يا عمرُو أين الأُلى كانوا مَيامينا
وأينَ يا عمرُو من كانوا مُحامينا
وأينَ منْ عُرفوا شُمَّاً أُنوفهُمُ
وفي سبيل الحِمى كانوا مفدِّينا
وأينَ نخوةُ مَن كانوا غطارفةً
وفي سباق العُلا كانوا مجَلِّينا
وأينَ مَن ضَربُوا في الحرب أمثلةً
وأرهبوا كلَّ من جاءوا مُعادينا
يا عمرُو إنَّ جموعَ العُربِ حائرةٌ
فمن تُراهُ إلى العلياءِ يَهدينا
ومن تُراهُ لمن نهواه يجمعُنا
بكلِّ صدقٍ وللآمالِ يُدنينا
ومن يرمِّمُ بيتاً بات في خطرٍ
من السقوطِ وهذا سوفَ يُشقينا
قد أُنشئت لتآخي العُربِ جامعةٌ
فيها يتمُّ لنا أحلى تَلاقينا
نعيشُ نحلُمُ بالآمال مشرقةً
لكنها لم تحققْ ما تمنَّيْنا
أضحى التشتُّتُ مرهوناً بجمعكمُ
وكنتمُ عن مُنانا جدَّ نائِينا
كأنكمْ جئتُمُ من أجلِ فُرقتكمْ
لا أنْ تَشِيدُوا به أسمى تآخينا
لا أنْ تُقيموا جسورَ الودِّ راسخةً
وتُعلنوها إِخاءاتٍ تقوِّينا
يا عمرُو انقلْ لقاداتٍ مشاعرَنا
وقلْ لهمْ: قومُكمْ يشكونَ آسِينا
يشكون من عجزكمْ من موت نخوتكمْ
ومن خلافٍ مدى الأيامِ يُضنينا
إنَّا نحيِّي رجالاً كان واحدُهمْ
لا يرتضي أنْ يرانا غيرَ راضينا
لا يستكينُ ولا تُغريهِ مصلحةٌ
ولا يُقِرُّ ادِّعاءاتِ المُضِلِّينا
سمتْ به نفسهُ عن كلِّ منقصةٍ
وعافتِ الروحُ ما لا يرتضي دينا
وعاش حرَّاً أبيَّاً صامداً بطلاً
مناهضاً لعدوّ بات يَرمينا
وزاهداً بحياةٍ غيرِ باقيةٍ
الموتُ فيها لنا داعٍ وآتينا
مرحِّباً بكَفافِ العيشِ مكتفياً
لم يعشقِ القصرَ لم يهوَ الملايينا
ما دام في القصرِ ما تأباهُ عزَّتُهُ
وبالملايينِ ما يؤذي الأبيِِّينا
فمسكنُ الكوخِ أحلى من مُربَّعةٍ
قد أبدعوها تصاميماً وتحسينا
يا أمتي هذهِ الأعداءُ قد قلبتْ
ظهرَ المِجَنِّ لنا مِن أجلِ تُردينا
من أجل أن تقتلَ الإنسانَ ظالمةً
وتزرعَ الفتنةَ الكُبرى بِوادينا
وتدَّعي أنها جاءتْ محقِّقَةً
للعدلِ والأمنِ في غالي أراضينا
جاءتْ بحملةِ تضليلٍ وصدَّقَها
مَن ليس يدركُ أهدافاً لِغازينا
أهدافُهُ النَّهبُ والإفسادُ غايتُهُ
والقتلُ شِرْعَةُ من سنَّ القوانينا
وجاء يَدعمُ مَن كانوا قراصنةً
وكان خلفهُمُ دعماً وتموينا
بالأمسِ أعطَوْا لِشارونٍ موافقةً
أن يقتلَ الشيخَ ذا الإيمانِ ياسينا
واليومَ يقتلُ من أضحى خليفتَه
عبدَ العزيزِ وهذا جِدُّ يُبكينا
ومنْ أجازَ له قَتلَ الأُلى ثبتُوا
مُقاومينَ ومَنْ كانوا مُعاقينا؟
إِلا إدارةَ بوشٍ خاب مقصدُها
وخيَّب اللهُ ما ترجوهُ .. آمينا
ولْيرفعِ الله للإسلامِ رايتَهُ
واللهُ يحفظُ قومي في فلسطينا
ولينصرِ اللهُ شعبَ الرافدَيْنِ ولا
يجعلْ لِمحتلِّهمْ نصراً وتأمينا