هي التربية حقاً.. في مدارس التربية النموذجية بالرياض، التي تعمل على بناء الشخصية الحقة والمواطنة الصالحة.
ولأول مرة في حياتي اشهد موقفاً تربوياً وإنسانياً رائعاً، فالمدرسة التي نعهدها تلقن وتحفظ ونردد كالببغاوات. وليست لها صلة من قريب أو بعيد بما يدور في المجتمع وخارج نطاق المنهج الدراسي.. لكن ما حدث بالأمس في عزاء العم الشيخ فهد العيسى بوفاة الابن والأخ هشام العيسى أثلج صدورنا جميعاً بهذا السلوك الإنساني التربوي القويم ولفت أنظار كل الموجودين وقالوا بصوت واحد: بوركت تلك الجهود المثمرة التي تبذل من أجل فلذات الأكباد.. رجال المستقبل.. تلك هي التربية الصادقة التي ننشدها ونثق في قدرتها على تخريج أجيال صالحة مؤهلة وفقاً لما ينادي به ديننا الإسلامي الحنيف.. تخيلوا معي ذلك المشهد المؤثر جداً فإن كان إيجابياً فنعمل معاً على تعميمه وانتشاره.. بعد مغرب يوم الاثنين تصل أربع حافلات تقل قرابة 50 طالبا في عمر الزهور يتقدمهم بعض المشرفين والأستاذ خالد بن محمد الخضير مدير المدارس المشرف العام.. يدلف الجميع بشكل مرتب ومنظم مع احترام شديد - للطابور - لمنزل العم فهد العيسى لتقديم واجب العزاء مشاركة وشعوراً بالترابط الاجتماعي والإنساني لزميلهم ابن الفقيد فهد بن هشام العيسى الذي لم يتجاوز سن الثالثة عشرة.
اللافت للنظر والمتعارف عليه دائماً أن الأبناء الصغار نضعهم - على الهامش - في مثل تلك الحالات.. مع علمنا بأن لهم مشاعر ينبغي مراعاتها والاهتمام بها.. وهذا ما تم تطبيقه على أرض الواقع من قبل مدرسة تربوية نموذجية.. قولاً وعملاً.. سامحونا!.
|