غرة صفر لعام 1425هـ الموافق 22 مارس لعام 2004م يوم ليس كبقية الأيام لأنه سوف يبقى في ذاكرة التاريخ طويلاً؛ في هذ اليوم اغتالت يد الغدر والخيانة الصهيونية الشيخ المجاهد المناضل مؤسس وزعيم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين. هذا الرجل الذي ضرب المثل الأعلى في الصمود والتحدي والكفاح الطويل، قاوم الاعتقال والتعذيب والتهجير ومحاولات الاغتيال السابقة رغم الظروف الصحية التي يعيشها والاعاقة التي يعاني منها منذ طفولته حيث يجلس على كرسي متحرك. هذا الشيخ الذي شغل العالم حياً وميتاً وأثبت ان الاعاقة مهما كانت قسوتها لا تقف سداً منيعاً أمام تحقيق آمال وتطلعات الانسان إذا كان يملك الارادة القوية والتصميم، وأن الاعاقة الحقيقية هي اعاقة العقل والفكر وليست الاعاقة الجسدية.
لقد كان استشهاده بعد خروجه من المسجد بعد أداء صلاة الفجر، وفي يوم مبارك هو يوم الاثنين بشارة خير له ولجميع محبيه. لقد تحركت شعوب العالم العربي والاسلامي من جاكرتا شرقا حتى طنجة غرباً ومن الصومال جنوباً حتى بلاد البلقان شمالاً في مظاهرات تندد وتستنكر عملية الاغتيال الجبانة بل ان تلك الادانة جاءت من مختلف دول العالم رسمياً وشعبياً. وإذا رحل الشيخ بجسده عن هذه الدنيا الفانية فإن نهجه وطريقه الذي رسمه سيظل نبراساً يهتدى به ليس على مستوى حركة حماس فقط ولكن على مستوى مختلف الشعوب التي تنادي بالحرية والاستقلال من جور الاستعمار والقهر والاستعباد. وإذا غاب أحمد ياسين فهناك مئات الآلاف بل الملايين من أحمد ياسين سيحملون الراية من بعده لتحقيق الهدف الذي ناضل واستشهد من أجله وهو تحرير أرض فلسطين من الاستعمار الصهيوني الغاشم.
رحم الله شيخ المجاهدين والمناضلين الشرفاء - وهو لقب يستحقه بجدارة - الشيخ أحمد ياسين وأسكنه فسيح جناته وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
|