متى تنتهي معاناة المصلين ومشيعي الموتى إلى مقبرة النسيم ؟
مازال الناس يعانون كثيراً عند الذهاب من جامع الراجحي بالربوة بالرياض إلى مقبرة النسيم، وذلك لصعوبة الوصول إلى المقبرة بسبب ازدحام المخارج، وكثرة الإشارات، والإصلاحات في الطرق المؤدية إلى المقبرة، فضلاً عن معاناتهم لعدم كفاية المواقف - على سعتها- لسيارات المصلين على الجنائز عند جامع الراجحي.
والحل موجود وميسر لكل هذه المعاناة والتأخير، وربما فوات الصلاة على الأموات، وعدم الوصول للمقبرة -أحياناً- إلا بعد الدفن والعزاء.
الحل:
هو أن تكون الصلاة على الأموات بالنسبة لمن سوف يدفنون في مقبرة النسيم (بجامع إمام الدعوة) الجديد الواقع أمام المقبرة، والمحاط بمواقف كبيرة والقريب جداً من المقبرة، حيث انه يمكن الوصول إلى المقبرة مشياً، وقد علمتُ أنه جاهز وفيه مغسلة أموات!.
والسؤال!
لماذا لا تبدأ الصلوات على الموتى -رحمهم الله- فيه مادام جاهزاً ومهيأً وقريباً بل مقابل بوابة المقبرة ؟!
ويقدر ما لوزارة الشؤون الإسلامية من دور في ذلك، فالناس عليهم دور أكبر، فأهل المتوفى _بفتح الفاء- هم الذين يحددون مكان الصلاة، والمصلون والمشيعون يذهبون للمسجد المحدد والمبلغ إليهم من قبل أهل الميت. رحم الله جميع الغالين من الراحلين عن دنيانا.
كان الناس ورداً بلا شوك..!
لم يكن في أجندة (أبي الدرداء) رحمه الله عندما قال: (كان الناس ورداً بلا شوك ، فأصبح الناس شوكاً بلا ورد).
لم يكن في ذهنه أن أحفاده من أبناء هذا الزمن سوف يعيشون هذه الحقيقة واقعاً، لا توقعاً منتظراً..!
ولم يكن في ظن ذلك النقي الذي هجر المدن إلى الريف معللاً ذلك بقوله (لم أجد في المدن إلا الحاسد على نعمه أو الشامت على مصيبة).
لم يكن يدور في خلده أن يرى في الناس من يطعن بخنجره من الخلف وهو يزرع قبلاته على الوجه.
لكنها طبيعة الحياة والأحياء إلا من رحم ربك، فلا زلتُ أومن _ وأرجو ألا أكون حالماً - أن الناس فيهم الأخيار الأكثر والأشرار الأقل، الأطهار والأنجاس.. الورود والرماد، الدجى والفجر، الطهر والعهر..!
وهؤلاء الأخيار موجودون ولولاهم - حماهم الله وأكثر سوادهم-، لأصبحت الحياة عتمة لا نور فيها، ومأتما لا عرس فيه ووادياً لا ماء يجري في سواقيه.
آخر الجداول
قال الشاعر البارودي:-