الدراسة الميدانية.. التي نفذت على مصانع الرياض فقط.. أظهرت أن (140) مصنعاً مكرراً بنفسم الاسم.. وكأن هناك شحاً أو قلة أو انعداماً في الأسماء.. وكأن صاحب هذا المصنع أو ذاك.. ضاقت عليه الأسماء.. فاضطر إلى هذا الاسم تحديداً.
** المشكلة - كما يبدو - ليست في أصحاب المحلات والمصانع وحدهم.. بل إن المشكلة في الجهة الرسمية.. التي قبلت هذا الاسم رغم وجوده مسبقاً.
** نعم.. هناك العديد من المحلات تتشابه أسماؤها.. وهناك العديد من الهيئات الخاصة تتشابه أسماؤها.
** وقبل أيام.. صلَّيت في أحد المساجد الكبرى في شمال الرياض.. فوجدت بجواره مؤسسة اسمها.. مؤسسة الدعوة الخيرية.. وبجوار هذه المؤسسة وبمسافة لا تزيد على مائتي متر.. مؤسسة الدعوة الإسلامية الصحفية.. وكلتاهما (مؤسسة الدعوة).. وكلتاهما.. إسلاميتان..
** ألا يُحدث ذلك لبساً وتداخلاً وإيهاماً للناس؟
** هل انعدمت الأسماء؟
** لماذا لا تكون إحداهما باسم آخر؟.. مثلا.. مؤسسة الصلاح.. أو الاستقامة أو التقوى أو الخير.. أو الفلاح أو الإصلاح أو البركة.. إلخ؟
** وإذا كان هناك (140) مصنعاً بأسماء واحدة.. وبينها لبس وتداخل ومشاكل قانونية ونظامية.. فإن هناك مئات المحلات أو الآلاف من المحلات الأخرى هكذا.. أسماؤها واحدة.. ويحدث فيها لبس ومشاكل وتداخل وإشكالات قانونية ونظامية.. مع أن الحسبة بسيطة.. مجرد اسم مختلف.
** في الماضي.. كان الآباء أو الأجداد يسمون بعض أبنائهم أو بناتهم بأسماء متشابهة.. مثلا.. يسمون نورة.. ونويِّر.. وسارة وسويِّر.. وسعيد و(سعيِّد).. هذا بالكسر.. وذاك بالتشديد، وكلهم أشقاء.. وهكذا الأسماء المتشابهة.. وكأن الأسماء في قلة أو عدم.. مع أن بوسعه أن يسمي أي اسم آخر.. بل ربما تداخل الاسم وأصبح الناس لا يفرقون هذا من ذاك.
** إن قضية الاسم.. قضية مهمة وخطيرة للغاية.. وتحتاج إلى رويّة وتأنٍ وحسن اختيار.
** كم من الأسماء بُدِّلت وغُيِّرت بعد كبر.. ذلك أن المسمِّي.. لم يختر الاسم الصحيح المناسب.. واضطر حامل الاسم إلى تبديله..!
** وكم أيضاً من المؤسسات غيَّرت وبدَّلت أسماءها بعد سنين!
** لمذا نحن أكثر شعوب العالم تغييراً لأسمائنا؟
** لماذا نتساهل في اختيار الاسم؟
|