عندما فكرت في كتابة هذه المقالةعن صاحب السموالملكي الأميرسعود الفيصل وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية ترددت في ذلك لاعتبارات كثيرة ولعل أهمها:هل أستطيع أن أحيط بهذه الشخصية بشكل جيداذاأخذنا بالاعتبارأن مواهب ومسئوليات هذا الرجل متعددة وتشمل معظم منظومة الحياة ؟!
ولكن وجدت مخرجاً لذلك لأن حديثي عنه لايحمل صفة رسمية ولكن هي مشاعر وجدانية صادقة تجاه رمز من رموز المملكة العربية السعودية اتصف بأنماط ومقومات السياسة السعودية، بدأها في عهد والده جلالة الملك فيصل- يرحمه الله - بوظيفة وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية وقد أكسبه هذا المنصب الكثير من الصفات التي يجب توفرها في فنون الإدارة الاقتصادية باعتباران البترول ثروة قومية تعتمد عليها المملكة العربية السعودية في تنميتها الشاملة وقد أسهم مع الفريق الذي عمل في وزارة البترول في وضع الاستراتيجيات المستقبلية للاستفادة من البترول في التنمية المحلية والدولية وبعدهذا المشوار الطويل من العمل في محيط البترول أسند اليه بعد وفاة والده مباشرة منصب وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية، وهذا المنصب لم يتولاه أحد في المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها سوى جلالة الملك فيصل الذي استمر فيه حتى وفاته وكان يكتفي بتمثيله بوزير دولة للشؤون الخارجية ولكن بُعد نظر اقطاب الحكم في المملكة العربية السعودية، بدءا بالملك خالد ومن ثم خادم الحرمين الشريفين الذين يدركون بُعد نظر سياسة الملك فيصل- يرحمه الله - فلهذا وقع الاختيار عليه فهوالذي يملك الصفات المؤهلة لتولي هذا المنصب الهام، وقد كان أهلا لذلك حيث انه الآن يقترب من انهاء الثلاثين سنة في هذا المنصب، ويؤدي عمله بشكل متميز ومتفاعل بكل إخلاص مع ولاة الأمر في هذه البلاد في تنفيذ السياسة الحكيمة وفق الأسس التي قامت عليها هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الموحد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - بالرغم من أن تقلده لهذا المنصب كان وسط تحديات متتالية عاشتها المملكة العربية السعودية، والأمة العربية، ومازالت حتى الآن وفي ظل مسئولياته الجسام لوزارة الخارجية أسند اليه الكثير من الأعمال التي لها علاقة بخدمة الوطن؛ فإشرافه على الهيئة العليا لحماية الحياة الفطرية منذ ان كانت فكرة حتىأصبحت حقيقة احد مشاريع المملكة الشامخة التي سوف تحقق بعون الله وتوفيقه خلال السنوات القادمة الخير والرفاهية في توظيف الحياة الفطرية لإسعاد الأمة، كذلك دوره باعتباره من الأمناء المؤسسين لمؤسسة الملك فيصل الخيرية والتي أعطاها من وقته وجهده مع إخوته الآخرين الذين قدموا هذه المؤسسة العالمية لخدمة الانسانية وأيضا إسهاماته في تطوير التعليم في المملكة العربية السعودية من خلال مدارس الفيصل التي تعتبر تجربة رائدة على مستوى العالم العربي في منهجها التعليمي وقبل هذا وذاك قيادته الفريق التفاوضي مع شركات البترول للوصول إلى نتائج تكفل حقوق المملكة البترولية والاستفادة من ثرواتها الطبيعية حسب القوانين الدولية المتبعة سائلا المولى جلت قدرته ان يديم عليه الصحة والعافية لخدمة المملكة العربية السعودية والأمتين العربية والإسلامية.
|