مرحلة البلوغ هي مرحلة انتقال الطفل إلى سن الشباب والرجولة، والطفلة إلى الأنوثة والنضج، وغالباً ما يرتبط البلوغ بتغيرات جسدية ونفسية، تجعله من المراحل الحرجة في حياة الإنسان، وخاصة في ظل ما يحسون به من الغموض، لكن هل يمكن أن يتحول البلوغ إلى حالة مرضية تستلزم استشارة الطبيب إذا ما ظهرت أعراضه مبكراً أو متأخراً بعض الشيء.
د. صفاء العيسى استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى الحمادي بالرياض، يتوقف عند التغيرات التي تصاحب مرحلة البلوغ ومتى يمكن اعتبارها حالة مرضية فيقول:
******
مرحلة البلوغ هي تلك المرحلة الانتقالية من الطفولة إلى النضوج الجسمي والعقلي، وتبدأ عند الإناث بعمر (9 -11) سنة، وتنتهي في عمر (15-16) سنة عادة، بينما تبدأ عند الذكور متأخرة نسبياً عن الإناث بسنتين أي بعمر (11- 13)، وتنتهي بعمر (17- 18) سنة لديهم
وتظهر علامات البلوغ عند الإناث على شكل تضخم في الثديين وظهور شعر الإبط والعانة، أما في الذكور فتبدأ بتضخم في الخصيتين ونمو للعضو الذكري، مع ظهور شعر العانة والإبط وشعر الوجه، ويصاحب ذلك خشونة في الصوت، يرافق هذا في كلا الجنسين تغيرات نفسية عقلية وفكرية هائلة تضفي علي هذه المرحلة ميزاتها الخاصة والتي بالطبع لا يمكن فصلها عن التغيرات الجسمية السريعة الآنفة الذكر.
والبلوغ المبكر معناه بلوغ الإناث قبل 8 سنوات من العمر، والذكور قبل 9 سنوات، أي ظهور الأعراض السابقة في هذه الأعمار المبكرة ولهذا أسبابه بالطبع، فعند الإناث أكثر الأسباب إما وراثية أو لا يوجد لها سبب معين، وهذا يعني أن سببها حميد وغير خطير إن شاء الله، أما في الذكور فالعكس من ذلك، وأسباب البلوغ المبكر هي عادة ما تكون عندهم أورام في الغدد التي تفرز الهرمونات المسؤولة عن البلوغ، ولتبسيط الأمر نقول إن عملية البلوغ تقوم فيها منظومة متكاملة، ففي الدماغ هناك غدد تطلق الإيعازات إلى المبيض عند (الأنثى) والخصية عند الذكور لإفراز إما الهرمونات الأنثوية أو الذكرية على التوالي، وهذه الهرمونات هي التي ستحدث تغيرا شاملا عند الطفل مسرعة به إلى مرحلة البلوغ.
ويتطرق د. العيسى إلى خطورة البلوغ المبكر مؤكداً أن خطورة البلوغ المبكر تكمن في أن الطفل سيكون طويلا ولديه كل علامات البلوغ وبشكل مبكر، وهو أو هي غير مستعد لذلك جسميا ولا نفسيا ولا أهله مستعدون لهذا التغيير السريع، وبما أن هذه الهرمونات المفرزة ستؤدي إلى نمو سريع عند الطفل وزيادة في طوله أو طولها، فإن الطفل سيبدو طويلا قياسا الى أصحابه ضمن نفس عمره/ عمرها، ولكن الخطورة تكون في أن نموه سيتوقف سريعا، وبالتالي فإن طوله النهائي يمكن أن يكون أقصر مما هو متوقع له أو لها وراثيا.
وينصح د. العيسى باستشارة طبيب الأطفال إذا ما ظهرت على الطفل أي علامات بلوغ قبل عمر 8 سنوات عند الإناث و 9 سنوات عند الذكور.
وذلك لإجراء فحوصات أشعة لليد وربما أشعة للدماغ للنظر في الغدد النخامية، وكذلك قد يلزم الأمر إجراء فحص للهرمونات، ولا داعي للقلق من هذه الإجراءات لأنها تعتبر المفتاح نحو تدبير الحالة بشكل يدخل السرور إلى قلوب الجميع بإذن الله.
ويضيف د. العيسى كما قلت سابقا فإن أسباب هذه الحالة عند الإناث غير خطرة، أما في الذكور فيحتاج الأمر إلى فحوصات دقيقة لمعرفة السبب، وإن لم يكن هناك سبب فإن العلاج قد يتضمن حقناً شهرية تعطى بالعضلة لإيقاف عملية البلوغ، وهذه الحقن تعطى لسن معينة، وتوقف بعد ذلك لتتابع عملية البلوغ سيرها الطبيعي إن ظهور الدورة الشهرية عند الإناث تحدث عادة بعد سنتين من ظهور علامات البلوغ، وتعتبر متأخرة نسبياً إذا تم الاعتماد عليها لتقرير العلاج، لذا ننصح بفحص الأطفال مبكراً ما أمكن في حال ظهور أي علامات تشير لبلوغ مبكر.
|