افتتح جورج بوش وأرييل شارون موسم (المزايدات) التي تزدهر في أمريكا أثناء موسم انتخابات الرئاسة الأمريكية، فبعد تساقط أوراق المرشح الجمهوري جورج بوش (الانتخابية)، بعد تكشف الإهمال المريع والتهاون المقصود في الاحترازات الأمنية لمنع الإرهابيين من تنفيذ عملياتهم في نيويورك وواشنطن، بهدف إعطاء الفرصة للإدارة الأمريكية التي كانت (جديدة) في ذلك الوقت لتنفيذ خطتها الدولية لمكافحة الإرهاب؛ مما أتاح للإرهابيين تنفيذ ما حصل في 11 سبتمبر من عام 2001، وبالتالي توجيه الحرب نحو الأقطار الإسلامية؛ حيث استهدفت أفغانستان وبعدها العراق.
بعد انكشاف مخططات المحافظين الجدد، وبعد الوضع المأزق الذي يحاصر القوات الأمريكية المحتلة في العراق، لم يعد أمام جورج بوش من أوراق انتخابية إلا الورقة التقليدية، وهي استمالة المنظمات الصهيونية الأمريكية، ليس لكسب صوت الناخب اليهودي فحسب، بل أيضاً للحصول على دعم المنظمات الصهيونية والجهات اليهودية المتنفذة في أمريكا والتي تسيطر على الأجهزة الإعلامية ورؤوس الأموال وتوظيف كل الإمكانات اليهودية لدعم الآلة الانتخابية للمرشح الجمهوري؛ لإعادته إلى الرئاسة وإبقائه في البيت الأبيض.
ولإرضاء اليهود ومنظماتهم الصهيونية ظهر جورج بوش (مطيعاً) وخانعاً لكل ما يريده الإسرائيليون ومبعوثهم شارون، ولم يتردد رئيس الأمريكيين الحالي والطامح إلى البقاء رئيساً أربع سنوات أخرى في أن ينتهك و(يدوس) على قرارات الشرعية الدولية التي اعتبرت الاستيطان الإسرائيلي غير شرعي، وأن يلغي ويتجاوز بكل بساطة وبتصريح قرارات الشرعية الدولية 242 و338 و194 وحتى خطته المسماة خريطة الطريق!! ففي المؤتمر الصحفي الذي جمع جورج بوش وشارون ظهر المرشح الجمهوري وهو يقدم مكافأة للصّ محترف يقدم خطة لسرقة الأراضي الفلسطينية، ويتورّط المرشح الجمهوري بأن يعطي وهو لا يملك حق العطاء، ولشخص لا يستحق أن يحصل على ما يخص الآخرين.
مزايدة بوش وبدلاً من أن تجد المعارضة والمواجهة من منافسه المرشح الديمقراطي كيري، يسارع هذا الأخير لمساندة كل مطالب شارون في سباق مزايدات أمريكي غير أخلاقي على حساب الحقوق الشرعية الفلسطينية.
موسم المزايدات الذي تشهده الأراضي الأمريكية لإرضاء اليهود على حساب العرب والمسلمين، موسم اعتدناه عند كل انتخابات أمريكية، ولكن في هذه المرة فاق التجاوز كل الحدود؛ ليظهر الوجه اللا أخلاقي للعبة انتخابات الرئاسة الأمريكية.
|