تقضي إسرائيل والولايات المتحدة بشكل منسق ومتسق على كل أمل في السلام وتحثان الخطى باتجاه فرض هيمنة كاملة على المنطقة، وتجيء جريمة اغتيال قائد حماس عبدالعزيز الرنتيسي بعد الضربة القوية التي وجهتها واشنطن لعملية السلام ، من خلال تأييد الطرح الإسرائيلي بضم اراضي من الضفة وعدم تأييد حق الفلسطينيين في العودة بينما يتم تقديم ضوء أخضر لإسرائيل للاستمرار في جرائمها.
وقد انقضت 26 يوماً ولم ترد الفصائل الفلسطينية على اغتيال الشيخ ياسين بينما واصلت إسرائيل التحضير لارتكاب المزيد من الجرائم فيما انشغلت واشنطن بتهيئة كل ما يساعد شارون على ارتكاب جرائمه من خلال إدانة الفصائل الفلسطينية وتأييد خطط شارون التي تقوم أساسا على انتهاك الحقوق الفلطسينية.
التوجه نحو الهيمنة يشمل إلى جانب تصفية القيادات الفلسطينية تدمير الحالة العربية بشكل منتظم كما يحدث في العراق، ولن يكون العراق الأخير في هذا المخطط حيث تطول التهديدات كل القوى في المنطقة.
وتدمير القوى العربية يعني تجريد الفلسطينيين من عمقهم العربي الإستراتيجي ما يشير إلى السعي إلى عزل القضية الفلسطينية التي تلتقي حولها وتلتف كل الجهود العربية باعتبارها القضية المركزية.
ان وقائع الأيام القليلة الماضية بما في ذلك اغتيال الرنتيسي والتحول الأمريكي المحوري في الموقف من القضية الفلسطينية يكشف المدى البعيد الذي بلغه التنسيق الإسرائيلي الأمريكي لتأمين الهيمنة على المنطقة من خلال تمكين إسرائيل من طرح مرئياتها وفرضها بقوة السلاح وبالاغتيالات وكل الجرائم التي تجد أقصى تغطية من الدولة العظمى.
|