشخيص سبب ارتفاع البيلروبين بعدة وسائل منها:
1- الفحوص الدموية: والتي تظهر ارتفاع البيلروبين وتحدد نوعه المباشر أو اللا مباشر أو كليهما بالإضافة للفحوص الدموية النوعية للكبد وللفيروسات ولكريات الدم وخضابها وتكسرها.
2- التصوير بالأمواج الصوتية: وهو مهم جداً لأنه يحدد وجود أو عدم وجود اتساع في المجاري الصفراوية ويساعد أحياناً في تحديد السبب المسبب للتوسع كما أنه يظهر شكل الكبد وقوامه، بالإضافة لوجود تغيُّرات أخرى مثل ضخامة الطحال أو المياه المتجمعة في البطن وعلامات فرط توتر الوريد البابي.
3- E.R.C.P وهو تصوير الطرق الصفراوية عن طريق المنظار مما يساعد في التشخيص، وقد يسمح في بعض الأحيان في المعالجة مثل استخراج حصاة أو وضع أنبوب (Stent) لتجاوز مكان التضيق المسبب لليرقان.
4- التصوير الطبقي المحوري والتصوير بالرنين المغناطيسي.
5- خزعة الكبد : إذا كان هنالك ضرورة لذلك.. لكن يبقى في جميع حالات الاصفرار ضرورة مراجعة الطبيب لإجراء عدة فحوص تسمح بتحديد سبب ونوعية هذا اليرقان للتمكُّن من المعالجة المناسبة بإذن الله.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved