دست في حقيبتي ورقة، وهمست لي: احرصي على قراءتها...
وذهبتُ أفكِّر ما الذي تحتاج إليه صاحبتي، وهل الأمر من الحرج بحيث لا تريدني أن أفضَّ الورقة أمامها؟!.. وسألت ربِّي في داخلي أن يكون الأمر في استطاعتي كي أفيّ لها بثقة التَّخصيص.
وما إن وصلت إلى معقلي، حيث أبسط ذاتي أمام ذاتي، إلاَّ وسارعتُ لورقتها، أرغب في أن أكون إلى حاجتها ما استطعت، أو إلى شكواها، أو إلى شفاعتها، وكلُّنا نعمل معاً في أمور يقصدنا لها من يتوسَّم مبادرتنا، فإذا بالورقة دعاءٌ جميلٌ، وإذا بي أقرأه وكأنَّني أقرأه للمرَّة الأولى، إذ فيه تمثَّلت صاحبتي، بقلبها الطيّب، وروحها الشَّفيفة، وصدقها في الصحبة، وإخلاصها في المشاركة.
يقول الدعاء:(اللَّهم إنِّي أسألك الثَّبات في الأمر، والعزيمة على الرُّشد، وشكر نعمتك، وأسألك قلباً سليماً، ولساناً صادقاً، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شرِّ ما تعلم، واستغفرك ممَّا تعلم، وأنت علاَّم الغيوب).
وورد في نهاية الدُّعاء :(إنَّه يقرأ قبل السلام من الصلاة.. وقد قال الشيخ بن باز- رحمه الله تعالى-: إذا كنز النَّاس الذهب فاكنزوا هذا الدعاء).
صاحبتي علمت أنَّنا في زمنٍ سلاحنا فيه الدُّعاء، وحاجتُنا إليه غدت كحاجتِنا إلى الماء والغذاء، ولأنَّ الدُّعاء يسدَّد، ويُطَمْئِن، ويقرِّب إلى الله ولأنَّه عبادة، ونحن في كلِّ أمور الحياة لا غنى لنا عن الباب الأوسع، ذي الرَّحمة الأشمل، فإنَّ هذا الدُّعاء للجميع عسى الله أن يجعل في تختيم الصلاة به تثبيتاً للمسلمين والمسلمات، وتقويةً لعزائمهم، وعوناً لهم على حسن العبادة، والقدرة على الشُّكر، وأن يمنح الله تعالى جميعهم القلوب السليمة والألسنة الصادقة، ويعطيهم من الخير ما يكفيهم به الشرّ، ويغفر لهم.. وينصرهم على كلِّ ما يواجهونه من الغرور الدُّنيوي الّذي يضعف فيهم الهمم.. اللَّهم جميعنا تقبَّل منَّا واجزل لصاحبتي الأجر إنَّك القادر على ذلك.
|