*القدس (رويترز):
عاد أرييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي منتصرا إلى بلاده أمس الجمعة بعد أن حصل على موافقة أمريكية تاريخية على الاحتفاظ بأراض فلسطينية احتلت خلال الحرب وسط غضب عربي عارم آملا في الحصول على تأييد داخلي مهم لمبادرته.
وقال فلسطينيون إن خطة شارون التي تقوم فعليا بضم مناطق من الضفة الغربية ستقضي على عملية السلام المتعثرة بالفعل كما أعربوا عن أسفهم لحرمان اللاجئين الفلسطينيين من حق العودة إلى ما هو إسرائيل الآن وان عليهم أن يعودوا إلى دولة فلسطين المستقبلية.
وفي اجتماع عقد في البيت الأبيض يوم الأربعاء أيد الرئيس الأمريكي جورج بوش خطة شارون للانسحاب من جانب واحد من غزة مقابل الاحتفاظ بالمستوطنات اليهودية الكبيرة في الضفة الغربية بعد تعثر خارطة الطريق لإقرار السلام التي طرحتها القوى الكبرى عام 2002 وتواصل الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وغزة لأكثر من ثلاث سنوات.
ونقل معلقون سياسيون عن شارون قوله حين سمع بالغضب الفلسطيني لقد قلت إننا سنوجه إليهم ضربة مميتة ولقد تلقوا بالفعل ضربة مميتة.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع إن (هذه كارثة) يتعين التصدي لها ودعا المجموعة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط التي تساند خطة (خارطة الطريق) وإقامة دولة فلسطينية وتضم الاتحاد الأوروبي والامم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا لعقد اجتماع طارئ لمناقشة تجاهل الحقوق الفلسطينية.كما دعا أيضا لعقد اجتماع قمة استثنائي للدول العربية وقال إن ما هو ثابت هو أن للفلسطينيين حقوقا سيدافعون عنها.
وقال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في أول رد فعل رسمي له على بيان بوش يخطئ الحكام المتطرفون في إسرائيل ومن يقف معهم وأنتم تعرفون من يقف معهم إذا اعتقدوا أنهم إذا اغتالوا قائدا سوف يهزمون الشعب الفلسطيني.
وتابع عرفات الذي تعزله إسرائيل وتتجاهله الولايات المتحدة قدرنا الذي لن نهرب منه أن ندافع عن أرضنا وعن مقدساتنا المسيحية والإسلامية وعن حقنا بالحرية والاستقلال الوطني وحق اللاجئين في العودة إلى وطنهم.
وخرج بوش على السياسة الثابتة للولايات المتحدة والمجتمع الدولي منذ عقود قائلا إنه يمكن لإسرائيل الاحتفاظ ببعض الأراضي التي احتلتها بالحرب ورحبت إسرائيل بما اعتبرته بيانا تاريخيا.ومنحت (الضمانات) الأمريكية لشارون ما كان يحتاجه كي يتغلب على تشكك الإسرائيليين المعارضين لخطته التي تقضي بإزالة 20 مستوطنة في قطاع غزة وأربع مستوطنات فقط من بين 120 مستوطنة في الضفة الغربية مع الاحتفاظ (إلى الأبد) بتجمعات أكبر تضم غالبية المستوطنين المقيمين في الضفة والبالغ عددهم 230 ألفا.
إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان انتقد بوش لتجاهله أماني الفلسطينيين في حين أكد الاتحاد الأوروبي أنه لن يقبل بأي تغييرات حدودية ما لم تكن باتفاق الطرفين.
ودافع كولن باول وزير الخارجية الأمريكية عن سياسة بوش في مواجهة اتهامات بالتحيز لإسرائيل وقال 'لا أعتقد أننا تخلينا عن دورنا كوسيط نزيه على الإطلاق.
وتلزم خارطة الطريق التي طرحتها الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا الطرفين باتخاذ خطوات متبادلة تؤدي الى قيام دولة فلسطينية والتوصل إلى اتفاقية سلام نهائية في الشرق الأوسط عام 2005
وعارض عدد من وزراء الحكومة الإسرائيلية الخطة كما يعارضها تيار قومي في الائتلاف الحاكم الذي يرأسه شارون وهددوا بالانسحاب منه احتجاجا على أي انسحاب من الأراضي المحتلة.
وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت أخيرا تاييدا كبيرا بين الإسرائيليين للانسحاب من غزة. كما أظهر استطلاع للرأي أجري بعد اجتماع شارون مع بوش أن نحو 58 في المئة من أعضاء ليكود يؤيدون الانسحاب من غزة.
وقال شارون إن إسرائيل ستجني مكاسب أمنية بالتخلي عن مستوطنات قطاع غزة الصغيرة التي يحيط بها الفلسطينيون مع تعزيز سيطرتها على المستوطنات الكبيرة في الضفة الغربية.
ومن شأن تصريحات بوش والخطابات التي تبادلها مع شارون أن تساعده في كسب مزيد من التأييد بين الناخبين المحافظين المؤيدين لإسرائيل ومن اليهود في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في نوفمبر تشرين الثاني.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إن شارون ينتظر استكمال الانسحاب في وقت ما من عام 2005 وإنه يأمل أن يختار عدد كبير من سكان غزة الاستقرار في صحراء النقب وأن يساعد ذلك على انتعاش اقتصادي في جنوب إسرائيل.
|