انطلقت مسيرة الخطوط الجوية العربية السعودية في عام 1945م بطائرة واحدة من طراز (دي سي-3) ثم تطورت لتصبح وسيلة رئيسية للنقل بين أنحاء المملكة الأمر الذي جعلها تلعب دوراً حيوياً في تطور البلاد ومكنها من اقتحام المناطق النائية موفرة بذلك شبكة واسعة من الخطوط الجوية والاتصالات التي كان لها شأن كبير في تطور جميع القطاعات التجارية والصناعية والتعليمية والصحية وغيرها واليوم تربط رحلات «السعوية» 26 مدينة من مدن المملكة برحلات يومية منتظمة.
وعلى الصعيد العالمي أصبحت «السعودية» واحدة من أكبر شركات الطيران العالمية تنقل أكثر من 14 مليون مسافر سنوياً وتربط ما بين 54 مدينة تنتشر في قارات العالم.
وقد حرصت الخطوط الجوية العربية السعودية على تطبيق أحدث البرامج لتطوير خدماتها بإدخال أحدث الأنظمة الآلية والإلكترونية سواء ما يتعلق منها بنظم الحجز الآلي وإصدار التذاكر ومراقبة المغادرة وبرامج المعالجة الآلية للمعلومات الأمر الذي وضع «السعودية» في الواجهة الأمامية من حيث استخدام التكنولوجيا الإلكترونية، والتي تشمل أنظمة المعلومات الفنية لمراقبة صيانة وتوضيب الطائرات ومتابعة الأداء التشغيلي وتحديد مواعيد الصيانة لأي من طائرات الأسطول واستخدام برامج الإدارة الآلية للمعاملات المالية لتحسين الإجراءات الآلية في المجالات المالية والإدارية المختلفة، كما قامت بإدخال أحدث نظم معلومات العمليات الجوية لإدارة شؤون أطقم الطائرات ومراقبة العمليات وتخطيط الرحلات.
وفي عام 1987م أكدت «السعودية» تقدمها الباهر في مجال المعالجة الآلية للمعلومات حيث تم في ذلك العام نقل نظام الحجز الآلي من بريطانيا إلى المملكة، وقد مر هذا النظام خلال الأعوام الماضية بالعديد من خطوات التطوير والتحسين.
كما استثمرت «السعودية» أموالاً طائلة في تطوير شبكة الاتصالات والحصول على أحدث أنظمة الاتصالات الجوية في العالم وإنشاء شبكة رئيسية للتسويق تتسع لكافة أنظمة التشغيل الآلي وتساهم في ربط شبكة التسويق في «السعودية» مع شبكة التسويق لوكالات السفر والسياحة في المملكة وتزويد هذه الوكالات بأحدث الأجهزة لعرض وطبع المعلومات وإجراء الحجوزات لأية رحلة داخلية أو خارجية على السواء.
إن «السعودية» تتمتع اليوم بسمعة رفيعة من حيث كفاءتها التشغيلية في مجالات التكنولوجيا الإلكترونية واستخدام أحدث أنواع الأنظمة والأجهزة والمعدات المتوفرة في الأسواق العالمية وهي اليوم من أوائل شركات الطيران التي تتواجد على شبكة الإنترنت العالمية التي تصل خدماتها إلى أكبر قطاع من العملاء الفعليين والمتوقعين.
وقد بلغ عدد زوّار موقع «السعودية» على الإنترنت منذ بدأت هذه الخدمة عام 1997م وحتى نهاية 2003م أكثر من ثلاثين مليون زائر من مختلف دول العالم ويضم موقع «السعودية» على الإنترنت صفحات باللغتين العربية والإنجليزية تحتوي العديد من المعلومات الخاصة بالحجوزات وجدول الرحلات وغيرها من الخدمات التي تقدمها «السعودية» للمسافرين على متن طائراتها وقد تم تحديث الموقع ليتماشى مع شعارها التسويقي الجديد (عالم جديد من الاختيارات) الذي بدأ منذ 19 مارس 2002م.
وفي خطوة متطورة تمكن المسافرين من حجز مقاعدهم وشراء تذاكرهم عبر الإنترنت وإتاحة الفرصة لهم في رحلاتهم الدولية لاختيار المقعد ووجبة الطعام المفضلة لديهم قامت «السعودية» في مطلع هذا العام بتدشين مشروعها الرائد لتطوير خدمات الحجز الآلي الذي يعد نقلة نوعية جديدة وخدمة راقية هدفها الاستغلال الأمثل للموارد البشرية والآلية والإمكانيات الفنية والتقنية المتاحة وتقوية البنية التحتية لمراكز الاتصالات لاستيعاب أكبر قدر ممكن من المكالمات وتحديث الإجراءات بما يتناسب مع الأنظمة المتطورة للاتصالات وتقليص زمن العمليات.
وتتلخص هذه الخدمة باعتماد رقم موحد للاتصال بخدمات الحجز على مستوى المملكة وهو الرقم (80222222) مع إمكانية استخدام الجوال للاتصال بهذه الخدمة وربط المراكز الرئيسية للاتصالات (جدة - الرياض- الدمام- المدينة المنورة) بدوائر رقمية خاصة ب «السعودية» وإمكانية تحويل المكالمات آلياً بين هذه المراكز حسب حجم حركة الاتصالات ودون أي تكلفة إضافية على العميل وعلى مدار 24 ساعة يومياً.
كما تم تحديث الأنظمة الآلية لتوسيع المكالمات في المراكز الأربعة بآخر ما توصلت إليه التقنية الحديثة في مجال الاتصالات وتزويدها بنظام المجيب الآلي، كما تم إضافة نظام التفاعل الصوتي ليتمكن المسافرون من معرفة حالة الحجز أو إلغائه أو معرفة جدول الرحلات وأوقات الإقلاع والوصول الفعلية.
وقد سبق هذه الخطوة تدشين الخدمة الذاتية لإنهاء إجراءات السفر على الرحلات الداخلية مطلع شهر يناير 2004م من خلال أجهزة بطاقات صعود الطائرة التي تم توفيرها بمطار الملك عبدالعزيز بجدة والتي سوف يتم إن شاء الله تعميمها على باقي مطارات المملكة.
كما سبق تلك الخدمة تدشين خدمة الحجز الذاتي عبر شبكة الإنترنت والتي حققت بنجاح قياسي حيث يقوم المسافرون بأنفسهم ومن منازلهم ومكاتبهم بإجراء الحجز متى ما يرغبون، وقد تجاوز معدل الحجز على الإنترنت نحو 250 ألف مسافر على الرحلات الداخلية والدولية منذ انطلاق هذه الخدمة.
في حين بلغ عدد بطاقات صعود الطائرة التي أصدرت من أجهزة الخدمة الذاتيةأكثر من10500 بطاقة منذ بداية الفترة التجريبية وحتى الآن وبمتوسط يومي يزيد على ألف مسافر ومن المتوقع أن يصل المعدل السنوي للمستفيدين من هذه الخدمة أكثر من نصف مليون مسافر تقريباً من محطة جدة، الأمر الذي يؤكد إقبال الجمهور على هذه الخدمة الجديدة التي سيتم تعميمها على باقي المطارات الدولية خلال الأشهر القادمة، كما سيتم قريباً تقديم خدمة إصدار التذاكر الآلية بواسطة المسافرين وذلك في مكاتب المبيعات والمطارات في مختلف أنحاء المملكة وبالتالي سوف يتمكن المسافرون من خدمة أنفسهم ذاتياً بإصدار التذاكر وبطاقات صعود الطائرة والحجز عبر الأجهزة الحديثة.
|