Monday 19th April,200411526العددالأثنين 29 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الرياضة ومرض السكري الرياضة ومرض السكري
د.عز الدين عبد الله محمود ( * )

مع تحسن الوعي الصحي أصبح المرضى يتساءلون عن جوانب عدة تتعلق بمرض السكري، وفي السنوات الأخيرة أصبح الاهتمام بالجانب الرياضي كبيراً، هذه بعض الايضاحات لعلها تساعد على تفهم الحقائق ولقد حاولت تبسيط الأمور ما أمكن حتى تعم الفائدة بإذن الله
تأثير الرياضة على الانسان المعافى
في الـ20 أوالـ30 دقيقة الأولى من التمارين يعتمد الجسم على الطاقة المخزونة في العضلات وهي مادة القليكوجن GLYCOGEN التي تتحول إلى سكر سهل الاحتراق في العضلات وإذا استمرت التمارين المتوسطة (غير المرهقة) لمدة 90 دقيقة تشكل السكريات نسبة 40% من المواد المستهلكة أما إذا استمرت لمدة 4 ساعات صارت تشكل الثلث والباقي (2-3) يأتي من دهون الدم، وباستمرار الرياضة إلى 8 ساعات مثلاً يكون الاعتماد على هذه الدهنيات بما يوازي 85% كمصدر للطاقة وتتم هذه العمليات التي توفر السكريات والطاقة بواسطة مجموعة من الهرمونات وهذه في حالة توازن ومعادلة مع هرمون الانسولين الذي يستهلك ويخفض هذه المواد بحيث تكون النتيجة أن مستوى السكر في الدم في حدود الطبيعي أو أقل بقليل جداً أثناء الرياضة، فمثلاً في حالة الرياضة المرهقة ترتفع نسبة السكر في الدم ولكن يصاحبها ارتفاع مناسب في الانسولين تبلغ ذروته حوالي 5 دقائق من بدء الرياضة ويستمر هذا حوالي 30 دقيقة ينزل بعدها الاثنان
(السكر والانسولين) معاً حتى يصلا الى حدهما الطبيعي بعد ساعة من الاجهاد، مما تقدم يتضح أن الانسولين يلعب الدور الرئيسي في عملية توازن سكر الدم أثناء الرياضة، وبما أن مرضى السكر يعانون اختلالا في هرمون الانسولين لذلك تحدث عندهم اضطرابات في هذه المعادلة الدقيقة أثناء الرياضة.
مرض السكر الذي يعتمد على حقن الأنسولين
المشكلة أن الانسولين هنا اصطناعي وكميته في الدم لا تتغير حسب الحاجة كما أسلفنا
تأثير الرياضة المكثفة المرهقة
دلت الأبحاث على أنه إذا أعطي المريض جرعة ثابتة مستمرة (بمضخة) وأجرى رياضة شاقة لمدة 15 دقيقة يكون أثرها أن ترتفع نسبة السكر بعد الرياضة ولمدة ساعتين، وأيضاً كلما كان مستوى السكر عالياً قبل الرياضة كلما كبرت هذه الزيادة، من هنا يتضح لنا أهمية توقيت جرعة الانسولين بحيث تطابق ذروة مفعوله هذه الزيادة أي بعد الرياضة مباشرة، هذا بالتالي يعتمد على نوع الانسولين فمثلاً الانسولين الصافي قمة مفعوله في حوالي ثلاث ساعات والعكر (النوع الذي يؤخذ مرتين يومياً ) قمة مفعوله حوالي 4 - 7 ساعات، وليت هذه كل القصة فللرياضة أثرها على امتصاص الانسولين من موقع الحقنة إلى الدم، فهي تزيد من هذا الامتصاص وكلما كانت الجرعة كبيرة قبل الرياضة كلما زادت نسبته وبسرعة في الدم
والحرارة أيضاً تزيد نسبة الانسولين فمثلاً الرياضة في درجة حرارة 30 مئوية تزيد نسبة الانسولين إلى 3 أضعاف ما إذا كانت في درجة الحرارة 10 مئوية، زد على ذلك أنه كثيراً ما يحقن ضعاف البنية أنفسهم في العضل بدلاً من تحت الجلد وهذا يزيد نسبة الانسولين اثناء الرياضة إلى 3 أضعاف، كل هذه العوامل قد تزيد درجة الانسولين وتسبب هبوطاً شديداً في سكر الدم HYPOGLYCAEMIA
الارشادات
1- الرياضة المكثفة المرهقة جوانبها معقدة وقد تؤدي إلى نتائج عكسية ويستحسن تجنبها.
2- الرياضة المتوسطة مفيدة ولكن يجب استشارة الطبيب لضبط جرعة الانسولين ونوعه وتوقيته ولا غنى عن فحص الدم للسكر قبل وبعد الرياضة لأن كل حالة تختلف عن الأخرى.
3- يجب الاحتياط لاحتمال هبوط السكر المفاجئ كالمعتاد (حمل قطع سكر أو بسكويت وخلافه).
4- تجنب الرياضة في درجات حرارة متفاوتة لأن ذلك يعني تغيير كمية الانسولين.
5- التأكد من طريقة الحقن الصحيحة أي تحت الجلد وتجنب الحقن بالعضل.
6- بعد فترة قصيرة من التجربة يمكن إيجاد التوازن الصحيح بين كمية الأنسولين والأكل والرياضة.
مرض السكر الذي لا يحتاج لانسولين
الرياضة المكثفة المرهقة:
الوضع هنا لايختلف كثيراً فهذا النوع من الرياضة قد أثبتت الأبحاث أنه يزيد نسبة السكر في الدم ولمدة ساعة بعد المجهود الشاق
الرياضة المتوسطة المعتدلة:
مستوى الأنسولين عند هؤلاء المرضى أعلى بصفة مستديمة من الانسان المعافى وهذا يمنع الهرمونات الأخرى من تزويد الجسم بالكمية المناسبة من السكر والطاقة، وعليه يحدث انخفاض في السكر مع الرياضة وفقط عليهم مراجعة الطبيب مثلاً لضبط جرعات الحبوب التي يأخذونها أو الوجبات وأيضاً يتم ذلك بفحص الدم قبل وبعد الرياضة.
هناك نقطة مهمة وهي أن معظم هؤلاء المرضى من متوسطي العمر فما فوق ولذلك يجب التأكد من خلوهم من الأمراض الأخرى كأمراض القلب والشرايين وخلافه قبل الشروع في الرياضة، ولا ننسى أيضاً عمل برنامج متدرج للرياضة واللبس المريح والاعتناء بالقدمين في كل مرضى السكر
وخلاصة القول يمكنك مزاولة الرياضة غير المبالغ فيها باتباع ارشادات الطبيب حسب حالتك لتستمتع بمزاولة رياضتك المفضلة مع زملائك المعافين، وحتى في حالة الرياضيين المحترفين (لاعبي كرة القدم مثلاً) فيمكنهم مزاولة مهنتهم كباقي الفريق ولكن بارشادات طبية أدق وبعناية أكثر من جانبهم ..والله الموفق.

( * )استشاري غدد وسكر بمستشفى الحمادي بالرياض
عضو الكلية الملكية البريطانية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved