التهاب الغدد العرقية المزمن القيحي من الأمراض المزمنة التي تتكرر مشاهدتها في عيادات أمراض الجلد.
هذا المرض يبدأ عند الشابات والشبان في مرحلة البلوغ، وفي بعض الحالات يبدأ بالتراجع بعد سن الخامسة والثلاثين، وقد يستمر في حالات أخرى حتى أعمار متقدمة. يتميز بالظهور المتكرر لما يشبه الدمامل والخراجات في منطقة الإبط خاصة بالنسبة للإناث، والمغبن بالنسبة للذكور، والأرداف ومحيط حلمة الثدي بشكل أقل شيوعاً. يتميز المرض إذاً بهذه العقيدات الحمراء المؤلمة كالدمامل والتي قد يكون ألمها شديداً بحيث تمنع المريض من الجلوس. وتنفتح لاحقاً لتخرج منها مادة قيحية، وعند تراجعها تترك نواسير Fistula أشبه بقنوات تمتد تحت سطح الجلد.
وينتهي الشفاء عادة بترك ندبات على شكل حفر أو ندبات صخامية على الجلد أو لون أسمر غامق خاصة لدى ذوي البشرة السمراء. ومع شفاء الاندفاعات القديمة يبدأ جيل جديد من الاندفاعات، بنفس المكان أو بمكان آخر، وهذا ما يجعل له صفة المرض المزمن.
وقد تترافق الحالات الشديدة من المرض أيضاً بأشكال شديدة من حبوب الشباب في الوجه والجذع.
وتشمل العوامل المؤهبة البدانة والاستعداد الوراثي للحالات الشديدة من حبوب الشباب لكنها لا تشاهد لدى جميع المرضى.
المعالجة: العلاج الشافي يتمثل في الاستئصال الجراحي للمنطقة المصابة وهو حل قد يوفر على المريض سنوات من العلاج المتكرر وغير الناجح.
أما في الحالات التي لا يمكن أو لا يرغب المريض فيها باللجوء للجراحة، في حالة ما إذا كانت المنطقة المصابة واسعة مثلاً فيمكن اللجوء للعلاجات المحافظة.
هناك أيضاً عقار الرواكيوتن Roaccutane المستخدم لعلاج حبوب الشباب الشديدة قد يؤدي للشفاء أو لتهدئة طويلة المدى في بعض الحالات كما قد نحتاج أحياناً لشوط من الكورتيزونات.
ويجب ألا ننسى ضرورة الدعم المعنوي للمرضى خاصة وأنهم يكونون من أعمار صغيرة (فترة المراهقة) وأيضاً لتوضع المرض في أماكن صعبة ومحرجة من الجسم ولسيره المزمن الإنتكاسي.
د. يارا حافظ
عيادات ديرما - الرياض |