ماذا بعد اغتيال الشهيد عبد العزيز الرنتيسي.؟!!
هل نظل نردد بأن العصابات الإرهابية الإسرائيلية قد تجاوزت الخطوط الحمر.. وأنها ستدفع الثمن باهظاً؟!!
هل نكرر ما رددناه وما صرخت به حناجرنا وأقلامنا، عندما امتدت يد الغدر والإرهاب إلى الرمز الروحي والديني شيخ المجاهدين الشهيد أحمد ياسين.؟!!
هل نظل نلطم الخدود ونشق الجيوب بعد اغتيال الرموز الجهادية والقادة الذين رفضوا الخنوع والخضوع لعصابات الإرهاب الإسرائيلي؟!!
ماذا بعد هذه الجريمة النكراء التي تتجاوز كل الاحتمال، فالشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، مثله مثل الشهيد أحمد ياسين.. فالرنتيسي (أبو محمد) مجاهد قوي المراس يجمع بين الإيمان المطلق والعلم المتفوق والثقافة المرهفة، فالدكتور عبد العزيز الرنتيسي انخرط في الجهاد الفلسطيني قبل أن ينضم إلى الجامعة لتعلم الطب، وفي الجامعة طالباً واستاذاً في كلية الطب كان ينهل العلم ويزود به طلابه مغمساً بالايمان، فقد كان الرجل متديناً، مؤمناً.. واثقاً بعدالة قضيته، لم يترك فرضاً من فروض الصلاة، ولم يتخلف عن واجب جهادي، كان يقود ويوجه المجاهدين الفلسطينيين بعقلية القائد المجاهد الملتصق بإخوته المجاهدين فدخل السجون والمعتقلات وذاق مرارة الإبعاد حيث كان ضمن المجموعة التي أبعدتها العصابات الإسرائيلية إلى مرج الزهور في جنوب لبنان.
والإبعاد إلى مرج الزهور عرّف محبي القضية الفلسطينية بهذا القائد الصلب الذي قد لا يعرف الكثيرون أنه يحمل قلباً وحساً مرهفين فالدكتور الطبيب العالم الأستاذ الجامعي، القائد المجاهد، كان أديباً شاعراً، فالشهيد رحمه الله كان يجمع العديد من المواهب والإمكانات والقدرات العلمية والفكرية والأدبية صهرها في بوتقة واحدة وظفها لصالح قضية فلسطين العادلة.
رحم الله أبامحمد، فقد كان يعلم أنه مستهدف، وأنه سيلحق بمعلمه شيخ المجاهدين الشهيد أحمد ياسين فقبل أيام أرسل رسالة إلى زميلنا الكاتب الفلسطيني عادل أبو هاشم يخبره بأنه يشعر بأن الشهادة قريبة وأنه مستعد لملاقاة ربه..
ويطلب الشهيد من (أبوجهاد) زميلنا عادل أبوهاشم أن يبلغ تحياته إلى الأصدقاء الصحفيين السعوديين والصحفيين الذين يدعمون بصدق القضية الفلسطينية ويذكرهم بأن الأمانة تتطلب أن يكونوا صادقين وملتزمين وألا ينحرفوا ويسقطوا في فخ الإسرائيليين وحلفائهم الأمريكان.
هنيئاً لك يا أبا محمد الشهادة فقد كنت تطلبها.. غير خائف من تربص القتلة الاسرائيليين.. كنت تهدئ من روعنا عندما نطلب منك الحذر.. وعدم الإطالة في الكلام عبر الهاتف الجوال..!!
كنت في آخر مكالمة أكثر شجاعة من كل المتخاذلين.. تسعى الى لقاء وجه ربك.. واللحاق برفيق دربك شيخ المجاهدين الشيخ أحمد ياسين.
أبا محمد كنت في حياتك مدرسة للالتزام.. وفي شهاداتك.. درساً لكل المتخاذلين.. وهكذا هم القادة الرجال فقد أديت الرسالة.. وأكملت الواجب وعسى أن يتعلم الآخرون من جهادك..
|