Sunday 18th April,200411525العددالأحد 28 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حَكَمٌ وَخَصْمٌ..!! حَكَمٌ وَخَصْمٌ..!!
بقلم: خالد المالك

من يوم لآخر..
ومن مناسبة لأخرى..
مع كل مستجد..
وعند أي تطور..
في اللقاءات المعلنة..
وتلك التي تجري خلف أبواب الغرف المغلقة..
يحاول الرئيس الأمريكي بوش وأركان حكومته استدرار عطف الصهاينة في إسرائيل..
لضمان الصوت اليهودي الفاعل في الانتخابات الأمريكية القادمة..
وذلك بإرضاء الإرهابي شارون وعصابته بإعطائهم كل الدعم والمساندة لما لا حق لهم فيه في فلسطين، مثلما أعلن عن ذلك الرئيس الأمريكي بوش في مؤتمره الصحفي مع عدو السلام شارون..
وبالقدر الذي يحاول العرب وضع ثقتهم بالولايات المتحدة الأمريكية -المنحازة أساساً لإسرائيل- بأمل أن تكون هي الوسيط الأمين والنزيه والوحيد في معالجة الصراع العربي الإسرائيلي وإحلال السلام العادل في المنطقة..
يأتي الرئيس الأمريكي -وكما عوَّدنا- ليعطي نفسه حق منع الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم، وإصراره على عدم عودة كل الأراضي المحتلة عام 1967م إلى الفلسطينيين، واعتباره الانتفاضة إرهاباً يحول دون مساندته ودعمه لحق الفلسطينيين في دولة عاصمتها القدس الشريف..
وهو بهذا يلغي كل القرارات الدولية السابقة، ويتجاهل كل الاتفاقيات الثنائية التي تبنَّتها ورعتها الولايات المتحدة الأمريكية بموافقة طرفي الصراع، فضلاً عن أنه بمثل هذا التوجه الغريب إنما يُهمِّش قرارات الشرعية الدولية..
ومع أنها ليست المرة الأولى التي يخذلنا فيها الرئيس الأمريكي، ولن تكون هي الأخيرة، وقد لا نفاجأ فيما لو صدمنا بما هو أسوأ وأخطر في المستقبل القريب المنظور..
ومع أن القبول بأمريكا طرفاً فاعلاً ومهماً لإيجاد حل لهذا الصراع المرير لا يعني ولا ينبغي أن يُفهم منه استعداد العرب -الفلسطينيين تحديداً- للتسليم لها بكل الأوراق مثلما كان يقول بذلك الرئيس المصري السابق أنور السادات..
وبافتراض أن ما قاله الرئيس الأمريكي قد أرضى غرور وعنجهية وصلف شارون، وإن لم يُلْغِ أو يوقف الكفاح الفلسطيني المشروع قبل تتويجه بإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس..
فإن القبول بمشاريع الإدارة الأمريكية للتسوية التي تراوح عادة بين تبني أفكار شارون، وتلك التي تخاطب الناخب الأمريكي ضمن التحضير للسباق نحو البيت الأبيض بغرض كسب صوته في الانتخابات القادمة..
فإنه يبدو في مثل هذه الأجواء أن إقامة الدولة الفلسطينية لا تتحقق بالاستجداء والتوسل وبالمزيد من التنازلات، وإنما يأتي تحقيقها من خلال فوهة البنادق، وبالقوة التي ترهب العدو؛ كي يكون مستعداً للقبول بالتسوية والسلام العادل والمنصف الذي يخدم الجانبين..
وأيًّا كان التصور للحل..
ومهما طال بنا الانتظار بأمل أن تتحقق التسوية..
فإن على أمريكا، وهي دولة المؤسسات، أن تفهم أن إدارة الصراع في المنطقة بشكل صحيح لا يمكن أن يكون واقعياً بمثل المنطق الذي تحدث به الرئيس بوش..
ولن تكون الآلية الصحيحة والمناسبة للخروج من المأزق من خلال استجابة أمريكا لأفكار إسرائيل وتبنِّيها والدفاع عنها ومحاربة وتعطيل كل صوت عاقل يعارضها..
إلا إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية لا تتعلم من التاريخ..
ولا تأخذ الدروس من وقائع الأحداث..
معتمدةً في تحديد مواقفها على القوة العسكرية، وكأنها قادرة وحدها على حسم المعركة على نحو ما تريده وتراه إسرائيل..
مع أن أمريكا تعلم جيداً أن ميزان القوى، وإن كان صحيحاً أنه اليوم لصالح إسرائيل، فإن موقف العدو الإسرائيلي المحتل هو اليوم أسوأ بكثير مما كان عليه من قبل..
فيما أن القدرة الفلسطينية، وإن بلغ عدد الضحايا بين الفلسطينيين معدلات عالية وكبيرة وغير مسبوقة في الحروب والصراعات، إلا أنها في مقابل ذلك في نمو وتصاعد مستمر وتسجِّل نجاحات كبيرة، لا مصلحة لإسرائيل وإن دعمتها الولايات المتحدة الأمريكية في استمرار أمد هذا الصراع بمثل ما هو عليه اليوم..
وطالما أن الحجارة بأيدي الفلسطينيين، وهي من حيث التأثير في مسرح العمليات أقوى من كل سلاح، فهي لدى الفلسطينيين بمثابة البندقية التي يمتلكها العدو، بل إنها أقوى وأشد فتكاً، ومن هنا كانت وستكون البداية والنهاية للحل العادل والشامل وقيام الدولة الفلسطينية وإن طال بنا الانتظار.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved