دماؤك تروي أرضنا فتجودُ
وموتك يحيى عزمنا فيسودُ
وآمالك الخضراء في القدس دوحة
ستنبت أشجار بها وورودُ
وتلعب فيها الريح من كل جانب
ويصدح فيها الطير وهو سعيدُ
وتنساب أمواه الحياة رطيبة
لتسقيَ أجساداً لهن هُمودُ
فتُنبت آساداً عظامك في الثرى
ويخرُج من أجداثهن فهودُ
وتحمل آسادَ الشرى وفهودَها
جيادٌ تغطي قدسنا وتزيدُ
وتحمل هاتيك الجيادُ لواءها
إلى مسجد فيه الذئاب يهودُ
تدنس فيه دينه وكتابه
وتهتكه والمسلمون سجودُ
وتلهو قريباً منه أبناؤه الألى
بناه لهم آباؤهم وجدودُ
بموتك يا رمز الجهاد ونوره
أفاقت عيون الجبن فَهْيَ حديدُ
ومات بهن الأمن وانقطع الرجا
فليس لها بعد الشهيد رقودُ
عجبت لذاك الدوح ينبت في اللظى
ويورق والدنيا عليه قيودُ
ويكبر فيه عزمه ويقينه
ويثمر والزُّرَّاع منه بعيدُ
ويرقد والأقصى ينام بعينه
ويصبح عن صدر الحياة يذودُ
ويحمل في كلتا يديه حصاته
وجبهته وعدٌ يُرى ووعيدُ
سلوا لي فقيد القدس كيف ينالها
شهادة حق مَن لِقاهُ يريدُ
وكيف لمثلي أن يلاقيَ مثلَه
وإني لأوزار الحياة شهيدُ
فهذا طليق موثق عند لهوه
وذاك على هام الجهاد قعيدُ
وهذا له صوت يجلجل ضاحكاً
وذاكَ له في الثائرين رعودُ
يظن غَرورٌ بالحياة ومجدها
بأن ذرا رأس الحياة خلودُ
ولكنه بذلُ الحياة وعزُّها
إلى جنة فيها المقام رغيدُ
ذوى وجهك الوضاء في حلبة الوغى
وثارت بها مما رعيت أسودُ
ليهنك عن تلك الشهادة والرضا
إلهٌ له في العالمين جنودُ