*الرياض - حازم الشرقاوي:
قبل نحو47 عاماً خرج الشيخ محمد بن أحمد العواد من مسقط رأسه جلاجل متجها إلى مدينة الرياض بحثاً عن فرصة عمل من أجل لقمة العيش وكان لا يملك قيمة إيجار غرفة تأويه من عناء العمل اليومي الذي بدأه في تجارة المفروشات ، ومكث فيها حوالي 27 عاماً، ثم عمل منذ 20 عاماً في قطاع العقارات حتى أصبح الآن من بين أبرز تجار العقارات في مدينة الرياض من خلال بيع وإنشاء الفلل والأراضي والمستودعات والورش في مختلف أنحاء الرياض .
(الجزيرة) التقت الشيخ محمد العواد رئيس مجلس إدارة العواد للاستثمارات العقارية وتناولت معه عددا من القضايا العقارية والشخصية.
* كيف بدأتم حياتكم في عالم المال والاستثمار؟
- عند قدومي من مسقط رأسي جلاجل كنت لا أملك إيجار السيارة التي أتيت بها إلى الرياض كانت كل طموحاتي العمل والعيش ، كانت لدي طموحات كثيرة منها العمل التجاري . بدأت حياتي بالالتحاق بالسلك العسكري ولم استمر فيه سوى عدة أيام واتجهت للتجارة ، وكانت الرياض على غير هذه الصورة التي نراها الآن فكانت قبل 50 سنة عبارة عن قرية كانت الحياة صعبة آنذاك، وبدأت في تجارة المفروشات لمدة 22 عاما تعرضت خلالها للنصب والسرقة عدة مرات من العمالة ولكن بفضل الله كنت اكتشفها مبكراً، ثم انتقلت للاستثمار في القطاع العقاري من حوالي 15 عاماً، من خلال إنشاء المستودعات والورش بجنوب الرياض وكنت أذهب يومياً للإشراف ومتابعة العمال حتى الظهر وحتى مساء اليوم.
* هل كان للبيئة التي عشت فيها طفولتك دور في النجاحات التي حققتها حاليا؟
- نعم كان لها دور كبير في نجاحي وأود أن أشير إلى أني عشت يتيم الأم، وتوفي أخي الأكبر بسبب الجدري وعمره 7 سنوات فأصبحت أكبر اخواني وأصبحت أنا واختاي ومعي أبي وجدتي ، ثم ذهب والدي للعمل في الرياض وتركنا مع جدتي ثم توفيت جدتي وأصبحنا بمفردنا في البيت وكان سني لا يتجاوز التسع سنوات وكنت أنا واخواني نجهز مأكلنا ومشربنا وملبسنا وهذه الحياة الصعبة التي عشتها مع اخوتي كانت بمثابة الدافع الرئيسي في نجاحي، حيث بدأت في رعاية الغنم حيث كنت أحصل على ريال في كل رأس، ثم بدأت في تصنيع سيارة من الورق وبيعها بريال للأطفال في جلاجل، وأصبحت هذه السيارة سمة تميز محمد العواد في القرية.
* ما هي أسباب انتقالكم من تجارة المفروشات للعقارات؟
- سبب انتقالي من تجارة المفروشات إلى العقارات انخفاض معدلات البيع في سوق المفروشات وانتعاش السوق العقاري ليس في الرياض وحدها ولكن في جميع مناطق المملكة وأخذنا نعمل في بناء وبيع وتأجير المستودعات والورش في جنوب الرياض والانتقال إلى شمال الرياض.
* هناك اختلاف كبير بين جيل الرواد وجيل الشباب.. ماهي النصيجة التي تقدمونها لجيل الشباب؟
- من الملاحظ أن الشباب ينظرون إلى بعضهم، يقولون لا نعمل إلا في وظيفة حكومية وأعتقد أنه من الأفضل للإنسان أن يجد ويجتهد مع الاتجاه نحو العمل الحر وخاصة التجارة والوظيفة معا إن تيسر ذلك، وادعوهم إلى مراقبة الله في أعمالهم وأن يتسموا بالصدق في التعامل مع الآخرين.
* كم يقدر حجم السوق العقاري في المملكة؟
- يقدر حجم سوق المساهمات العقارية في المملكة بحوالي 10 مليارات ريال سنوياً وأن المملكة وكما هو معلوم تحتاج إلى 4.5 ملايين وحدة سكنية حتى عام 2020 لتناسب الزيادة السكانية المقدرة بنحو 4% خاصة وأن عدد سكان المملكة أكثر من 17 مليون نسمة ً سيصل طبقاً للدراسات إلى أكثر من 30 مليون نسمة في عام 2020.
* كيف ترى واقع السوق العقاري في المملكة؟
- السوق العقاري جيد خاصة بعد قيام الحكومة بإصدار بعض الأنظمة التي ساهمت في انتعاشه منها الموافقة على نظام التملك للعقار واستثماره لغير السعوديين الذي كان له دور كبير في إقبال المقيمين في المملكة على تملك العقار للسكن.
* ما هي أهم الوسائل التي تساهم في نجاح القطاع الخاص؟
- إن الدراسات والاستبيانات التي عملت في هذا المجال أوضحت بأن النجاح في العمل بالقطاع الخاص يكون ممتعا عندما يتناسب مع حجم المسؤوليات والسلبيات وعندما تتوفر في الفرصة الوظيفية الجوانب التالية: زيادة الدخل على الأقل 30%، وتوضيح الصلاحيات وشمولها على ما يحتاج لإدارة العمل، وثبات وقوة وضع الشركة المالي وعدم وجود نقص في السيولة، وضوح المسؤوليات والواجبات المطلوبة وتناسبها مع قدرات المتقدم للوظيفة، قدرة الشركة على المنافسة في السوق، وقدرة صاحب العمل على فهم إدارة أعمال الشركة اليومية أو دوره في وضع السياسات المستقبلية، وجود نظام إداري مكتوب ويعمل به.
* كيف ترى واقع المؤسسات الفردية مقارنة بالمساهمة؟
- المؤسسة الفردية مهما توسعت أعمالها وأنشطتها تظل في إطار ضيق، أما المساهمة فهي عكس ذلك تماماً لوجود عدد كبير من الملاك والمساهمين الذين يبحثون ويطالبون بالتوسع لذا فإن فرص الشركة المساهمة في التوسع وتعدد الأنشطة أكبر وأفضل من المؤسسات الفردية، من جهة أخرى أعتقد أن النجاح الحقيقي للشركة المساهمة عندما تكون صاحبة امتياز محدد.
* كيف تنظرون إلى الاندماج وهل تفكرون في الاندماج؟
- نحن لا نفكر حالياً في الاندماج أو تحويل شركتنا إلى شركة مساهمة والاندماج ليس جديداً في عالم التجارة وهو مطبق في بعض الشركات العالمية التي دمجت وهي تحقق نجاحات بعد إعداد الدراسات التخصصية من ناحية التكلفة والمناطق الجغرافية للتسويق.
وأعتقد من الأفضل أن يقوم الاندماج على التكامل بين المؤسسات وليس الاندماج من أجل الاندماج، وأعتقد أن هناك صعوبات كثيرة تواجه عملية الاندماج منها: الصعوبات القانونية لأن معظم تركيبة الشركات تركز علي الملكية الفردية لوجود المالك الفردي على هرم المؤسسة مما يشكل صعوبة كبيرة في عملية اندماج الشركة مع شركات.
فيما يعد الاندماج الذي حدث محلياً بين عدد من الشركات والمؤسسات والبنوك الوطنية هو استعداد للمرحلة المقبلة،كما تتطلب هذه المرحلة أيضاً التأقلم مع معطيات نظام التجارة الجديد لأنه لا خيار أمامنا إلا التأقلم مع ما يتم الاتفاق عليه.
|