* القاهرة - غزة - القدس - الوكالات:
استشهد عبد العزيز الرنتيسي الزعيم الجديد لحركة حماس في قطاع غزة في قصف صاروخي شنته مروحية إسرائيلية من طراز أباتشي على سيارته في شمالي مدينة غزة مساء أمس السبت. وقد أصيب الرنتيسي بجروح بالغة في القصف وتم نقله في حالة حرجة إلى مستشفى دار الشفاء حيث لفظ أنفاسه الاخيرة.
واستشهد في الهجوم أيضاً اثنان من (عناصر حماس) من المرافقين للرنتيسي في السيارة.
وتدفق مئات من أعضاء ومؤيدي حماس على المستشفى فور سماعهم بأنباء الغارة الإسرائيلية. وتجمع حشد من الفلسطينيين حول حطام السيارة البيضاء وراحوا ينتشلون ما بدا أنها قطع من ملابس ممزقة.
وأفادت التقارير بأن التيار الكهربائي انقطع عن معظم أنحاء مدينة غزة بعد وقوع انفجار كبير بالمدينة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية إسرائيلية (رفيعة المستوى) تأكيدها القيام بهجوم لتصفية الرنتيسي.
وجاءت عملية استهداف سيارة الرنتيسي واغتياله بعد ساعات من مقتل أحد رجال شرطة الحدود الإسرائيليين وإصابة أربعة إسرائيليين آخرين في عملية استشهادية عند معبر إيريز بغزة أمس السبت أعلنت حماس وحركة فتح مسؤوليتهما عنه.
كما جاء اغتيال الرنتيسي بعد حصول ارييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي على دعم الولايات المتحدة لخطة للانسحاب من غزة من جانب واحد.
وكان قد تم تعيين الرنتيسي مؤخراً مسؤولا عن حركة حماس في غزة في أعقاب اغتيال الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة وزعيمها الراحل في هجوم إسرائيلي مماثل الشهر الماضي.
وحاولت إسرائيل قتل الرنتيسي من قبل في هجوم بمروحية على سيارته في العاشر من حزيران - يونيه الماضي.
وفي رد انتقامى في اليوم التالي نفذت حركة حماس عملية فدائية في القدس أسفرعن مقتل 16 إسرائيلياً.
وقد عمت الضفة الغربية وقطاع غزة مسيرات ومظاهرات غاضبة طالب الفلسطينيون المشاركون فيها بالثأر لاغتيال الرنتيسي .
وفي اطار ردود الفعل نددت السلطة الفلسطينية باغتيال الرنتيسي واثنين من مرافقيه وحملت إسرائيل (تبعات هذه الجريمة النكراء).
وقال صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات في السلطة الفلسطينية لوكالة فرانس برس (نحن نندد بشدة بهذه الجريمة النكراء وارهاب الدولة الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية باغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي).
وحمّل عريقات (الحكومة الإسرائيلية نتائج وتبعات هذه الجريمة النكراء) داعياً (المجتمع الدولي الى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني بشكل فوري).
في المقابل اشاد الوزير الإسرائيلي بدون حقيبة عوزي لاندو مساء أمس السبت في حديث للتلفزيون باغتيال قائد حركة حماس في قطاع غزة مؤكدا ان إسرائيل ستواصل سياسة (الاغتيالات).
ونقلت اذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤولين في اجهزة الامن ان الرنتيسي (كان مستهدفاً وان الجيش لم يكن ينتظر سوى فرصة لاغتياله).
وكان الرنتيسي اصيب بجروح بالغة في حزيران - يونيو الماضي خلال محاولة اغتياله في غارة إسرائيلية.
وقال الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية آفي بازنر لوكالة فرانس برس ان قيام إسرائيل مساء أمس السبت باغتيال الرنتيسي يهدف الى (اضعاف حماس) على حد قوله.
ورفض الرنتيسي الاختباء مثلما فعل كثيرون من زملائه في الحركة المدرجين على قائمة المطلوبين لدى إسرائيل منذ أن بدأت حماس شن حملة التفجيرات الاستشهادية في الانتفاضة الفلسطينية.
وكان الرنتيسي يصف نفسه دائماً بأنه سياسي في الحركة لا تربطه علاقة بالجناح العسكري. ولكن إسرائيل رفضت هذا التصنيف واتهمته بأنه أحد كبار القادة المسؤولين عن صناعة القرار الخاص بالهجمات وباستخدام الإعلام في التحريض على العنف.
ومع قيام الرنتيسي بدور المتحدث باسم حماس تدفق الصحفيون والمصورون من أنحاء العالم على غرفته البسيطة لسماعه وهو يصدر وعود الانتقام غالباً بهدوء وأحياناً بنبرة عالية لقتل إسرائيل نشطين فلسطينيين.
|