في مثل هذا اليوم 16 ابريل من عام 1947، ابتكر الخبير الرأسمالي الأمريكي برنارد باراتش مصطلح الحرب الباردة لأول مرة لوصف العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، وذلك في خطبته التي القاها في مجلس ممثلي ساوث كارولينا.
وقد علق هذا المصطلح في الأذهان، ولفترة فاقت الـ40 عاما، كان هذا المصطلح هو الأكثر استخداما في لغة الدبلوماسية الامريكية.
عمل باراتش كمستشار في قضايا الاقتصاد والسياسة الخارجية لدى العديد من رؤساء الولايات المتحدة، منذ عهد الرئيس ودرو ويلسون. وفي عام 1919، كان باراتش أحد مستشاري الولايات المتحدة في مؤتمر باريس للسلام الذي أنهى الحرب العالمية الأولى.
خلال فترة الثلاثينات، كان باراتش مستشارا دائما للرئيس فرانكلين روزفلت ونواب الكونجرس الامريكي في شئون التمويل الدولي و قضايا الحياد.
وعقب الحرب العالمية الثانية،ظل باراتش ناصحا أمينا لإدارة الرئيس هاري ترومان.
في عام 1947، دعي باراتش لحضور حفل ازاحة الستار عن صورته التي كانت ستعلق بمجلس ممثلي ساوث كارولينا، باعتباره من أبرز أبناء هذه الولاية. وتوقع معظم الحضور أن يلقي باراتش كلمة موجزة بهذه المناسبة، ولكنهم فوجئوا به يشن هجوما شديدا على مشكلات عمال الصناعة بالبلاد، وأشار إلى أهمية اتحاد العمال والادارات سويا، من أجل احتفاظ الولايات المتحدة بدور القوى العظمى للعالم. وكان مما جاء في خطاب باراتش: (دعونا لا ننخدع- إننا اليوم في منتصف حرب باردة، وأعداؤنا موجودون خارج بلادنا و داخلها. دعونا لا ننسى ذلك أبدا.
إن اضطراباتنا هي مصدر نجاحهم.
إن سلام العالم هو أمل وهدف نظامنا السياسي، وهو اليأس والهزيمة لمن يقفون ضدنا. يجب أن نعتمد على أنفسنا فقط).
وبدأت الصحف والمجلات على الفور في استخدام مصطلح (الحرب الباردة) باعتباره الوصف الأمثل للعلاقات الأمريكية السوفييتية آنذاك، فقد كان بينهما حرب لا قتال فيها أو سفك دماء.
|