تحدث عدد من المسئولين العسكريين عن الحرب الإلكترونية وأهميتها في حسم نتائج الحروب مشيرين إلى ازدياد اعتماد المجال العسكري على التقنية الحديثة في كافة المجالات. فإلى التفاصيل:
تحدث سعادة رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة اللواء الركن حسين حبتر عن أهمية الحرب الإلكترونية قائلاً إنه لم يعد هناك صراع مسلح إلا وتلعب فيه الحرب الإلكترونية دوراً أساسياً بل وحساساً يغير من موازين القوى أثناء الصراع وكذلك ما تشكل التهديدات المعاصرة من تحدٍ للمخططين والقادة في الميدان، مما يتطلب الاستخدام الفعال لقدرات الحرب الإلكترونية والتكتيك والقوات المساندة بشكل متكامل لضمان النجاح في البيئة الإلتكرونية المعادية، هذا الجهد المتكامل ضروري لشل أو تقليص عناصر المسح والتتبع والقيادة والسيطرة والاتصالات المعادية وكذلك الأسلحة التي تشكل تهديداً مباشراً علي القوات الصديقة مثل أنظمة الدفاع الجوي.
كما أضاف سعادة اللواء عن أهمية الحرب الإلكترونية حيث يزداد اعتماد المجال العسكري على التقنية الحديثة في كافة المجالات ولا سيما المجال الإلكتروني في عمليات الإنذار المبكر وتوجيه المقاتلات وتوجيه الأسلحة والمسح والاستطلاع والاتصالات والقيادة والسيطرة، كل ذلك أدى إلى اهتمام متزايد بالحرب الإلكترونية التي تركز نظريتها الأساسية حول كيفية حرمان القوات المعادية من استخدام الطيف الكهرومغناطيسي مع السماح للقوات الصديقة باستخدامه بصورة آمنة، وكلما زاد اعتماد القوات المسلحة على التقنية الحديثة كلما كانت معرضة أكثر لتأثير الحرب الإلكترونية التي يشنها العدو لذلك تزايد استخدامها حتى صارت تحتل حيزاً كبيراً في اهتمام العسكريين وأصبح التفوق فيها مدخلاً لتحقيق أفضل النتائج.
ذكر اللواء المهندس الدكتور حمد اليوسفي مدير إدارة الحرب الإلكترونية في الدفاع الجوي أن الحرب الإلكترونية أصبحت عاملاً مؤثراً في العمليات العسكرية منذ الحرب العالمية الثانية مع اكتشاف الرادار وسميت (حرب الأشعة) وبدأ السجال بين الأطراف المتنازعة في استخدام هذا المجال والإجراءات المضادة له، وشكلت مهارة وكفاءة العلماء في هذه الحرب السرية جزءاً حيوياً في هذه الحرب، وأطلق مسمى (كروز) أي الغربان على المتعاملين بهذه الحرب ولا يزال المسمى يستخدم حتى اليوم. وتطوره معتمد على تقنية الاتصالات والرادارات بشكل رئيسي. وكما نعلم أن الاتصالات تلعب دوراً حيوياً في شبكات القيادة والسيطرة، فعن طريقها يتم تمرير المعلومات الضرورية إلى صانعي القرار وتمرير التوجيهات والتعليمات إلى الوحدات المختلفة كما يتم عن طريقها تنسيق الجهود الهجومية والدفاعية.
والرادار هو جهاز يستخدم لاكتشاف الهدف وتحديد بعده وجهته وارتفاعه، وببساطة يقوم الرادار بإرسال طاقة كهرومغناطيسية على شكل نبضات أو بشكل متواصل ويقوم باستقبال جزء من هذه الطاقة المنعكس عن الأهداف المتواجدة داخل مدى الرادار.
كما تحدث العميد المهندس الركن منصور الغفيلي مدير إدارة الحرب الإلكترونية في القوات الجوية عن أهمية الحرب الإلكترونية حيث تركز نظريتها الأساسية حول كيفية حرمان القوات المعادية من استخدام الطيف الكهرومغناطيسي مع السماح للقوات الصديقة باستخدامه بصورة آمنة، وكلما زاد اعتماد القوات المسلحة على التقنية الحديثة كلما كانت معرضة أكثر لتأثير الحرب الإلكترونية التي يشنها العدو لذلك تزايد استخدامها حتى صارت تحتل حيزاً كبيراً في اهتمام العسكريين وأصبح التفوق فيها مدخلاً لتحقيق أفضل النتائج، ولم يعد يوجد صراع مسلح لا تلعب فيه الحرب الإلكترونية دوراً أساسياً بل وحساساً يغير من موازين القوى أثناء الصراع، وفي القوات الجوية أصبحت فاعلية الطائرات المقاتلة تقاس بما تحمله من وسائل حرب إلكترونية وقدرتها على حماية نفسها من أنظمة الدفاع الجوي المعادي.
وأضاف بأن للحرب الإلكترونية حساسية بالغة حيث أن أي إجراء متخذ من قبل أنظمة الحرب الإلكترونية قد لا يعيد نفسه مرة أخرى. وبمعنى أدق في حالة معرفة القدرة الإلكترونية المعدة فإنه يسهل عمل الإجراء المناسب المضاد للسيطرة عليها أو تدميرها. وهذا يقودنا إلى التعريف العلمي الحديث للحرب الإلكترونية. وهي أي عمل عسكري يتم فيه استخدام الطاقة الكهرومغناطيسية أو الطاقة الموجهة للسيطرة على الطيف الكهرومغناطيسي. وتنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
أولاً الهجوم الإلكتروني ويقصد به استخدام الطاقة الكهرومغناطيسية ضد القوات المعادية.
ثانياً: الحماية الإلكترونية وهي اتخاذ التدابير لحماية الأفراد والمعدات والمرافق.
ثالثاً: الإسناد الإلكتروني وهو عملية توفير المعلومات المطلوبة للهجوم الإلكتروني أو الحماية الإلكترونية.
كما تحدث قائد قاعدة الملك فهد الجوية بالطائف اللواء الطيار الركن عبدالله بن محمد الغرير عن أهمية الحرب الإلكترونية في القوات الجوية الملكية السعودية حيث يوجد مدرسة متخصصة للحرب الإلكترونية ويولي قادتنا حفظهم الله اهتماماً بالغاً في هذا المجال المهم حيث وجه صاحب السمو الملكي مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية بأن تكون المدرسة مشتركة لجميع أفرع القوات المسلحة. وتقوم المدرسة بتدريس الدورات التأسيسية والمتقدمة والدورات المتخصصة.
ولا تقتصر على التدريس والتدريب في المدرسة إنما تقوم بدورات ميدانية قصيرة في الميدان الهدف منها تثقيف منسوبي القوات المسلحة من ذوي الاختصاص على أهمية الحرب الإلكترونية والإجراءات الإلكترونية الواجب اتباعها في وقت السلم والحرب.
|