* طريف - محمد راكد العنزي:
تنبع ثقافة الطفل منذ أول تعلمه لغة التخاطب والكلام من البيئة الأسرية التي يعيش فيها، ثم تتأثر هذه الثقافة تباعا من المحيط الذي حوله، ومع التطور السريع في مجال تكنولوجيا نقل المعلومات وازدياد عدد وسائل الاتصالات والمرئيات أصبح على الأسرة والمدرسة أن تتكاتف معا لتلعب دوراً أكبر في تنشئة هؤلاء الصغار وحماية ثقافتهم من المؤثرات المعاصرة والخارجية التي تدور في فلك من حولها، فالطفل يعتبر في صغره بمثابة الخامة التي يمكن ان تتشكل بحسب الجو المحيط بها، ولذا فعلى الآباء أن يتنبهوا إلى أهمية مراقبة الطفل الدائمة في كل مكان يمكن أن يذهبوا إليه، وذلك حتى يمكن أن يسارعوا إلى تعديل سلوكه في حال أخذ اتجاها آخرغير الذي نحاول أن نربيه عليه، فالأطفال الآن يشاهدون التلفاز بما يحتويه من عشرات المحطات الفضائية ويتعامل البعض منهم مع الحاسب الآلي في الدخول إلى براثن الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، وبذلك فهم يستوردون من كل منها ثقافة وسلوكا معينا لم يتعرف عليها في بيئته المحيطة به، ولو تركناه على هذا الحال حتى يكبر فلربما سيطرت هذه السلوكيات الجديدة على تفكيره وأخلاقياته لتتحول في المستقبل إلى تصرفات مرفوضة لا يقبلها المجتمع أبدا،ً وقد تخالف الدين أو العادات والتقاليد كتقاليع اللباس الغربية وقصات الشعر الجديدة، وقد تؤثر أيضا في لغته من خلال التخاطب بألفاظ أعجمية تختلط باللغة الأم، ولذا فإنه يجب علينا أن نرهق أنفسنا قليلا بالتركيز على تربية الناشئة في صغرهم، وذلك حتى نحصد ثمرة هذا في كبرهم عندما يشتد بهم العود ويصبحون في ريعان شبابهم، فنكون بذلك قد أعددناهم جيداً للمستقبل.
|