بين (الحرف) و(الريال) سجال طويل يتجدد، والأوساط الاجتماعية، تفوح بروائح مختلفة لتلك العلاقة الجدلية، محاولة منها، للخروج من (النمطية) لتلك العلاقة الأزلية الى رحاب الانعتاق من أسر (الريال) وغرور (الحرف)، للوصول الى تناغم جميل بينهما لنكسب بعد ذلك جميعاً (الإنسان) الغني المتوشح بشرف (الحرف) و(المثقف) المتزين ببريق (الريال)، وبنظرة فاحصة، نجد صورة تتكرر، دائماً لتعيد تلك العلاقة إلى (صدر) الاهتمام على مختلف الجهات، فهذا (مفكر) يصرعه (المرض)، أو يغيبهم الموت فيبادر (ثري) ليساهم في دفع الألم عن ذلك الإنسان الذي أمضى حياته في ملاحقة (الحرف) فننظر بإكبار إلى (الثراء) عندما يتقاطع مع (الفكر) في منطقة (الإنسانية) ونعود إلى ذواتنا لنسأل: من فاز بالأجر؟ ونال الشرف؟ هل هو (الثري) الذي لم يسجنه (الريال) في قوقعة (المادة)؟ أم (المثقف) الذي وهب (الثري) شيئاً من عبق (الخلود)؟ ليمنح المجتمع (فرصة) للمراجعة والتقويم لحال (المفكر) ليبقى بعيداً عن (الألم) بكل أنواعه، خاصة بعد أن أمضى حياته في الركض في مجاهل الفكر ناسياً أو متناسياً أسباب الرزق المشروعة فنسى أو كاد ينسى حظه من (الريال).
أخيراً، هل من وقفة وعي من أجل إعادة التوازن إلى العلاقة الصعبة بين (الحرف) خلوداً و(الريال) بريقاً، في سبيل الإنسان ولا شيء غير الإنسان.
|