* كتب - المحرر الرياضي:
حقق الهلال أضخم انتصار على الشباب في أول مباراة بين الفريقين بالدوري وذلك بفوزه يوم الجمعة الماضي بأربعة أهداف مقابل هدف واحد فقط لفريق الشباب، جاء هدفان من أهداف الهلال بالشوط الأول وتحقق الهدفان الأخيران بالشوط الثاني، أما هدف الشباب فقد سجله في الشوط الثاني بعد ان كانت النتيجة ثلاثة للهلال مقابل لا شيء للشباب.
** كانت المباراة قوية للغاية.. بل واستطيع القول دون حرج إنها أقوى مباراة تشهدها بدوري هذا العام.. فقد أدى الفريقان من المستوى الجيد ما رفعها إلى القمة.. وان كان الهلال قد توجها بالأكثر من الأهداف لتفوق خط هجومه الواضح.. في وقت كانت هجمات الشباب تأخذ طابع السلبية.
** أعطت نتيجة هذه المباراة نظرة خوف من الأندية المنافسة للهلال.. لأن الهلال بهذا الانتصار أضاف لبنة جديدة في القوة التي هيأ نفسه دخول الدوري بها.. خاصة وانه حتى الآن الفريق الوحيد الذي لم يخسر أية مباراة.. ويعزز هذه الانتصارات بتفوق واضح في نسبة الأهداف.. إذ لا أعتقد أن أندية الوسطى ستنافسه على بطولة الدور الأول على الأقل حتى ولو انهزم في مباراته المقبلة أمام النصر لوجود الرصيد الضخم من نسبة الأهداف لصالحه.
** كان الشباب في هذه المباراة قمة.. ولا أعتبر فارق الأهداف مقياساً صحيحا لفارق المستوى بين الفريقين.. فالهلال أدى مباراة كبيرة وفوزه على الشباب لم يكن نتيجة تقصير في مستوى الفريق المنافس.. بدليل ان الشباب كان يشن هجوما كاسحاً على الهلاليين إلى آخر لحظة من المباراة.. وتكاد ان تتحقق اهدافاً لولا سلبية هجوم الشباب وعدم فاعليته.
** وكما ان الهلال متفوقاً في هجومه فإن الشباب كان كذلك أيضا ولكن في خط الظهر.. ذلك لأن هجوم الشباب كان أقل بكثير من مستوى المباراة.. ولولا قوة وتماسك خط الظهر الشبابي الذي كان في مستوى المسؤولية لكانت الهزيمة أعنف.. وفي المقابل فإن دفاع الهلال كان مرهفاً وغير متحرك باستثناء مرشد ومرشد فقط.. وكان يجب ان يستغله الشباب بتحقيق نتيجة كبيرة.. ولكن الذي ساعد الهلال على كسب المباراة رغم ضعف خط الظهر هو قوة وخطورة هجوم الهلال.. فقد أراح الدفاع كثيراً واستغل أكثر الفرص التي تهيأت ليجعلها أهدافا لصالح فريقه.. الذي كان يشكو إلى جانب ضعف الدفاع.. التدني الواضح لمستوى حارسه النصير.. واستغرب بالنسبة لهذا الحارس.. كيف كان يستطيع ان يقاوم مباراة كبيرة كهذه لو كان هجوم الشباب في مستواه بمباراة النصر على الأقل.. وهو الذي كان متفرجاً طيلة المباراة.. حتى الهدف الوحيد الذي سجله الشباب بعد ارتطام الكرة بالعارضة.. حتى هذا الهدف على سهولة صده لم يجرب نفسه ولو كمحاولة لانقاذه فجاء هدفا مميتا لمعنويات الهلاليين لدقائق معدودة.
** وكما قلت فإن الشباب لعب برجولة وأدى مباراة كبيرة قاسم الهلال كل دقيقة بل وكل ثانية فيها.. وهذا ما جعل المباراة تتسم بطابع الحماس.. بتبادل الهجمات السريعة بين الفريقين.. والتوزيع السليم للاعبين في الفريقين، ولا اعتقد ان فوز الهلال قد جاء لتفوق في خط الظهر او خط الوسط أو لأن حارس المرمى كان في مستوى جيد.. لأني أرى ان الفوز قد تحقق لعاملين الأول منها سرعة هجوم الهلال وكفاءته في التهديف على المرمى.. ثم ضعف هجوم الشباب الذي كان كافياً للاطمئنان على خط الظهر الهلالي رغم ضعفه من الارهاق.. على انه ينبغي ان نشير بكثير من التقدير للفريقين لأنهما أديا مباراة عالية المستوى.. وحين نقول مثلا: ان دفاع الهلال ضعيف وهجوم الشباب في حالة سيئة فنحن نقيس هذه المستويات من واقع المستوى العام للمباراة لا من واقع مستويات أندية الوسط ولا من واقع الصورة التي كانت عليها المباريات الماضية.
** مازال الصومالي من الشباب من اللاعبين العمالة بمستواه الجيد ومتابعته الدقيقة للكرة وتخليصه الكرات من الخصم.. ولا أكاد أفقد هذه المميزات الجيدة في لاعب كبير مثل الصومالي الا عندما يعمد إلى الحركات غير المقبولة من لاعب في مستواه.. وكم أتمنى لو اقلع عن هذه العادات ليجد رصيدا ضخما من محبيه ومشجعيه ليس في صفوف الشباب وحده ولكن في صفوف كل الأندية.. فمستواه كاف لتحقيق ذلك بالراحة.. ولكن المستويات احيانا لا تفيد بشيء عندما يتعمد اللاعب عدم مراعاة مشاعر الجماهير.
أقول ذلك وأنا التمس في بعض الأحيان وليس في كل الأحيان العذر للاعب فيما لو تصرف بما لا يتفق ورغبة الجماهير نتيجة الأعصاب المتوترة التي تطرأ عليه جراء خسارته لمباراة.. وهذا ما جعلني أركز على الصومالي وأصرف النظر عن نادر حسن الذي سجل الحكم اسمه لأن ما تصرفه نادر قد لا يكون مألوفاً في كل مباراة بحيث يجب أن يحاسب عليه.
** أعجبني الموزان الحكم الدولي - فيفا - في انه في هذه المباراة كان مرنا ومتسامحا مع اللاعبين.. وقد راعى شعورهم.. وأخذ بعين الاعتبار أهمية الدقة في محاسبة اللاعبين.. وهذا ما جعله يقود المباراة بنجاح دون أن يؤثر في مستقبل لاعبي الفريقين.. ودون أن يعطي للاعبين فرصة الاستفادة من مرونته إلى تشويه اللمحات الفنية للمباراة بالخشونة التي يتعمد اللاعبون ارتكابها كلما كان الحكم متسامحاً.
** تحياتي للفريقين للشباب والهلال لنادر العيد ونادر الحسن والصومالي وابن عمر ومحسن وحسين العليان ومرشد وكل اللاعبين بالفريقين، فقد كانوا بحق في مستوى اعطاء هذا التفوق الواضح لمباراتهم إذا ما قيست بالمباريات السابقة.
|