كما هو دائماً مميز ومثير أتى الأخ عبدالعزيز العيادة المحرر النشط في (المعشوقة) الجزيرة بحوار لا يقل إثارة عن إثارته فتحت(لحظات مثيرة يرويها محكوم عليه بالقصاص.. وينقل وصاياه الثلاث)، حرك الأخ عبدالعزيز فينا المشاعر ووجه الأنظار إلى(إنسان) يعيش حياته في أجواء القصاص منذ ما يزيد عن ال(20) عاماً..ولم يزل بإيمانه العميق وصبره القوي وتفاؤله الكبير وعشمه اللامحدود بخصومه علّهم يقدموا على(عتق) رقبته لوجه الله.. سيما أنه عاش سنوات من الندم الحقيقي خلف قضبان السجون، ولا أدل على ذلك من مقولته:(ولو قدر لي أن أعيد عقارب الزمن إلى اللحظة المشؤومة لعانقت القتيل وما كان ما كان).. إنه الأخ عبدالله بن فندي السعيد هذا(الإنسان) السجين قضى داخل السجون فترة طويلة، كأنما يساق إلى القصاص كل يوم مرة.. وراءه زوجة صابرة وأبناء طموحون ولدوا ولم يستأنسوا مع أبيهم، ولا شك هم يعيشون حياة غير باقي البشر لولا إعانة الله لهم وستره عليهم.
سبق لي التحدث مع هذا(الإنسان) أكثر من مرة رغم أني لم أره على الطبيعة أبداً.. إلا إنني رأيت فيه العلم والمعرفة وحسن الأسلوب وقوة التخاطب والطموح لكسب العلوم الحديثة والمتجددة.. له قدر كبير عند كل من يعرفه ومن لا يعرفه يملأ من حوله بالأمل والثقة، إضافة إلى أشياء كثيرة ليس المجال لذكرها جملة.
والآن بغض النظر عن مطالب السجين كلها والتي لن يغفلها سمو أمير المنطقة هذا أولاً.. إضافة إلى أهل الخير في حائل وخارج حائل.. إلا إن الأهم هو المصير الذي ينتظره.
فعبر هذا الصرح الشامخ والسابق بمواقف الخير بأهله(الجزيرة) أتمنى(صادقاً) أن يتكرم ويتلطف الكبار من أهل الخير بمعاودة(طلب العفو) من ذوي القتيل -عليه رحمة والله وغفرانه- لعلهم يعفون ويصفحون، وهم أهل لذلك.. فهم كرام أبناء كرام، وقد رأوا وسمعوا الآن الكثير عن السجين الذي يطلب وينتظر ودهم على أحر من الجمر.. كونه يعول أسرة تكاد تتشرد.
وفي الختام لا يسعني سوى تقديم الشكر ل(الجزيرة) المخلصة وللقائمين عليها كافة ولأخي العيادة.. ودعاء الله قبل وبعد كل شيء بأن يغفر للقتيل وأن يعوضه بأخراه وأن يلين قلوب أهله وأقاربه بأن يكونوا حلماء قدر إمكانهم، وهم بمثل هذا أفهم وأعرف.. إلا إنني رأيت الإسهام بالمختصر والمختصر جداً.. سائلاً الله جلّ وعلا أن يرحم عبده وأن يكتب له ولأبنائه ولخصومه ولنا جميعاً الحياة الوارفة والخاتمة الحسنة.
حمود بن مطلق اللحيدان - حائل
|