هل هي ضربة موجعة لروسيا؟ هذا السؤال يطرح الآن أكثر من أي وقت آخر بعد انضمام الدول الحليفة السابقة لروسيا السوفيتية إلى منظومة الناتو لما لروسيا من بعد ثقافي واقتصادي وعرقي في هذه الدول بنتها بعقود من الهيمنة عليها ليس فقط بالحقبة السوفيتية بل أيضاً في العصر القيصري لأن روسيا كانت مسيطرة على هذه الدول في العصر القيصري والسوفييت لم يبذلوا جهداً كبيراً في إخضاعها لهم لكونها كانت أساساً تحت السيطرة القيصرية ولا ننسى دفاع روسيا عن بلغاريا ورومانيا والدول السلافية بصفة عامة والأرثذوكسية بصفة خاصة من المد العثماني في ذلك الوقت بل حتى دولة ليست سلافية كاليونان دافعت عنها روسيا القيصرية لأنها أرثذوكسية.
أرى شخصياً أن الدول ال7 التي انضمت إلى الناتو ليس إيماناً منها بمبدأ الحرية والديمقراطية التي سوف تجدها في الناتو بعد حكم شمولي بلشفي ولكن (مجاكرة) بروسيا وتحديها والتقوِّي بالناتو وأمريكا على روسيا.والدليل على ذلك تصريحات زعماء هذه الدول على أن الناتو هو الجنة بعد الجحيم.ما هو الجحيم؟ أليست روسيا هي المقصودة به؟ يجب أن نعترف أنه يوجد الآن حدود (برية) بين روسيا وأمريكا من خلال هذه الدول التواقة إلى كسب رضا أمريكا وليس (الناتو) لأن الناتو هو أمريكا مع احترامي لبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ووووو.... إن العقدة السوفيتية ما زالت مسيطرة على أمريكا كون روسيا ما زالت تملك الترسانة الأقوى في شرق أوروبا ولا تكترث أمريكا بتحول روسيا إلى اقتصاد السوق (الأمريكي) والدليل على ذلك أن مستشارة الأمن القومي كونداليزا رايس تخصصها العلاقات (الأمريكية - السوفيتية) أليس من الأحرى أن يستعين بوش بمستشار خبير بشؤون الشرق الأوسط كونها هي القضية الملحة عالمياً وأزلياً لأمريكا؟
المفترض أن يكون التركيز الخارجي الأمريكي على الشرق الأوسط كون التركيز على الحرب الباردة انتهى بمجرد انتهاء وانهيار الروس (السوفييت) أصبح واضحاً أن أمريكا كانت عدو الاتحاد السوفييتي عسكرياً وليس فقط أيديولوجياً والدليل بعد الحرب الباردة ما زالت التحرشات الأمريكية مستمرة لروسيا والطعن من الظهر هو السمة الأساسية لأمريكا على روسيا في الثلاث عشرة سنة التي تلت انهيار السوفييت.
لن يغفر لك الروس ما فعلت بهم وما أوصلتهم إليه من ضعف يا غورباتشيف ولكن أملهم قوي في بوتين المحنك والرزين والأجدر باستعادة الهيبة الروسية (السوفيتية) المفقودة.في النهاية أرجو ألا يكون قد تغلغل الملل إلى نفوسكم بمقالي هذا كوني أعلم أن الشأن الروسي لا يجد الاهتمام من عامة قراء السياسة في المملكة علماً أن روسيا ما زالت ثاني أكبر قوة في العالم حتى بعد الانهيار غير المتوقع.
|