قد (يخدع بعض الناس لبعض الوقت).. لكنه لن (يخدع كل الناس لكل الوقت).. وهذا هو الحال مع الأخ تركي القهيدان.. الذي ظنَّ أنه خدع الناس بكتبه الملوَّنة والتي زعم ان الخرائط التي فيها هي من إعداده باستخدام (الحاسب الآلي).. فيما ان الناس أذكى مما يتصور.. وأكبر من ان تنطلي عليهم تهويماتك وادعاءاتك..
لقد سررت بردِّك الذي نشر في صفحتين كاملتين من جريدة الجزيرة؛ لأنه كشف إصرارك على رأيك ونفيك لكل رأي يخالفه.
يقول تركي القهيدان في معرض تعقيبه عليَّ:
1 - (فرده يتضمن التغني بخروجه ظافراً منتصراً، وكل محاوراته قائمة على الظنون والأوهام التي أحصر بعضاً منها فيما يلي..). ثم ساق القهيدان قولي عنه: (ينسب إلى نفسه كل جهود الآخرين وعلماء البلدان الذين قالوا: ان عين ضارج في الحجاز.. ان الاستخفاف بالعقول شيء فظيع يا تركي..).. ثم قال: (ربما ان المهندس أغضبه ما أشرت إليه..). قلت: ها أنذا من قلمك أدينك، فلم أر شخصاً بمثل تناقض القهيدان.. ها هو يتهمني بأن كل محاوراتي قائمة على (الظنون والأوهام).. ثم يقول: (ربما ان المهندس أغضبه ما أشرت إليه..).. كنت أظنك يا تركي أدق من هذا، كيف تتهم الآخرين بالظنون والأوهام ثم تقول (ربما) التي هي أم الظن وأساسه؟! ولكن:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه
وصدق ما يعتاده من توهُّم..!
واللّبيب بالإشارة يفهم..!!
2 - انظر إلى كلامك حينما قلت: (لكن الآن على القارئ ان يرجع إلى ما كتبه المهندس بتاريخ 4 رجب 1424هـ وتاريخ 4-9- 1424هـ، ثم يقارن تلك الأفكار مع المعلومات التي أوردها الشيخ العبودي في معجمه ج4، من ص 1388 إلى ص 1393 ويتبين له جلياً هل هي اختصار لنفس المعلومات أم لا؟ وهل هذه سرقة علمية أم لا؟..
قلت: أجل، ان حبل الكذب قصير، والدليل على ذلك اتهامي زوراً وبهتاناً بالسرقة العلمية، انك لم تورد كلامي.. بل قلت للقراء: ارجعوا إلى عدد من الجزيرة قبل أكثر من سنة، وأنت تعرف ان أحداً لن يرجع إليه.. وظننت ان القراء لن يعودوا إلى العدد الصادر بتاريخ 4-9- 1423هـ الذي لم أكتب فيه حرفاً واحداً، توقعت انهم سيصدقون كلامك وظلمك المبين، ولو اتسع المجال لإيراد مقالي لأوردته.. وأتحداك ان تورده كاملاً.. لأن الناس حين يقرأون قولك في مقدمة تعقيبك: (اليوم وبعد ان قدمت أدلة دامغة عن عين ضارج وأفردت عنها حلقات في الصحف ثم أصدرت قراراً بنقلها تأديبياً بعد ان أغرقت القصيم بمياهها إلى مربضها الحقيقي ما بين اليمن والمدينة). انتهى.
قلت: يا للعجب العجاب.. بل ان القارئ يتعجب حين يقرأ كلامك يا تركي، ها أنت تكرر مرة أخرى سرقتك ونسبة جهود الباحثين إلى (نفسك) ونفسك فقط، وتقول: (قدمت أدلة دامغة).. هل هو أنت الذي قدمها أم الآخرون؟! ولكن كل الحلقات التي أوردتها يا تركي ما هي إلا (نقل) للأقوال التي تدل على ان (عين ضارج) بين المدينة واليمن.. وكأني بك حين تثبت صحة كلامك لا تنقل إلا من كل كتاب أو معجم مهما كان.. تنقل كلامه حرفياً وتخدع القراء (ببحث من عدة حلقات) بأنك أثبت صحة رأيك.. وهو لا يعدو كونه وهماً من أوهامك الكثيرة وظنونك التي لا تحصى، وهي لا تعدو ان تكون نقولات من الكتب دون أي جهد يذكر أو دليل دامغ تزعمه..!!
3 - أورد تركي القهيدان عبارات تدل دلالة واضحة على الهدف من رده، مثل قوله: (فرده يتضمن التغني بخروجه ظافراً منتصراً).
وقوله: (يزف إلى القراء وهو يكاد يطير فرحاً خبر انتصاره عليَّ).. وكأننا في معركة (الحواسم).. هكذا تصور الأخ تركي القهيدان، ولا أدري أين العبارات التي تتضمن التغنّي (بالنصر).. بل هي عبارات كلها إيضاح للحقيقة أمام هذا (التلبيس) الذي يمارسه القهيدان على القراء.. وهذا مع الأسف تفكير من يطلق على نفسه (باحث).. بل لا يقف عند وصف نفسه ب(الباحث) .. حين يقول انه هو (الباحثين) كلهم، انظروا إليه حين يقول: (ولكم عجبت من جرأة هذا الرجل وعدم ورعه في إصدار الأحكام الاعتباطية على الباحثين)، قلت: حسناً ها أنت تطلق على نفسك (الباحثين) وتقول انني أشتمهم، وأتحداك ان تورد لي أي عبارة فيها (شتم) في حق (باحثين غيرك).. أنت فقط من رددت عليه بمثل ما قال وبكل ما تهجم وبمثل ما تجرأ، فمن هو الذي يطلق الأحكام الاعتباطية؟! إذاً مشكلتنا أننا لا نعترف بأخطائنا.. وإيضاحاً للحقيقة للقراء ان ما أثار حفيظة الأخ القهيدان هو قولي في عدد الجزيرة رقم 11295: (لماذا يستبعد القهيدان ان امرئ القيس قصد الضارج (الشقة) بالقصيم وكل الدلائل تشير إلى ان ضارج بالقصيم..). هذا هو الكلام الذي أثار حفيظة هذا الرجل وكل هذا الغضب لديه متهماً إياي أنني لا أفرِّق بين ضارج (وعين ضارج).. لأنه قد بنى وهماً في نفسه انه قد اكتشف (عين ضارج) التي في الحجاز، ونسب إلى نفسه جميع الأقوال التي قالها أصحاب معاجم البلدان.. (وهذه مسألة نسبية)، أي ان مسألة وجود عين ضارج بين اليمن والمدينة مسألة فيها نظر.. إن أخشى ما أخشاه إذا قلت في ثنايا مقالي هذا ان هناك قولاً بوجود (عين ضارج) بالشقة، لقال القهيدان: هذا (تناقض).. لأنني ناقضت (اكتشافه) الذي نسبه لنفسه حين قال: (حددت بالأدلة والبراهين الواضحة) وجود عين ضارج بين (اليمن والمدينة) مستنداً إلى عدد من الأقوال.. وإنني أثق أن تركي القهيدان يكتب كلمة (تناقض) ثم يكتب بعدها وقبلها كلاماً مما يوهم القراء ان هناك (تناقضاً) لمجرد ورود هذه الكلمة في ثنايا مقاله.
كيف يسمي نفسه ب(الباحثين) من يتهم الآخرين بالتناقض.. وهو هو التناقض كله.. بل ان كل كلامه تناقض في تناقض..
إن خداع الآخرين والقراء هو شيء فظيع.. ولكن مع الأسف انك لا تدرك ذلك؛ لأن وهمك ونرجسيتك لا يمكن ان تدلك إلا على طريق واحد.. وهو طريق الاعتداد برأيك وتسفيه آراء الآخرين والتعالي عليهم لمجرد انهم أبدوا آراءهم وقالوا: (لماذا يستبعد)..
4 - مع الأسف انه يتهمني (بالسرقة العلمية) من العبودي لمجرد انني أورد عرض السحاب بـ(50كم) بين قطن والستار.. والعجيب والغريب انه مع أنني قد أوضحت هذه المسألة في ردي السابق وقلت: انني قرأت هذه المعلومة في كتاب العبودي، وهي لا تعتبر سرقة علمية؛ لأنها رقم مشاع، وهو كالمسافة بين مدينتين.. فإذا قال شخص: ان المسافة بين (بريدة وعنيزة) 30 كم مثلا.. هل تتهمه بالسرقة العلمية، وبإمكانه قياسها خلال ربع ساعة بمجرد قراءة كيلومتر السيارة وطرح الفرق بين قراءتين.. هل مثل هذا سرقة.. لقد أوضحت للأستاذ تركي أنني أخذت هذه المعلومة بمقياس رسم من الخارطة، وهي معلومة متاحة للجميع، وهذا الرقم هو ما أخذه عليَّ القهيدان وتهجم عليَّ بسببه واتهمني فيه بالسرقة من العبودي، ثم يقول: (وأبشرك -ولله الحمد- أنني وصلني الكثير من الاتصالات التي تقول: لم نعرف حقيقة السحيباني إلا بعد اتهامه لك بعدة أمور، منها اتهامك بعدم أمانتك العلمية، وكتبك تتميز بتوثيق المعلومة. وأحب أن أؤكد ان جميع كتاباتي للصحف والمجلات كمجلة الفيصل موثقة توثيقاً علمياً، ويمكن الرجوع إليها. انتهى.
يا تركي.. المشكلة ان نسبة كبيرة من كتبك هي نقل من الآخرين دون ان تأتي بأي جديد سوى الصور.. هي نقل من معجم البلدان أو غيره.. بل الطامة الكبرى أنك في بحثك وتحقيقاتك في جريدة الرياض والتي زعمت فيما تزعم فيها انك نقلت عين ضارج من القصيم الى الحجاز.. تنقل ما يروق لك فقط، وتوثقه بطريقة علمية؛ مما يخيل إلى الآخرين انه بحث جاد، وهو لا يتعدى النقل المجتزئ المتحيِّز لرأي واحد فقط..!!
وبعض (الباحثين) هم ممن يتبعون طريقة (القص واللزق)، أي ينقل كلاماً من كتب أخرى وهي موثقة فعلاً، ولكن هي سرقة منظمة مثل (الجريمة المنظمة) سرقة بطريقة حديثة (Modern) أي تكرار جهود الآخرين والإشارة إلى هذه المصادر في الهوامش دون أي جهد يذكر سوى الصور الملونة والخرائط الملونة التي هي جهد لجهات استشارية أخرى، ومن ثم تجليد هذه النقولات بغلاف من النوع الفاخر وبخط ملون وكتابة اسم (الباحث) عليها.. سعياً إلى الشهرة وبريقها..!!
وإن اتهام الآخرين بالسرقة هو (شنشنة نعرفها من أخزم).. وهي كقميص عثمان الذي يمارون ويتهمون الآخرين ظلماً وزوراً وبهتاناً بالسرقة.. إن هذه الطريقة الملتوية ما هي إلا وسيلة لإضفاء العجز والتغطية على الفقر العلمي المدقع.
ولكن أحب ان أقول شيئاً آخر.. وهو هل إذا أورد أحدنا مثلاً شائعاً فهل يطالب بذكر قائل هذا المثل.. إن الأمثلة هي أقوال شائعة وعلى ألسنة الناس ولا يعرف قائل لها.. وللمعلومية فإنني قد أشرت إلى معجم العبودي عدة مرات، ورجع القهيدان إلى نفس الصفحة فوجد هذا الرقم في نفس الصفحة التي أشرت إليها فاتهمني بالسرقة، إن القهيدان يتخذ هذا القميص وهذا المشجب لأنه لم يجد أي شيء آخر غيره.. فهو حسب زعمه انتصر عليَّ في هذه المعركة.. فإذا أردت ان تتكلم بمنهج غير علمي ما عليك إلا اتهام الآخرين بالسرقة مثلما فعل أخونا القهيدان.. يريد مني إذا قلت (على سبيل المثال): يقول العبودي في معجم بلاد القصيم الجزء (5) ص 80 (قطن جبل يقع غرب القصيم) أن أقول: قطن (العبودي الجزء 5 صفحة 80 السطر الأول) جبل (العبودي الجزء 5 صفحة 80 السطر الأول) غرب (العبودي الجزء 5 صفحة 80 السطر الأول).. وهكذا.. ولا أريد أن أورد قصصاً وأمثالاً تحكي مثل هذه الحالة التي يتبعها القهيدان..
ثم إنك يا تركي تقول مستنكراً قولي: انك تنسب إلى نفسك جهود الآخرين: (فأنا أستشهد بهم وأقول: قال ابن كثير وقال ابن بليهد، وأوثق المعلومة، ثم تأتي وتقول: (ينسب إلى نفسه كل جهود الآخرين)) انتهى.
وأقول: ان الشخص منا يرى القذاة في عيني أخيه ولا يراها في عينه، فأنا أيضاً وثقت المعلومة عن العبودي، واستنكرت عليَّ إيراد رقم ورد في كتاب العبودي ووصف للسحاب بناء على مشاهداتي للسحاب واتهمتني بسرقتها من كتاب العبودي.. ولكنك يا تركي نسيت جهود مؤلفي المعاجم الذين تحدثوا عن عين (ضارج) التي بين اليمن والمدينة حين نسبتها إلى نفسك وقلت: انني نقلتها نقلاً تأديبياً من القصيم للحجاز، واستغليت قول كاتب أو كاتبين لتعلق انجازك بنقلها من القصيم للحجاز، وبنيت داخل نفسك وهماً أنك أنت الذي اكتشفها، وقلت وكررت ذلك (قدمت أدلة دامغة).. وهي لا تعدو كونها نقولات من غير ما شرح لها وأشك انك فهمتها.. أين الأدلة الدامغة التي يستغفلكم بها هذا القهيدان أيها القراء؟! انه يظن ان القارئ غبي لا يفهم ولا يقرأ.. انه يجمع كلاماً من هذا المعجم وكلاماً من معجم آخر ثم يمازج بينهما كما يمازج بين الملح والسكر فلا أحد يفهمها كما ان لا أحد يفرق بين منظر الملح والسكر إلا من تذوقهما، وكذلك الذي يتذوق هذه النصوص ويفهمها، وهم الباحثون الحقيقيون.
5 - يقول القهيدان: (اليوم وبعد ان قدمت أدلة دامغة عن عين ضارج وأفردت عنها حلقات في الصحف ثم أصدرت قراراً بنقلها تأديبياً).. قلت: النقل التأديبي (حسب أنظمة الخدمة المدنية) لا يتم إلا لموظف أخل بالأمانة أو بشرف وظيفته أو ارتكب خطأ مخالفاً للنظام أو لأعراف المجتمع.. فما هو ذنب (عين ضارج) التي أصدرت أنت فقط (قرارك التاريخي بنقلها تأديبياً)؟! نريد حيثيات هذا القرار وصورة منه.. حتى نرفع شكوى لإرجاعها إلى موطنها الأصلي، أو ان ترفع العين تظلماً لهذا القرار المجحف الذي جاء من غير سبب ومن غير حيثيات مقنعة..!!
6 - ويقول في الحلقة (1) ما نصه: (2- قال المهندس: وهل جزم صاحب معجم البلدان أو غيره ان (ضارج) بين المدينة واليمن حتى يأتي تركي القهيدان ويجزم بأن (ضارج) هي التي بين المدينة واليمن) ثم قال معقباً على كلامي: (نعم أجزم وبكل تأكيد)...!!!.
قلت: اتق الله يا تركي، كيف تأتي بهذا القول الذي لم يأت به أصحاب المعاجم.. تمعَّنوا في مقولة تركي (نعم) و(أجزم) و(بكل تأكيد). إن هذه الكلمات تعني القطع اليقيني وبنسبة 100% أن عين ضارج هي التي (بين المدينة واليمن).. ويقول الأخ القهيدان في موقع آخر: (عجباً لك يا مهندس ما دمت تقول (علماء البلدان الذين قالوا ان عين ضارج في الحجاز) فلماذا لم توجه إليهم هذا النقد؟.. قلت: إنني لم ولن أوجه النقد إليهم؛ لأنهم لم يقولوا أننا نجزم ان عين ضارج في الحجاز.. دلني على واحد من علماء البلدان يجزم ان عين ضارج في الحجاز..
ويقول: انني حددتها بالأدلة الدامغة والبراهين.. ويقول أيضاً: (ألم أقل لكم أيها القراء ان ما أعانيه من البعض في المنطقة أنهم يتخيلون ان لا ضارج ولا سبخة ولا عين ولا أي مَعلم أو موقع أثري إلا في القصيم).
قلت: عجباً.. ثم عجباً لهذا يا تركي، فلم أقل أن هناك عيناً جارية قرب ضارج القصيم، بل إنني لم أجزم (مثلك) ان عين ضارج في القصيم.. ثم تأتي وتقول مثل هذا الكلام الذي لا يصدر عن باحث.
7 - قال القهيدان: (الحلقة 1 - 6) (قال المهندس: إنني أتحدث عن شيء وتركي القهيدان يتحدث عن شيء آخر. إنني أريد من القهيدان ان يورد لي كلمة واحدة في مقالي ذكرت فيه كلمة (عين). انظروا إلى تركي كيف يناقض نفسه ويقول: (قال السحيباني: ولكن لماذا يستبعد ان امرأ القيس قد عنى ان (الضارج) الشقة بالقصيم، وكل الدلائل تشير إلى ان الضارج بالقصيم..) انتهى.
ثم يقول: (قل لي بصدق يا مهندس هل كنت تفرق بين الموقعين قبل ان أعقب على كلامك؟ الاعتراف بالحق فضيلة يا مهندس) انتهى. قلت: لا، إنني لم أفرق بين الموقعين.. لماذا؟ لأنك أنت الذي صنعت هذا الفرق بينهما، وجعلت بينهما فرقاً أكيداً كما بين المشرق والمغرب دون أي بينة سوى نقولات لا تفهمها، وأشك أنك استوعبتها.. فأنا أقول رأيي بغض النظر عن رأيك، فلماذا تجعل رأيك هو الصحيح وتطالبني بالاعتراف بأنني لا أعرف الفرق بينهما؟ فهذان الموقعان كلاهما ورد في شعر لشاعر واحد هو امرؤ القيس، وما الذي يمنع ان يكونا لموقع واحد؟! أريدك ان تورد لي دليلاً دامغاً على هذا الفرق الذي زعمته وبنيته بنفسك.. وأتمنى الا يقول القهيدان ان السحيباني يناقض نفسه عندما أقول: ان بعض علماء البلدان قالوا: (عين ضارج) في بيت امرئ القيس هي في الحجاز.. وكلمة (بعض) التي أشك أنه يفهمها، فالتناقض ليس من عندي وإنما هو في الأقوال المتناقضة في أقوال علماء البلدان والباحثين.. ألم أقل لكم: ان القهيدان يكتب كلمة (تناقض) ثم يقرأ مقالي وينقل الكلام ويكتبه قبلها وبعدها حتى لو كان من كلام علماء البلدان الذين نقل عنهم هو.. ثم يقول مذكراً إياي باكتشافه الخارق لوجود عدة مواقع تعرف بضارج، منها: (1) ضارج بين المدينة واليمن. (2) ضارج جنوب عالية نجد. (3) ضارج مكان في القصيم. (4) ضارج قرب الكوفة. (5) ضارج في منطقة سدير. انتهى. قلت: أين التوثيق العلمي الذي تدعيه.. كيف عرفت هذه المواقع، ومن أي معجم نقلتها لنا؟! بل الطامة الكبرى انك تقول: (بينت في أكثر من حلقة ان هناك عدة مواقع تعرف بضارج).. هل يتخيل القهيدان انني والقراء والباحثين من الغباء والسذاجة بحيث لا نرجع إلى المعاجم التي تكتب كلمة (ضارج) متعاقبة وبجانب بعضها بل في صفحة واحدة..!!
8 - يقول القهيدان (الحلقة 1 - 6) موجهاً كلامه إليَّ: (يا مهندس، أليس من الأولى عندما اكتشفت أنك لا تفرق بين موقع ضارج في جزيرة العرب وأنك أنت في واد وعين ضرج - هكذا كتبها- التي أتحدث عنها في واد آخر أن تعتذر عما عقبت عليَّ به بدلاً من إيهام القارئ بهذه العبارات؟ ثم أنا لم أجزم بأن ضارج القصيم هو الشقة، وإنما قلت تحديداً في الحلقة الثانية (ويبدو ان ضارجاً هذا في أرض القصيم)، فهل قولي يعني الجزم، وفي نظري ان من قال انها في الشقة احتمال من الاحتمالات القوية، ولا يحق لي ان أنقضه إلا بدليل صائب).. انتهى.
قلت: أعوذ بالله من الهوى.. أعوذ بالله من العناد والاعتداد بالرأي.. ها أنت هنا تقول: (ان من قال إنها في الشقة احتمال من الاحتمالات القوية، ولا يحق لي ان أنقضه إلا بدليل صائب). لماذا هنا تقول وتطالب بدليل صائب وعند علماء البلدان وعند امرئ القيس وعند العلماء والمتقدمين والمتأخرين أن ضارج هذا في أرض القصيم.. وتستنكر علينا ان نطالب بدليل صائب لإثبات ان عين ضارج هي في الحجاز.. ما هذا العسف والتناقض والادعاء والوهم.
8 - يقول القهيدان: (قال المهندس: يقول القهيدان في الصفحة 358 من الكتاب الثاني ما نصه - معلقاً على بيت امرئ القيس السابق- : أما المؤلف فلا يجزم بما ذكر العبودي وأيضاً ما ذكره الوشمي في ان المقصود هنا بضارج القصيم، سيما وان الشيخ ابن بليهد فرق بين هذين البيتين والبيت الوارد في المعلقة في منطقة القصيم، بينما حدد ضارجاً الوارد ذكره في هذين البيتين في جبال الحجاز، كما أكد ذلك بعينه فقول (يفيء عليها الظل) ويضيف المهندس: (لقد ذكرت البيتين الواردين في المعلقة ونقلت ما قاله الشايع دون تعليق ودون ان تنقل من قول الشايع ان المقصود ب(ضارج) الشقة في القصيم.. إنني أعرف الفرق بين هذين البيتين ولكنك أنت الذي خلطت بينهما وأوردتهما متتابعين ولم تذكر الفرق بينهما..!!). ثم يضيف: عجباً للتلاعب وبتر الألفاظ، فقولي: لا أتفق مع العبودي وأيضا مع الوشمي فيما ذهبا إليه، فهذا كلام مبتور، على أني أقصد مكاناً غير عين ضارج، فالعبارة التي أوردها المهندس (معلقاً على بيت امرئ القيس السابق) توهم القارئ انني أقصد البيت الوارد في المعلقة في منطقة القصيم:
قعدت له وصحبتي بين ضارج
وبين العذيب بعدما متأملي
بينما الصواب ان قصدت بيتي امرئ القيس الشائعين.. الخ) انتهى.
قلت: والآن أكرر لك ما قلته انني عرفت الفرق بينهما بأقوال (بعض) العلماء وليس بجزمك الأكيد (بأدلتك الدامغة) من ان عين ضارج في الحجاز.قلت: أيها القراء ان القهيدان هو الذي يتلاعب بالألفاظ ويحاول التهرب من كلامه من انه يفرق بين هذين البيتين ويعرف الفرق بينهما، بينما هو لا يفرق بينهما ويجمع بينهما في تحقيقاته، فها هو يقول ضمن (تحقيقاته) أو (لنقل نقولاته) عن عين ضارج ما نصه:
ويقول امرؤ القيس الكندي في آخر معلقته يصف سحاباً مقبلاً عليه:
قعدت له وصحبتي بين ضارج
وبين العذيب بعدما متأملي
على قطن بالشيم أين صوبه
وأيسره على الستار فيذبل |
ويبدو ان ضارجاً هذا في أرض القصيم، وقد أكد الشايع ذلك حين قال (في آخر معلقة امرئ القيس وصف لنا سحاباً أمطر على منطقة القصيم وما جاورها حيث قعد امرؤ القيس وأصحابه بين (ضارج) وبين (العذيب) يرقب هذا السحاب الذي أمطر أيمنه على جبل (قطن) وأيسره على الستار ويذبل. فذكر ان السيل دمّر بلدة (تيماء) واقتلع نخيلها، كما اقتلع الأشجار التي حول (كتيفة)، وانه غطى جبل (المُجيْمر) بحيث لم يبق منه إلا رأسه الذي بدا مثل فلكة المغزل إلى غير ذلك من المواضع التي ذكرها.. كما سمع امرؤ القيس مكاكي الجواء صبيحة ذلك اليوم تغنّى طرباً بهذا الغيث النازل. ثم يضيف: قلت: الشايع باحث ميداني متمكن، وأتفق معه في الكثير من المواقع التي حققها، ومع ذلك لا أجزم بتحقيق ضارج في الشقة، فالمسافة بين الشقة وتلك الأماكن بعيدة، والحكم في تحديد المواقع أمر صعب، والمسافة ليست دليلاً قاطعاً، سيما وأن امرأ القيس الكندي قد أشار إلى ذلك في آخر معلقته عندما وصف سحاباً مقبلاً عليه:
علا قطناً بالشيم أيمن صوبه
وأيسره على الستار فيذبل |
ففي البيت السابق أورد (بالشيم ولعله أراد بذلك: إنما أحكم حدساً وتقديراً لأنه لا يرى ستار ويذبل معاً). فها أنت هنا تعارض الشايع في تحديد ضارج التي وردت في بيت امرئ القيس السابق ب(الشقة)، وهو فخ لا تحسد عليه، ولا تستطيع ان تنكر ذلك فما دمت تعارض الشايع فأنت أيضاً تعارض العبودي والوشمي.. بل وتقول: (والحكم في تحديد المواقع أمر صعب والمسافة ليست دليلاً قاطعاً)، وتقول: (المسافة بين الشقة وتلك الأماكن بعيدة). فأنت لا تعترف هنا بأن (ضارج) سواء في بيت (العين التي عند ضارج) أو (قعدت له بين العذين وضارج) بأنها (الشقّة)، وتحاول إيهام القراء أنني أبتر كلامك وغير ذلك من الأقاويل.
9 - إذا كنت تدعي انني (أبتر الكلام) فماذا يسمى تجزيئك لكلامي بل وقطعه بحيث لا يكون جملة مفيدة.. أما ما تدعيه من أنني أبتر كلامك فهو إيرادي لما يدل على خلاصة كلامك، فإيراد الكلام كاملاً هو غثاء لا مبرر له، بل أخذ لحيز من الجريدة لا يعني النقاش.
ما معنى إيرادك لأسطر وجمل مبتورة مثل 5 - قال المهندس: مقابل لطرف هذا السحاب. 11- قال المهندس: (كتابه الموسوم - آثار وحضارة). ولنطالع جهده الخارق، وتعليقاً لك آخر على هذه العبارة وهي إصرارك على ان نرجع لكتابك (الموسوم) ولا ندري من أين جاءت عبارة (الموسوم) ويضيف: (وقد رجعت إلى كتابه فوجدته خلطاً للمعلومات ونقلاً عشوائياً غير مرتب). ويضيف في موقع آخر (يدعي انه باحث) كلام مغرق في النرجسية.. لقد ضحكت. ثم قال الأخ القهيدان: في هذا التعقيب يتناقض مع قوله في التعقيب السابق (وقد رجعت لمؤلف الأستاذ القهيدان الذي بذل فيه جهداً كبيراً وأحترم رأيه كباحث). قلت: أجل إنني لا أزال أحترم الرأي الآخر مهما كان مغرقاً في النرجسية، فالحكم في الأخير هو للقراء وهم الذين يفرقون بين الغث والسمين، ثم ان قولي: (بذل فيه جهداً كبيراً) لا يتناقض أيضاً مع قولي: (رجعت إلى كتابه فوجدته خلطاً للمعلومات ونقلاً عشوائياً غير مرتب).. فمن قال ان (الجهد الكبير) هو جهد ناجح وممتاز.. فأنت بذلت جهداً جسمانياً ومالياً، ولكنك لم تبذل جهداً فكرياً متميزاً.. أو جديداً، بل لا أزال أقول: (إنك تخلط المعلومات)، بل خلطاً عجيباً.. ولديك ملاحظات لا يتسع المجال لذكرها، ولي عودة أخرى في حلقة أخرى لإيضاح هذه الملاحظات.. فها أنت تستنكر قولي: (أحترم رأيه كباحث).. لأنك لا تعرف ولا حتى أصول الحوار المنضبط الذي ينشد الحقيقة ولا تحترم الرأي الآخر.
10 - يقول القهيدان - سلمه الله - في عنوان حلقتيه: (أقول للمهندس: قال ابن كثير وياقوت وابن منظور، ويرد علي: المعلومة متواترة من الحميدي! والقصة عليها استدراكات وامرؤ القيس كان يعتقد)!قلت: ما رأيك أيها القهيدان انك في عنوانك هذا (فقط) وقعت في أفخاخ كثيرة، (وما أكثر الفخاخ التي نصبتها لنفسك بيديك). (يداك أوكتا وفوك نفخ)..!! فأنت تستنكر عليَّ (كلمة يعتقد).. ولو كنت تفهم بيت امرئ القيس لعرفت انه هو نفسه الذي يقول (أعتقد)، بل انه يقول (أخمن وأظن).. أما إذا كنت لا تفهم بيت امرئ القيس فهذا شيء آخر.. وأكاد أجزم أنك لا تعرف المقصود به فأنت تجهل كثيراً من كلمات اللغة العربية فتورد (ظاري) بدلاً من (ضاري) في كتابك وتكررها في (حلقاتك).. أو ليس من العجيب ان (باحث) مثل هذا لا يستطيع ان يفرق بين رسم الكلمات .. إنه لن يستطيع ان يبحث في المعاجم وسيخلط بين الأسماء وهذا خطأ شنيع جداً. وقولك في كلمة أخرى في الحلقة 2 فقرة 14: (لقد خاب ظني فيك يا مهندس عندما أرشتك). وأجزم ان كتابة (أرشتك) بدلاً من (أرشدتك) ليست خطأً مطبعياً؛ لأنك كتبتها فيما يبدو حسب نطقها.. وما يهمني هنا ان أثبت لك ان امرأ القيس (نفسه) قال وصرح انه يعتقد عندما قال: علا قطناً بالشيم أيمن صوب. فها أنت تقول (16- قال المهندس: إن امرأ القيس عنما قال قصيدته لم يكن أمامه خريطة بمقياس رسم ولم يكن يحمل معه جهاز (ماجلاّن) على جواده أو ناقته، وإنما كان يعتقد حسب مروره بهذه المنطقة ان جبل قطن مواز لجبل الستار من الشمال). ثم يقول: حتى امرؤ القيس (كان يعتقد) أحرجتني بأدلتك الدامغة! ومع ذلك هو لم يحدد المسافة بـ50 كم، وإنما أنت الذي حددتها فعليك إثباتها! ثم هذا الكلام يقال لشاعر غير امرئ القيس، فلا يخفى على أحد دقة وصفه للمواقع!) (انتهى كلامه). قلت: إما أنك يا أخ يا تركي لا تفهم شعر امرئ القيس، وإما انك حينما نقلت عنه في تحقيقاتك لم تكن تفهم معنى ما تكتبه؛ لأنك تنقله نقلاً ولا تعرف معناه. فها أنت في (تحقيقك) عن عين ضارج ما نصه (ان امرأ القيس الكندي قد أشار إلى ذلك في آخر معلقته عندما وصف سحاباً مقبلاً عليه:
علا قطناً بالشيم أيمن صوبه
وأيسره على الستار فيذبل!! |
ففي البيت السابق أورد (بالشّيم)، ولعله اراد بذلك إنما أحكم به حدساً وتقديراً لأنه لا يرى ستار ويذبل معاً). انتهى.
قلت: لماذا هنا يحكم امرؤ القيس حدساً وتقديراً، وفي مقالي تستنكر قولي (يعتقد).. ولكني أجزم بعدم معرفتك؛ لأنك قلت لأنه (لا يرى ستار ويذبل معاً).. وقصد امرئ القيس ليس هو رؤية ستار أو يذبل، وإنما رؤيته للسحاب ولمع البرق يخمّن أنه على قطن وعلى الستار.
يا أيها المعلّم غيره
هلاّ كان لنفسك ذا التعليم..!!
أما قولك: قال ابن كثير وياقوت، فقد رد عليك بما فيه الكفاية رداً واضحاً وجلياً ومفهوماً بعيداً عن العشوائية الأستاذ محمد بن عبدالرحمن الفراج في العدد (11477) وبشكل بعيد عن التحيّز الأعمى، اقرأ ما قاله بتمعّن وسأورد إليك مقتطفات مما قاله: يقول الفراج (1- قال ابن كثير في كتابه البداية والنهاية صفحة 223 من الجزء الثاني: ثم روى عن طريق هشام بن محمد بن السائب الكلبي، حدثني فروة بين سعيد عن أبيه عن جده.. الخ). ثم قال: (هل تضمن هذا نصاً على أن العين موجودة بين الحجاز واليمن) انتهى. قلت: أرجو ألا تكابر مرة أخرى وتقول انني أنقل الرأي الذي لا يوافقني أو يوافقني. إنني لم أجزم ان عين ضارج بالشقة.. ولا تقل إنني أورد الأقوال التي تؤيد ان عين ضارج بالشقة.
أما بالنسبة لما قاله ياقوت الحموي فيقول الفراج أيضا: (قال ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان الجزء الثالث ص 450: (ضارج بعد الألف راء مكسورة ثم جيم يقال: ضرجة أي شقة، فهو ضارج أي مشقوق، فاعل بمعنى مفعول.حدث إسحاق بن إبراهيم الموصلي عن أشياخه انه أقبل قوم من اليمن يريدون النبي صلى الله عليه وسلم، فضلّوا الطريق ووقعوا على غيرها، ومكثوا ثلاثاً لا يقدرون على الماء، وجعل الرجل منهم يستذري بفيء السمر والطلح حتى أيسوا من الحياة، إذ أقبل راكبا على بعير له فأنشد بعضهم....)
عبد العزيز السحيباني
يتبع
|