في مثل هذا اليوم 26 صفر من عام 1407هـ، رعى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفل افتتاح مسجد قباء بالمدينة المنورة بعد الانتهاء من تجديده وعمارته وتوسعته على نفقته الخاصة.
فمسجد قباء هو أول مسجد بني في الإسلام وأسس على التقوى، فقد خطه الرسول صلى الله عليه وسلم بيده عندما وصل المدينة مهاجراً من مكة، وشارك في وضع أحجاره الأولى ثم أكمله الصحابة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقصده بين الحين والآخر ليصلي فيه، ويحض على زيارته.
وقد جاء في الحديث (من تطهر في بيته وأتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة فله أجر عمرة).
وقد اهتم المسلمون بمسجد قباء خلال العصور الماضية فجدده عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم عمر بن عبد العزيز الذي بالغ في تنميقه وجعل له رحبة وأروقة، ومئذنة وهي أول مئذنة تقام فيه، وفي سنة 435هـ جدده أبو يعلى الحسيني، وفي سنة 555هـ جدده جمال الدين الأصفهاني، وجدده أيضاً بعض الأعيان والمحسنين في سنة 671 و733 و840 و881 هـ وفي عهد الدولة العثمانية جدد عدة مرات آخرها في زمن السلطان عبد المجيد.
وفي العهد السعودي لقي مسجد قباء عناية كبيرة فرمم وجددت جدرانه الخارجية وزيد فيه من الجهة الشمالية سنة 1388هـ.
وفي عام 1405هـ أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بإعادة بنائه ومضاعفة مساحته عدة أضعاف مع المحافظة على معالمه التراثية بدقة وأعيد بناؤه بالتصميم القديم نفسه، ولكن جعل له أربع مآذن عوضاً عن مئذنته الوحيدة القديمة، كل مئذنة في جهة وبارتفاع 47 متراً ؛ بني المسجد على شكل رواق جنوبي وآخر شمالي تفصل بينهما ساحة مكشوفة ويتصل الرواقان شرقاً وغرباً برواقين طويلين، ويتألف سطحه من مجموعة من القباب المتصلة منها 6 قباب كبيرة قطر كل منها 12 متراً و56 قبة صغيرة قطر كل منها 6 أمتار، وتستند القباب إلى أقواس تقف على أعمدة ضخمة داخل كل رواق، وكسيت أرض المسجد وساحته بالرخام العاكس للحرارة، وتظلل الساحة بمظلة آلية صنع قماشها من الألياف الزجاجية تطوى وتنشر حسب الحاجة.
وقد بلغت مساحة المصلى وحده 5035 متراً مربعاً، وبلغت المساحة التي يشغلها مبنى المسجد مع مرافق الخدمة التابعة له 13500 متر مربع في حين كانت مساحته قبل هذه التوسعة 1600 متر مربع فقط، كما ألحق بالمسجد مكتبة ومنطقة تسويق لخدمة الزائرين.
|