Saturday 17th April,200411524العددالسبت 27 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رسالة إلى المفحطين وقيادة صغار رسالة إلى المفحطين وقيادة صغار
السن ظاهرة تبحث عن حل أيضاً

تفاعلاً مع الحملة الأمنية التي اتفق على حيثياتها القيادات الأمنية ببريدة ضد ممارسة التفحيط، وتم تنفيذها ميدانياً؛ حيث تقدَّم الفرق الأمنية مدير شرطة منطقة القصيم اللواء خالد الطيب، ومدير مرور منطقة القصيم العقيد سليمان العجلان، ومدير إدارة الدوريات الأمنية ببريدة المقدم يحيى الهباش، ومدير شعبة التحريات والبحث الجنائي ببريدة المقدم عثمان المحيميد، ومعاونوهم، وتم ضبط العديد من المفحطين والمخالفين من الشباب (الجزيرة 11491)، أقول: لقد كتب الكثير من الإخوة في هذه الصفحة عن هذا الموضوع الذي يقلق الجميع منا، سواء القطاعات الأمنية أو المواطنون الذين يسكنون بجوار أماكن يُمارس فيها التفحيط، وتم إيضاح المخاطر المحيطة بهذه الهواية المميتة، وبعض الحلول المقترحة التي أخذت مأخذ الجد والاهتمام من قِبَل الجهات الأمنية وتنبهت لها ببريدة؛ سعياً للحد منها والقضاء عليها، وهي بادرة تحمد لهم وتشكر، وهي محل ثناء المواطنين وتقديرهم وحديث المجالس، ويجب أن تسجل لهم ضمن الجهور الأمنية التي تتحقق ما بين حين وآخر على مستوى المنطقة. ومن هنا يتجدد الموضوع هذه الأيام، ففي بعض الشوارع وإن كانت مزدحمة، ودون أي خوف أو وجل، وبجانب المستشفيات والمساجد والمنازل يمارس البعض من الشباب التفحيط دون أدنى اعتبار للآخرين، وهي ظاهرة يُستحق الوقوف عندها طويلاً ومناقشتها على وجوه عدة؛ منها الاجتماعي على مستوى الأسرة والشخص الذي يقوم بها، ودراسة أسبابها ودوافعها، والأمني على ما تشكله من مخاطر على حياة المفحطين والآخرين على حد سواء. وأرى أن يمتص الدافع الرئيسي لممارستها بطرق سليمة وآمنة؛ مثل تخصيص أماكن بإشراف الجهات الأمنية، وهي ستؤثر بلا شك وتكون أقل مخاطرة ومجازفة. وقد ناديت بهذا الشيء من سنوات وكتبت عنه, وأؤكد هنا أن أولياء الأمور مسؤولون بحكم أنهم هم مَن يوفر السيارة في الغالب، ويجب أن يتخذوا دوراً حيوياً تفعيلياً، وعدم ترك الجهات الأمنية تعمل وحدها، بل يبقى دورهم تبصيرياً وتوجيهياً بين الحزم واللين، حتى ولو وصل العقاب بمنعهم من قيادة السيارات التي يقومون بالتفحيط فيها.
ويبقى أن يعلم كل مفحط أن أسرَّة العناية المركزة في المستشفيات شاغرة على مدار الساعة، وقد لا يتوفر سرير له بسهولة في حال تعرض لحادث خطير بسبب التفحيط، وقد يتأخر إسعافه في موقع الحادث، وعندما يصل قسم الطوارئ والحوادث ربما يجدها مشغولة وتتأخر في إنقاذه؛ لأن هناك من المرضى والمراجعين مَن يحتاج إلى عناية سريعة، وقد وصلوا قبله بلحظات، وليس هذا إهمالاً من الطاقم الطبي، بل شيء يحكمه الواقع من خلال ما تشهده بعض المستشفيات من كثرة المرضى والمصابين؛ مما يجعل من نفسه عرضة للموت أو الإصابة الخطيرة التي ربما أَوْدَتْ به إلى الشلل والعاهات المستديمة. ولقد سمعنا وشاهدنا الكثير من هذا القبيل، وقد يوجد من أصدقائه مَن حصل له مواقف مثل هذا، وهي رسالة إليه، ولكن هل من متَّعظ؟!
هذا بالنسبة للتفحيط، وهناك قضية أخرى تبحث عن حل لها، وبودي أنها كانت على طاولة اجتماعات اللجنة الأمنية التي عُقدت، وهي قيادة صغار السن للسيارات ببريدة. ويدرك الجميع المخاطر المترتبة على ذلك، وللأسف إن ذلك يحدث بمباركة أولياء الأمور أيضاً، وهي دعوة للجهات الأمنية كي تتابع هذه القضية وتضع حدوداً لها، ولو أردتُ أن أسترسل عن مواقف محزنة وأخرى خطيرة حصلت لي ولغيري كثيراً مع هؤلاء الصغار الذين يقودون السيارات لما وسعته هذه المساحة. أجدِّد شكري وتقديري للجهات الأمنية بالمنطقة على ما تبذل من جهود أمنية هي محل ثناء وتقدير الجميع من المواطنين.

منصور نايف الحربي
بريدة - صحافي سعودي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved