* عمان - الجزيرة - خاص:
أكد أمين عام الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة ان العاشر من الشهر الحالي سيشهد جولات جديدة من الحوار الفلسطيني في غزة ستعطي إجابات وافية على التحديات التي تواجه شعبنا وقضيته الوطنية.
وقال في حديث خاص ل(الجزيرة) ان اغتيال الشيخ احمد ياسين دليل جديد على دموية حكومة شارون وان مواجهة هذا التصعيد لا يكون إلا بتوسيع الحوار الفلسطيني الداخلي وانجاحه.واضاف: تجمعنا مع حماس وحدة العلاقة الكفاحية على الارض وفي الميدان نحو التحرير والاستقلال وعودة اللاجئين.
واعلن ان الجبهة الديمقراطية مع المشاركة في حكومة ائتلاف وطني عريض بشرط الاتفاق على برنامج قاسم وطني مشترك، وفي ما يلي نص الحوار:
******
مشروع سياسي
* اجريتم لقاءات موسعة ومكثفة مع عدد من القيادات الفلسطينية اثناء زيارتكم الاخيرة لعمان حول وحدة الموقف الفلسطيني، بماذا خرجتم من هذه اللقاءات؟
- لقاءات وحوارات عمان اطلقت مبادرة جديدة لبناء الوحدة الوطنية بمشروع سياسي موحد، قيادة موحدة، حكومة اتحاد وطني، كان الهدف من ورائها اعادة الروح والفاعلية للحوار الوطني الفلسطيني - الفلسطيني، ودفعه نحو النجاح وصولا الى برنامج قاسم وطني مشترك يؤسس للرد الفلسطيني المطلوب في مواجهة السياسات الدموية التوسعية التصفوية لحكومة اليمين الاسرائيلية الشارونية المتطرفة، فالحوارات واللقاءات سعت الى مجموعة اهداف متكاملة من ضمنها: البحث في اسس ومداخل العودة الى طاولة هذا الحوار الذي توقف مطلع شهر شباط الماضي والبحث في اشكال الاسناد النضالي المتبادل بين فلسطينيي مناطق ال 48 وباقي ابناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، ومواجهة الظرف الناشىء بعد اطلاق شارون لخطته ب(الفصل الاحادي) التي تستكمل ما بدأته حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية بإقامة جدران الفصل العنصرية حول القدس وفي قلب الضفة الفلسطينية المحتلة، والمخاطر التي تمثلها هذه الجدران على أمن الاردن واستقراره وخصوصا الجدار الشرقي الذي يمتد على طول الحدود الاردنية - الفلسطينية.
لقاءات عمان شملت كل الوان الطيف السياسي لممثلي جماهير شعبنا الفلسطيني في مناطق الـ48 وكل الوان طيف الحركة الوطنية الفلسطينية قوى وطنية وديمقراطية واسلامية، وكسرنا الدائرة التي تقصر الحوار بالمستوى القيادي الاول، لذلك سعينا الى اشراك اعضاء المجلس الوطني الفلسطيني، والفعاليات الوطنية والاجتماعية الفلسطينية، حتى تكون عملية العودة الى الحوار مسنودة الى اوسع قاعدة شعبية سياسية واجتماعية فلسطينية.
لقد حققت هذه الحوارات اختراقات مهمة يجري استكمالها بحوارات يومية نشطة الآن في رام الله وغزة، وقد بدأت ثمارها تتضح بالفعل، حيث سنشهد في العاشر من نيسان جولات جديدة من الحوار في غزة ستعطي بتقديرنا اجابات وافية على التحديات التي تواجه شعبنا وقضيته الوطنية.
ان المبادرة التي اطلقناها في عمان اخذت طريقها في (البرنامج الوطني) الذي تم الاجماع عليه في رام الله 30-3-2004 وتشكل الآن بجانب برنامج غزة (آب 2002) المشروعين المطروحين على جميع الفصائل والسلطة لاعادة بناء الوحدة الوطنية الغائب الاكبر منذ اوسلو 1933 حتى يومنا هذا.
المشهد الفلسطيني
* كيف تصفون المشهد الفلسطيني بعد اغتيال الشيخ احمد ياسين؟
- اغتيال الشيخ احمد ياسين مثل دليلا جديدا على دموية حكومة شارون التوسعية العدوانية، وعملية الاغتيال الجبانة هذه زادت من تعقيدات الوضع، مواجهة هذا التصعيد الاسرائيلي لا يكون إلا بتسريع الحوار الفلسطيني - الفلسطيني وتتويجه بالنجاح حتى نصل الى برنامج قاسم وطني مشترك على ارضية تعيد استنهاض اوضاعنا في مواجهة العدوانية التوسعية الاسرائيلية، فبدون برنامج اصلاح ديمقراطي وطني شامل لمؤسسات م.ت.ف. ولمؤسسات السلطة الفلسطينية على قاعدة انتخابية وفق مبدأ التمثيل النسبي، والارتقاء بالوحدة الوطنية الفلسطينية وقيام حكومة ائتلاف وطني فلسطينية لن نستطيع ان نعطي الرد الوطني الفلسطيني المطلوب للنصر وانتزاع الحرية والاستقلال.
التعددية
* هل هناك حوار وطني فلسطيني في الداخل والخارج وهل حقق شيئاً ملموساً على الأرض؟
- نعم هناك حوارات الآن جادة يومية ومكثفة في الضفة الفلسطينية وغزة والشتات، لا اريد ان استبق الامور لكن اقول لكم وبثقة هذه المرة سننجح سريعا في الاجابة عن الكثير من قضايا الحوار، اصبح ملموسا ان (التعددية في اطار الوحدة الوطنية) طريق الخلاص من مشاريع شارون، اما استمرار الوضع الراهن فهو طريق التشرذم والفشل، واقول بصراحة للجميع (كفى تجريبا عشر سنوات عجاف من اتفاق اوسلو حتى الآن).
الانسحاب من غزة
* ما هي اهم المشاريع التي يجري الحديث عنها لتطبيقها بعد الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة، وكيف يجب ان يكون الوضع بعد الانسحاب المرتقب؟
- شارون من خلال خطته المسماة (بالفصل الاحادي مع الفلسطينيين) يسعى الى مجموعة اهداف اهمها: اولا: جعل انسحابه المجزوء من غزة حلا مؤقتا طويل الامد، يقايض به مستوطنات غزة بالكتل الاستيطانية الكبرى في قلب الضفة الفلسطينية وفي غلاف القدس، ودعما امريكيا لاستكمال بناء جدران الضم والعزل العنصرية مع تعديل غير جوهري على مسارها، واستجرار المزيد من الاموال الامريكية لاستكمال سرقة ما تبقى من الارض الفلسطينية بما يكرس الكتل الاستيطانية كواقع لا يمكن العودة عنه.
ثانيا: ضرب مقومات قيام كيان فلسطيني مستقل وسيد ومتواصل جغرافيا، وذلك عبر تحويل الضفة الفلسطينية الى مجموعة جزر ومعازل منفصلة، واستكمال تهويد القدس، هذا الهدف من وراء بناء جدران العزل والضم العنصرية الثلاثة (الشرقي، العمق، الغربي).
ثالثا: العودة الى سياسات التطهير العرقي والابعاد الجماعي بحق فلسطينيي مناطق ال48 وذلك عبر ما يسمى ب(تبادل المناطق)، والمقصود بذلك تبادل اراضٍ من منطقة المثلث بأصحابها وسكانها العرب مقابل ضم الكتل الاستيطانية الكبرى في غلاف القدس وعمق الضفة الفلسطينية.
من كل ما سبق فإن الرد الفلسطيني المطلوب يجب ان يستند الى الاسس التالية:
- منع شارون من تحويل رحيله من غزة الى حل مرحلي طويل الامد ومدخلا للمقايضة يفضي الى ضم مساحات واسعة من اراضي الضفة الفلسطينية، وانتزاع تغطية امريكية على بناء جدران الضم والفصل العنصرية ورفض مبدأ (تبادل الاراضي) الذي يضع فلسطيني مناطق الـ48 مرة اخرى امام رياح التطهير العرقي، واعادة التهجير ورفض الحلول الجزئية والمنقوصة والاصرار على ان اي حل يجب ان يتم في اطار تطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع الفلسطيني - الاسرائيلي وبلورة موقف وطني موحد من الانسحاب الاسرائيلي المرتقب من غزة على قاعدة جماعية القيادة والمشاركة بالقرار السياسي بين فصائل المقاومة والسلطة الفلسطينية، ليكون هذا منطلقا لتحرير ما تبقى من الاراضي الفلسطينية المحتلة في عدوان الخامس من حزيران 1967 واعتبار ان مدخل حفظ الامن في غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي مدخل سياسي وليس اجراءات امنية بوليسية، ولا يمكن تحقيقه إلا باتفاق وطني شامل.
المشاركة في القمة
* للمرة الاولى يشارك ممثلون عن حماس والجهاد والفصائل ضمن وفد فلسطيني لمؤتمر قمة عربية، الذي لم يعقد في تونس، كيف تقيمون هذه الخطوة ومدلولاتها؟
- دعونا على الدوام جميع القوى التي تقف خارج اطر ومؤسسات م.ت.ف. لدخولها واعادة تفعيل دورها اخذا بمصلحة الشعب الفلسطيني، التي تتطلب صيانة واعادة بناء ودمقرطة اداته الكفاحية م.ت.ف. الائتلافية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، نحن نرحب بانضمام حماس والجهاد الاسلامي الى م.ت.ف. وعودة فاعلة للفصائل التي جمدت دورها على مدار سنوات طويلة، ولكن يجب الانتباه هنا بان المدخل لهذا لا يكون عبر سياسات فوقية تحمل محذور التوظيف التكتيكي اللحظي، كما فعل ابو عمار بطلب المشاركة في القمة الذي قدمته حماس والجبهة الشعبية - القيادة العامة.
نقول للجميع لا تدخلوا من الباب الخلفي، ولا من تفاهمات مع الطوابق العليا التي تتربع فيها القيادة المتنفذة، فاليوم نحن بحاجة ماسة الى برنامج اجماع وطني يؤسس لعملية بناء شاملة لمؤسسات م.ت.ف. على اساس التمثيل النسبي وديمقراطية العمل، سياسة (الطوابق العليا) لم تحقق خطوة واحدة الى الامام بطريق الوحدة الوطنية، وآخر مثال اصطدام تشكيل الوفد الفلسطينية الى القمة العربية بجدار مسدود حتى اللحظة الاخيرة تحت عنوان (عضوية في الوفد ام عضوية مراقبة ام في مقاعد ضيوف المؤتمر) ولم يصل تشكيل الوفد الى نتيجة حتى لحظة الغاء عقد القمة. المطلوب من جميع القوى ان تجيب عن القضايا المطروحة بشكل واضح، الموقف من م.ت.ف. كائتلاف وطني يقود نضال الشعب الفلسطيني، وكممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، والموقف من الحل القائم على اساس قرارات الشرعية الدولية، كل هذا يجب ان يجري على طاولة الحوار حتى نصل الى برنامج قاسم مشترك، بدون هذا تبقى اشارات اي فصيل منقوصة ولا يمكن البناء عليها، هذا اذا لم يتم البناء الخاطىء عليها كما فعلت السلطة الفلسطينية في توظيف رسالة طلب المشاركة بالقمة التي لم تنعقد في تونس.
العلاقة مع حماس
* كيف ترون مستقبل العلاقة مع حماس بعد الشيخ احمد ياسين، وهل هناك تنسيق وتعاون معها؟
- تجمعنا مع حماس وحدة العلاقة الكفاحية على الارض وفي الميدان نحو تحرير ارضنا ونيل استقلالنا وعودة لاجئينا، وموقفنا على الدوام هو وحدة الجميع في مواجهة الاحتلال، وان الاختلاف يجب ان يكون على قاعدة التكامل، بالنهاية هدفنا واحد، واليوم نجد مؤشرات جدية على ان الكثير من النقاط الخلافية مع حماس بدأت تأخذ طريقها للحل اذا ما احسن ادارة الحوار حولها على قاعدة المصلحة الوطنية المشتركة، والابتعاد عن سياسات الاكتفاء بالشعارات العامة التي الحقت اذى كبيرا بالقضية الفلسطينية، واذا تم الخروج منها بخلاصات تؤسس لخطوات عملية.
المشاركة
* هل لديكم استعداد لدراسة فكرة المشاركة في الحكومة والسلطة الفلسطينية وكيف؟
- هذا الموقف اعلناه منذ وقت بعيد، نعم نحن مع المشاركة في حكومة ائتلاف وطني عريض بشرط الاتفاق على برنامج قاسم وطني مشترك يشتمل على برنامج اصلاح ديمقراطي لمؤسسات وبنية السلطة الفلسطينية، بما يخلصها من الفساد والفاسدين، لتكون اداة نضالية بيد شعبنا تنهض بما عليها في بناء الدولة الفلسطينية المستقلة.
قوى السلام
* هل انتهيتم من وضع خطة لاستقطاب قوى السلام الاسرائيلية وتفعيل دورها في الشارع الاسرائيلي؟
- المشكلة ضعف قوى السلام الاسرائيلي حيث ان المجتمع الاسرائيلي شهد في السنوات الاخيرة عملية تحول واسعة نحو اليمين واليمين المتطرف، خطتنا تقوم على توحيد الرؤية السياسية الفلسطينية والمؤسسات الوطنية الفلسطينية اولا خلف شعار سلام متوازن وشامل في الشرق الاوسط على اساس قرارات الشرعية الدولية، حتى لا يبقى شارون يكذب على العالم وعلى المجتمع الاسرائيلي بعدم وجود شريك فلسطيني، المطلوب من قوى السلام الاسرائيلية ان تثبت وجودها في الخارطة السياسية الاسرائيلية، وهنا نشير الى ان المراهنة على مبادرات جزئية ومجزوءة افتراضية مع بقايا اوسلو لن يخدم قضية تحقيق السلام الشامل والمتوازن لان هذا لن يتحقق إلا بنيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة كاملة في العودة وتقرير المصير وبناء دولته المستقلة على كامل الاراضي الفلسطينية المحتلة في عدوان حزيران 1967 بما في ذلك القدس عاصمة دولة فلسطين.
مراهنات
* هل تأملون بوجود اية فرصة للتقدم في المفاوضات مع شارون في المرحلة الراهنة، وحتى لو حقق نجاحا ثانيا في الانتخابات الاسرائيلية المقبلة؟
- النضال لا يقوم على مراهنات، بل على خلق وقائع على الارض نستطيع ان نجبر حكومة شارون او اي حكومة اسرائيلية اخرى على التسليم بحقوقنا وشرط هذا توحدنا ببرنامج موحد، قيادة موحدة حكومة اتحاد وطني.
مشاريع شارون من غياب الفعل الفلسطيني الموحد، ومن سياسات البالونات الاختيارية التي يطلقها اهل اوسلو، التي تبقي الباب مفتوحا امام تنازلات تداعب احلام المطامع الاستعمارية التوسعية الاسرائيلية، وكذلك من غياب موقف عربي موحد من السياسات الدموية التوسعية الشارونية، النضال اذا ما احسن توظيف كل ادواته وتحقيق شروطه لا يعرف المستحيلات، ألخص اجابتي بالقول نعم يمكن ان نزحزح حكومة شارون عن مواقفها ونلجم سياساتها التوسعية وهذا رهن بنضالاتنا واعادة بناء وديمقراطية وحدتنا الوطنية.
ما هو المطلوب
* ما هو المطلوب فلسطينيا لمواجهة العدوان والسياسات الاسرائيلية على الارض؟
- في اجاباتي عن الاسئلة السابقة اجبت عن هذا السؤال، اساس المواجهة إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني وصولاً الى صياغة برنامج قاسم وطني مشترك يؤطر نضالاتنا ويثمرها، بعيداً عن السياسات الفئوية والانقسامية، والتلاعب بالحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا، لأن هذه السياسات أدت إلى آثار كارثية على قضيتنا الوطنية. بهذا يكون الرد الفلسطيني فاعلاً ومؤثراً وقاعدة للانطلاق نحو انتزاع كامل حقوق شعبنا في أرضه وسيادته عليها وعودة أبناء شعبنا اللاجئ.
|