Saturday 17th April,200411524العددالسبت 27 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في خطبة الجمعة ألقاها بالمسجد الحرام في خطبة الجمعة ألقاها بالمسجد الحرام
الشيخ ابن حميد: المملكة واثقة من خطوها ثابتة على نهجها في شجاعة وصبر وحلم وتوازن

  * مكة المكرمة - واس:
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد المسلمين بتقوى الله عزّ وجل لأن بالتقوى يتقي العبد آثار البلوى. وأوضح فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالحرم المكي الشريف أن هذه البلاد بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية هي بحمد الله ومنته مكان الاسلام ومنبع الدعوة إلى الله وأمان الخائفين وعون المستضعفين ويد حانية تداوي جراح المسلمين تنطلق منها أعمال الإحسان وأنواع البر وهي مصدر للخير بأنواعه .
مشيراً فضيلته إلى أنه لما تبين صحة تدينها وصدق فعالها وثمار أعمالها وقوة رجالها وصلابة مواقف ولاة الأمر فيها وجه إليها الأعداء التهم يريدون تقويض قيامها والعبث بأمنها ونهب خيراتها فكالوا لها التهم جزافاً يريدون منها أن تغير أو تبدل ولكن هيهات هيهات لا يقال ذلك عاطفة أو مجاملة حاشا وكلا ولكن يقينا وتحقيقا ونظرا في الاثار والسنن ان من يصل الرحم ويحمل الكل ويكرم الضيف ويعين على النوائب لا يبره الله أبدا ومن كثرة حسناته حسنة بإذن الله عاقبته وسلمه ربه في دنياه واخرته وحفظه في دينه وأهله، فنحن بإذن الله تعالى مطمئنون لحسن العاقبة ولن يضر كيد الاعداء.
وأبان فضيلته أنه من أجل هذا فإن متغيرات العصر ومضلات الفتن وتكالب الأعداء وتداعي الاكلة تدعو المسلم الغيور على أمته الصادق في تدينه الناصح لإخوانه ألا يرضى لنفسه ان يكون معول هدم في يدي أعدائه من حيث يدري أو لا يدري يقع في إخوانه المسلمين يكفر ويبدع، بل ويتجرأ أن يقتل ويسفك الدماء وان ماحدث هذه الايام من اعتداءات على إخواننا رجال الأمن اعتداء اثم وفعل طائش وإجرام صارخ يصب في هذا المسلك الظالم أنه اعتداء وعدوان وقتل وترويع وإشاعة للفوضى دافعه استبطان أفكار مضللة وآراء شاذة ومبادئ منحرفة في خطوات زائلة ومفاهيم مغلوطة وقد جمعوا هؤلاء بين قتل النفوس المحرمة وقتل أنفسهم.
وأضاف فضيلته قائلاً إن هذه البلاد لن تهتز بإذن الله من أي نوعٍ من أنواع التهديد أو الابتزاز الذي يحاول النيل من ثوابتنا الإسلامية وسياستها وسيادتها وان الأمة والدولة واثقة من خطوها ثابتة على نهجها في شجاعة وصبر وحلم وتوازن.
وأشار فضيلته الى ان كيان هذه الدولة قام واستقام على قواعد ثابتة واصول راسخة من الدين والخبرة والعلم والعمل جهود جبارة للتأسيس والبناء لا يمكن هزها فضلاً عن تقويضها بمثل هذه التصرفات غير المسؤولة ان كيان الدولة يعكس نهجها في الجمع بين المحافظة على دين الله مع مسيرة التطوير والتحديث المشروعة في التعليم والاقتصاد والاجتماع والتخطيط وصنع القرار ان دولة هذا شأنها وهذه خصائصها لا يصلح لها الخلط بين الإسلام الحق والانحراف باسم الإسلام كما لا تقبل أن يضرب الإسلام أو ينتقص بحجة وجود بعض الغلاة ان منهجها وقف السلوك الشاذ ليبقى الاسلام الحق الاقوم وهذه الاحداث تبقى في دائرة شذوذها وليطمئن أهل البلاد والمقيمون على أنفسهم وأهليهم وأموالهم وحقوقهم وأهل هذه البلاد وكل محب لها يتطلع إلى المزيد من الامتساك بدين الله والمزيد من الدعم للدين وأهله والعلم الشرعي ورجاله والحسبة وأهلها وكل عامل مخلص من أي موقع وفي أي مرفق من شأن المجتمع كله.
وأبان فضيلته أن المسؤولية عظمى والجميع في سفينة واحدة ومن خرقها أغرق الجميع وان التهاون والتساهل يؤدي إلى الانفلات والفوضى وان الإحساس الجاد بالمسؤولية وخطر النتائج هو الذي يحمل كل عاقل ومخلص على رفض هذه الأعمال وعدم قبول أي مسوغ لها ولزوم فضل أهلها واثارها ونتائجها وليحذر المسلم ان يصدر منه شيء يثير الفتنة أو يسوغ لهؤلاء وأمثالهم ضلالهم وجهلهم وإجرامهم ، وقال فضيلة الشيخ ابن حميد إن هذه الاعتداءات الآثمة والأفعال الطائشة والتصرفات الإجرامية لن تثني إخواننا رجال الأمن عن مواصلة استبسالهم في أداء واجبهم ومواقفهم البطولية المشهودة في إخلاص وتفانٍ واتقان وكفاءة لانهم مطمئنون أنهم على الحق بإذن الله بأعمالهم ويقظتهم تبقى هذه البلاد عزيزة محفوظة رافعة لمنار الدين والإسلام بتوفيق الله ومنه وفضله انهم مصدر الفخر والاعتزاز بل هم بإذن الله صمام الأمان في حماية دار الإسلام بلاد الحرمين الشريفين ومهد مقدسات المسلمين . ولفت فضيلته النظر إلى أن مسؤولية مواجهة هؤلاء الضالين ليست على رجال الأمن وحدهم ولكنها مسؤولية الجميع كل حسب موقعه ان الاحساس بالخطر على الدين والأهل والديار والفرقة والفوضى هو الأمر الذي يجب أن ينتشله الجميع ليكونوا أكثر يقظةً وحذراً ونباهةً ولتكون التصرفات أكثر وعياً وحكمةً لما يحاك ضد هذه الأمة ودينها وأهلها وعملها وولاة الأمر فيها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved