* القدس - أ.ف.ب:
كان عبد العزيز الرنتيسي زعيما لاكثرالتيارات في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وأبرز قادة هذه الحركة.
وقد اختير في اذار - مارس الماضي لخلافة الشيخ أحمد ياسين الذي اغتالته اسرائيل على رأس حركة المقاومة الفلسطينية في غزة.
وفي أول كلمة له أمام الآلاف من اعضاء حماس في بيت عزاء الشيخ ياسين دعا الرنتيسي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس الى (تلقين العدو (اسرائيل) درسا).
والرنتيسي البالغ من العمر 55 عاما سبق ان نجا من محاولة اغتيال استهدفته في العاشر من حزيران - يونيو الماضي في غزة.. وهو ابرز قادة حركة حماس المسؤولة عن العدد الاكبر من العمليات الاستشهادية الفلسطينية.
وقد هدد في اول تصريح له من سرير المستشفى حيث كان يعالج انذاك من الجروح التي اصيب بها بالقضاء على اليهود في فلسطين قائلا (لن نبقي على يهودي واحد في فلسطين).
والرنتيسي معروف بأنه خطيب مفوه وبأنه من قادة حماس الذين يتقنون اللغة الانكليزية التي درسها خلال دراسته الجامعية في مصر حيث درس الطب في جامعة الاسكندرية وتخرج منها عام 1971 ثم عاد اليها ليحصل على درجة الماجستير في طب الأطفال. وفي 1976، عاد الى قطاع غزة.
لم يكن الرنتيسي يخشى على ما يبدو تعرضه للاغتيال رغم الحملات الاسرائيلية المتصاعدة على كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس. ولم يكن يعيش في الخفاء. بل كان يستقبل الصحفيين بشكل دوري في منزله في قاعة استقبال تقع في الطبقة الاخيرة من مبنى صغير في شارع فلسطين في حي الشيخ رضوان في غزة.ولد عبد العزيز علي عبدالحفيظ الرنتيسي في 23 تشرين الاول - اكتوبر 1947 في قرية يبنا (بين عسقلان ويافا) الواقعة في اسرائيل حاليا. لجأت اسرته بعد حرب 1948 الى قطاع غزة واستقرت في مخيم خان يونس للاجئين وهو بعد رضيع في الشهرالسادس. وبالتالي كان الرنتيسي من اللاجئين الفلسطينيين الـ700 الف الذين خرجوا من ديارهم بعد حرب 1948. وقد بلغ عدد لاجئي 1948 اليوم مع نسلهم 3.7 ملايين.
ويشكل (حق العودة) الذي يطالبون به احد ابرز جوانب النزاع الفلسطيني الاسرائيلي.
نشأ الرنتيسي بين تسعة اشقاء وثلاث شقيقات، والتحق في سن السادسة بمدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (انروا) واضطر للعمل في الوقت نفسه ليساهم في اعالة اسرته الكبيرة. اصطدم بالقوات الاسرائيلية للمرة الاولى اثناء عمله كطبيب في مستشفى ناصر في خان يونس بعدما نفذ اضرابا مع زملائه احتجاجا على منعهم من السفر لاكمال دراستهم العليا وتمكن من العودة الى الاسكندرية.
اعتقل الرنتيسي عام 1982 بسبب رفضه دفع الضرائب للسلطات الاسرائيلية لمدة ثلاثة اسابيع.
عمل محاضرا في الجامعة الاسلامية في مدينة غزة اعتبارا من عام 1986، وذلك بعدما اقصته السلطات الاسرائيلية عن عمله كطبيب في مستشفى ناصر عام 1984 ولم يسمح له بالعودة إليه ثانية.
انتسب الرنتيسي الى جماعة الاخوان المسلمين واصبح من قادتها في قطاع غزة ثم شارك في تأسيس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) عام 1987.
اعتقل بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الاولى في التاسع من كانون الاول - ديسمبر 1987 مرات عدة. ففي 15 كانون الثاني - يناير اعتقل لمدة 21 يوما. وبعد شهر من الافراج عنه تم اعتقاله مجددا وظل محتجزا لمدة عامين ونصف العام. ثم اعتقله الاسرائيليون في 14 كانون الاول - ديسمبر 1990 لمدة عام كامل.
في 17 كانون الاول - ديسمبر 1992 أبعد مع 416 من ناشطي حركتي حماس والجهاد الاسلامي الى جنوب لبنان حيث برز كناطق رسمي باسم المبعدين في مخيم العودة في منطقة مرج الزهور على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية.اعتقلته السلطات الاسرائيلية فور عودته من مرج الزهور واصدرت محكمة اسرائيلية عسكرية عليه حكما بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف، ليفرج عنه في 21 نيسان - ابريل 1997.
وقامت السلطة الفلسطينية من جانبها بتوقيفه في 10 نيسان - ابريل 1998 وعاودت الكرة اكثر من مرة.
|