* كتب - المحرر الفني:
لم يحظ برنامج تلفزيوني بضجة إعلامية وجماهيرية كما حظي بها برنامج ستار أكاديمي... النسخة العربية من برنامج يقال إنه عالمي ومن هنا انطلق:
فنحن كعرب اعتدنا على امتصاص كل ما هو قادم من الغرب وتعريبه بغض النظر عما يحويه هذا القادم من هناك...
لا وقت لدينا لنفكر بما ينفعنا أو يتناسب مع توجهاتنا وعاداتنا وتقاليدنا والسبب في ذلك بعض من أبناء جلدتنا الذين أخذوا على عاتقهم حمل لواء تغريب الشارع العربي.. ونقل ثقافات تافهة لا علاقة لها بإيقاع الحياة...
كان لابد علينا أن نتفرغ لملء عقول أبنائنا وبناتنا بما ينفعهم دنيا ودين.. ولكن ربما بدأت العجلة تدور عكس ما نريد..
في (ستار أكاديمي) شاهدنا ما لم نتوقع مشاهدته على الأقل في أشرطة مهربة فما بالكم بنقل مباشر طوال ساعات اليوم وهذا البرنامج الذي استنفد فيه الكتاب وقتاً طويلاً من الفقد المباشر أو غير المباشر وبعضهم أعلن صراحة تأييده له ربما لغرض في نفس يعقوب...
ولكن ولله الحمد فالسواد الأعظم منا كان رافضاً رفضاً قاطعاً معارضاً لهذا البرنامج الذي زاد من الفراغ الذهني وعمَّق جرحاً فكرياً في عقول بعض الشباب الفارغين...
الطريف في الموضوع أن هناك عدداً من كبار السن تابعوا (بشغف) هذا البرنامج الذي ما زلت حتى هذه اللحظة أجهل هذا التهافت عليه بشكل مخجل...
أذكر أنني كنت يوم الجمعة الماضي خارجاً من مبنى الجريدة عند التاسعة مساء وإذا بشوارع الرياض شبه خالية وهي المدينة التي لاتهدأ اختناقاتها المرورية استغربت واعتقدت أن مباراة مهمة تُقام ولكن ما فكرت به كان خاطئاً... جلست في ركن (قصي) بمقهى وإذا بشخصين (حولي) يتحدثان عن ستار أكاديمي بل إن نقاشهما احتدم (كالعادة) فواحد توقع (عطية) والآخر أكد (بشار) ولم يفت عليهما التعريج على أن خروج (خلاوي) كان بسبب مؤامرة حيكت ضده... حتى في ستار أكاديمي وصلت مؤامراتنا...
لا أود الخوض كثيراً في تفاصيل لا تعنيني ولكنني سعيد بألم أن هذا البرنامج قد ولَّى إلى غير رجعة متمنياً ألا يعود ثانية ومتوقعاً أن يبدأ برنامج جديد أوفكرة جديدة أدهى وامر لأن الحرب مازالت قادمة وضحاياها يتساقطون واحداً تلو الآخر...
لابدَّ لنا من صوت واحد.. قوي.. مؤثر.. فاصل.. وواضح دون انقسامات لمثل هذه البرامج التي لا يصح أن تذهب إلا إلى مزبلة التاريخ وتُرمى في وجوههم.
|