* بون (د ب أ)
على الرغم من أن الكثير من الأزواج يتوق إلى حياة سعيدة ومستقرة وآمنة إلا أن عدداً قليلاً منهم ينجح في الحفاظ على العلاقة الزوجية والبقاء معاً لفترة طويلة قبل أن تعصف الأزمات بهذه العلاقة وتلوح في الأفق بوادر الانفصال بين طرفيها.
ولأن طبيعة الحياة العصرية المتشابكة والمعقدة لم تعد توفر سوى القليل من أطر العمل الثابتة والحلول الكفيلة بإطالة أمد العلاقة الزوجية مقارنة بما كان عليه الحال في المجتمعات التقليدية، فإنه بات من الضروري صياغة قواعد جديدة لابد من مراعاتها إن أراد الزوجان الإبقاء على العلاقة بينهما.
ومن أهم هذه القواعد قدرة كل طرف على أن يصغي جيداً للطرف الآخر وأن يبدي مرونة كبيرة في التسامح والعفو فضلاً عن استعداد الزوجين لتخصيص جزءٍ من وقتهما يقضيانه معاً بعيداً عن الآخرين.
وتعتقد جيسلا دراير إخصائية العلاقات الأسرية من بون في ألمانيا أن الرجال والنساء في المجتمع المعاصر يتوقعون الكثير من شركاء حياتهم وهم في الوقت ذاته أكثر استعداداً لإنهاء العلاقة والاعتقاد باستحالة استمرارها عند مواجهة أول مشكلة.
وتقول دراير إن ثمة خطأً كبيراً يقع فيه الزوجان وهو تركيز الاهتمام في أغلب الأحوال على حياتهما أو عمل كل منهما أو هواياته وبحيث لا يخصصان الوقت الكافي لعلاقاتهما بجوانبها المختلفة.
ويوضح هانز يلوشيك وهو مؤلف كتاب عن الحب الرومانسي أن معنى الحب أكبر بكثير من الانجذاب الجنسي الاولي رغم أهمية هذا العامل.
وقال يلوشيك (الوقوع في الحب هو رؤية لما يمكن أن يحدث بين رجل وامرأة لكن من الخطأ الاعتقاد أن ذلك هو نهاية المطاف). ويقدم المؤلف عدة نصائح لنجاح العلاقة بين الزوجين أو شريكي الحياة من أهمها التأكيد على الجوانب الإيجابية في العلاقة التي يوجد ثمة خطر حقيقي من أن تتوارى بمرور الزمن في العلاقات الطويلة تاركة الساحة للجوانب السلبية.
|