تمثل الحياة مع المراهق تحدياً لكل منا؛ فالمعاملة مع المراهق تتطلب قدرة عالية من الصبر والتحمل والفهم، فماذا تفعل حيال بعض المواقف التي تستثير الغضب والانفعال؟
- ابنك يخرج من المنزل غاضباً ويغلق الباب بعنف قائلاً (إنك لن تستطيع أن تمنعني من رؤية أصدقائي).
- ابنك يعود مرتدياً ملابس غريبة أو يظهر بتسريحة شعر غير مقبولة.
- ابنك ينام طوال الليل في المنزل مهملاً القيام بالواجبات الدينية والدنيوية.
تمثل هذه التصرفات نماذج مألوفة قد تواجه الأسرة بتعاملها مع المراهقين إذاً لابد أن نلم ببعض المهارات للتعامل مع المراهقين وهي:
1 - امتداح أو تدعيم الجوانب الإيجابية في السلوك وهذا الأمر قد يكون نادراً عن الآباء ولذا فإني أنصح بأن يجد الآباء في البحث عن أي فرصة بتقديم المديح والتشجيع لتصرف سليم بدر من الابن وإن كان يبدو تافهاً.
2 - استخدام التجاهل، فتجاهل السلوك السلبي يؤدي في النهاية إلى انطفائه ويتطلب التجاهل تحكماً قوياً ومزاجاً هادئاً وضبطاً للنفس.
3 - عدم النظرة الفوقية من الآباء وتجنب استخدام العقاب فلا تنظر للمراهق من زاوية الآباء البالغين فحسب ولعل أهم حد يواجه المراهق في تلك المرحلة هو الإضطرار إلى إرضاء عالم الآباء من جهة وعالم الاصدقاء من جهة أخرى ويفترض أن نكون متفهمين لهذه القضية عند تعاملنا مع المراهق ولابد أن يعترف الآباء بحقيقتين هما:
أ - أن تأثيرهم ليس كما كان من قبل.
ب - أن الابن المراهق ليس هو نفس الطفل السابق ومن هنا لابد أن نحسن التواصل ونفتح قنوات التفاعل الجيد مع المراهق من خلال أربع قواعد:
- القاعدة الأولى: الإصغاء الجيد ويعبر عنه في شكل قواعد فرعية:
1 - حافظ على التواصل البصري للمتحدث.
2 - عبر أو قل شيئاً يبين أنك تسمع وتفهم ما يقال.
3 - اسأل أسئلة توضيحية.
4 - تذكر أن حسن فهمك لما يقال لا يعني أنك موافق تماماً على ما قيل.
- القاعدة الثانية: لا تتعجل باللوم والتأنيب وعبر عن مشاعرك بصدق وهذه القاعدة تتضمن عدم اللوم والتركيز على السلوك موضوع النقاش والتعبير عما تشعر به نحو هذا السلوك بقولك : أحس أن ذلك يجعلني أشعر.., إنما يزعجني في هذا الموقف هو...,
- القاعدة الثالثة: اجعل هدفك تعديل السلوك الخاطىء وليس تغيير الشخصية بكاملها فالسعي إلى تغييرها بالكامل مستحيل أما السلوك الخاطىء فممكن أو بعبارة أخرى ليكن هدفك مثلاً أن يقلل ابنك من سهره في الخارج أو أن يعود للبيت في وقت معين.
- القاعدة الرابعة: شجع على استمرار الحوار والتواصل بل إن مجرد الحوار ذاته ومجرد التواصل يستحقان منا بذل الجهد فالمدح والتعبير عن سرورك بأن ابنك أو ابنتك صارحاك بمشاكلهما يشجع على استمرار الحوار لذا لا تنهي مواقف الخلاف بشكل مبتور وحافظ على هدوئك عند ما تسمع رأياً مخالفاً حتى لا تسد باب الحوار واعترف وصرح بشعورك تجاه نقطة الخلاف واترك الباب مفتوحاً لاستماع وجهة النظر الأخرى وبذلك تستطيع أن توفر لأولادك جواً من الصداقة وبث الهموم بدلاً من أصدقاء السوء الذين يجرون إلى المهالك.
|