أمرنا رسولنا الكريم صلوات الله وسلامة عليه بذكر محاسن موتانا، فهي سنة محمودة من سنن المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، وحق المتوفى علينا أن نذكر الناس بمحاسنه حتى يشاركونا الترحم عليه والدعاء له بالمغفرة والرضوان.
وإن فضيلة الشيخ الدكتور عبدالسلام بن برجس العبدالكريم - رحمه الله - أولى بترحمنا عليه فقد كان من الدعاة البارزين الذين لا يخفى على أحد منا قدره ومكانته، فقد كان - رحمه الله - من أصحاب الفضيلة العلماء الذين خدموا دينهم، ودافعوا عن عقيدتهم، وذادوا عن سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وبذلوا في ذلك جهدا كبيرا، ونحسبه إن شاء الله من المجاهدين لنصرة كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وخير شاهد على ذلك المحاضرات التي ألقاها - رحمه الله - في شتى بقاع الإسلام، ومؤلفاته التي انتشرت بين طلبة العلم، وهي دليل خالد ومستمر على جهاده وبذله في هذا السبيل - رحمه الله -.
لقد كان الدكتور عبدالسلام بن برجس - رحمه الله - منذ نعومة أظفاره شغوفا بطلب العلم، يحب العلماء، ويجلهم، ويحب مخالطتهم، ويحرص على حضور مجالسهم، والنهل من منابعهم، فكان بحق طالب العلم الصغير في سنه، الكبير بعلمه وجهاده، نعم إنه عبدالسلام شيخ أسرتنا كما كان يحلو لنا أن نناديه دائما، فقد تعلمنا منه الجد والاجتهاد والمثابرة وعلو الهمة، ورأينا منه التواضع ولين الجانب وحسن التعامل، وليس هذا بغريب على من تخلق بخلق القرآن، وتأدب بآداب السنة المطهرة على صاحبها أزكى الصلاة والسلام.
فإلى جنة الخلد و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }
|