Saturday 17th April,200411524العددالسبت 27 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
العراق في طريقه للفوضى
عبدالرحمن بن سعد السماري

دخل العراق في دوامة جديدة ومختلفة من المشاكل والقلاقل والنزاعات والمزيد من الدماء والقتلى والجرحى والفوضى المختلفة.. والضحية دوماً.. هو الانسان العراقي المسكين حيث قتل خلال أيام بسيطة في صدامات دامية.. حوالي الألف شخص.. وأضعافهم من الجرحى والمصابين ومع هذه الحوادث وارتفاع وتيرة العنف والقتل وسفك الدماء.. ارتفعت حالة الاستنفار وملاحقة الناس.. ومداهمة المدنيين والإسراع في إطلاق النار.. مما يخلف وضعاً أكثر سوءاً.
الذين راهنوا على أن الوضع في العراق سيستقر قريباً.. أو أن العراقيين سيستسلمون هكذا.. أو أن المسألة مسألة وقت.. أو أن العراقيين قضيتهم فقط قضية طرد صدام حسين أو أن العراقيين سيلتقون على مائدة الأمريكان لبحث شئونهم.. أو أن الفوارق والمذهبية والقومية ستتلاشى خلال أيام من الاحتلال.. كل هؤلاء خسروا الرهان تماماً.. ويبدو أن كل حسابات الأمريكيين كانت خاطئة.. وهكذا حسابات من صدقهم وأعتقد أن الأمريكان حسبوها صح.
الكل يكاد يجزم.. أن الامريكيين تفاجأوا بما حدث.. ومهما كانت تصريحاتهم هذه الأيام.. إلا أنهم من الداخل.. يعانون ويشعرون أنهم تورطوا بالفعل.. وأنهم إزاء مأزق عنيف وأمام أمرين أحلاهما.. مر.
فالانسحاب والهروب مهما كانت ذريعته ومبرراته.. يعد انهزاماً مخجلاً مخزياً لن تقبل به الإدارة الامريكية.. وإن كانت هي الأقرب.. ولهذا.. فإن الذي يتوقع أن البرنامج الزمني الذي وضعته أمريكا لتسليم السلطة للعراقيين سيتم تعديله أو تأجيله أو إلغاؤه.. توقع خاطىء.. لأن الأمريكيين سيسارعون لتنفيذه ليس حباً للعراقيين.. وليس التزاماً بالموعد بل خروجاً.. أو لعله (هروباً) من المأزق العراقي.. والحفاظ على جيوشهم.. خوفاً من المزيد من القتلى.. وتحاشياً لمزيد من المشاكل والتداعيات داخل أمريكا نفسها.. التي بدأت تكبر هنا.. ووتعاظم وتتداعى.. وبدأت تشعر الإدارة الامريكية أن الوضع داخل أمريكا قد يتجه نحو رفض الوجود الأمريكي في العراق بقوة.. وقد يتم محاسبة أو محاكمة من ورط الأمريكيين هناك.
أما الأمر الثاني.. فهو بقاء القوات الامريكية هناك.. والدخول في حسابات ومشاكل ودوامة عنف.. والاستسلام لمزيد من العنف والقتلى والذبح والخطف.. وهو ما لا يطيقه الأمريكان أبداً.
لقد بدأت أرقام القتلى والجرحى الأمريكيين تتزايد.. وقد قتل خلال أيام بسيطة (70) جندياً أمريكياً في المواجهات الأخيرة حسب تصريحات أمريكية رسمية لقادة أمريكا في العراق.. وهو رقم كبير جداً..ورقم مرعب للأمريكيين جيوشاً وغيرهم.
أما الوضع داخل العراق نفسه.. فمن الواضح.. أن الذي يتوقع مستقبلاً أسوأ للعراق.. وتوقعَ فوضى وخلافات وحرباً أهلية ودماء وحالة أفغانية جديدة.. قد كسب الرهان.
في العراق.. جيش المهدي.. وجيش بدر.. وجيش الأكراد.. وجيش فلان وجيش علان.. كلها جيوش أنشئت من أجل ذبح العراقيين أنفسهم.. فجيش بدر أو جيش المهدي.. لم يوضع أصلاً.. لمقاتلة الإسرائليين أو الأعداء أبداً.. بل له مهمات داخل العراق.. وأهدافه داخل العراق وعراقيين تحديداً وينفذ أهدافاً خاصة وشخصية ولهذا.. فإن الامور لن تهدأ لأن الأنفس هناك مشحونة والذي سعى لتكوين وتدريب وتحويل جيش داخلي.. لايسعى أبداً.. لتهدئة الأمور.. بل يريد كل شيء له ولجماعته.. أو أنه سيضرب في كل اتجاه.
وهذه الجيوش العراقية.. تذكرنا بأحزاب وجيوش زعماء الحرب في أفغانستان عندما تطاحنوا عشرين سنة بجيوشهم وفيما بينهم تحت مسميات ورايات فهذا حزب الوحدة.. وهذا حزب الشمال.. وهذا حزب رباني وهذا الحزب الإسلامي.. وهكذا.
اليوم.. العراقيون مثلهم.. جيش المهدي.. وجيش بدر.. وجيش الباشا الكردي.. وجيوش جديدة.. قد تُنشأ.. لمزيد من التطاحن والفرقة والذبح والفوضى..
وكان الله في عون جيران العراق..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved