Friday 16th April,200411523العددالجمعة 26 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أخلاق العلماء ..كيف تسبر أغوار نفسك وغيرك أخلاق العلماء ..كيف تسبر أغوار نفسك وغيرك

*إعداد-الشيخ صالح بن سعد اللحيدان / رسومات: فيصل المشاري :
كيف تسبر أغوار نفسك وغيرك؟
* هل يمكن أن يكون (المريض نفسياً)
باستطاعته علاج نفسه..؟
وكيف يمكن تقسيم الناس مثلاً إلى أقسام أو فئات نعرف من حال هذا ما نُريده منه إذا صنفناه ورسمنا له حالة مقاربة؟
عبدالله بن محمد بن زهاد الحمد/ المجمعة
ج/ اختصرت السؤال وأبقيت على المهم منه لعله حسب فهمي يفي بالمراد، لقد قلتُ في (ندوة علمية نفسية) شيئاً حول هذا أجلب بعضاً مما قلت هناك جاء في هذا ما يلي:
(إنني قلت إنني مقتنع جداً بأن المريض هو أصل قوي في العلاج إذا ما صدق مع نفسه ورغب في صحته الدائمة بإذن الله، وما الطبيب حسب علمي إلا مساعد ومفسر في مثل هذه الحالة..
فإذا وعى المريض هذا من نفسه يكون قد سار على أرض قوية نحو العلاج،
لاسيما والمرض النفسي لا بد فيه من الوضوح بصورة كاملة, وفي الأسطر الآتية أبين بعض طبائع النفس وطباع بعض الناس حتى لا يتم الخلط بين القلق المؤقت العادي، وبين المرض، وحتى لا يتم أيضاً الجمع بين الحزن الخفيف القصير، وبين الحزن الدائم المصحوب بالانطواء والشعور بالبكاء، لأن بيان مثل هذا حقيق به الأخذ بيد الجيل الجديد نحو وعي معين في حياته النفسية على الأقل.
لست من الذين يُخمنون أو يظنون لكنني أنطلق من تصور تام عما سوف أتناوله عن طبيعة، وطباع بعض الناس فأدلف هنا لأقول: إنه بصرف النظر عن وجود استعداد لتقبل المرض النفسي لدى البعض وعدم وجوده فإن طبيعة الشخص تساهم كثيراً بايجاد آثار المرض ثم المرض نفسه ولبيان هذا أذكر أهم الفئات:
الأولى: هناك فئة من الناس تملك شعوراً دافقاً نحو (الحساسية) هذا الشعور غير الطبيعي عادة يكون لدى المفكرين الحذاق والشعراء، ويكون لدى بعض الأشخاص العاديين خاصة الشباب ما بين 15 سنة حتى 45 سنة.
وهذه الحساسية المفرطة مفتاح لإيجاد مدخل للمرض النفسي كيف؟
لأن مثل هؤلاء يفسرون الإشارات والحركات والأقوال تفسيراً مبالغاً فيه خاصة من: الزوجة.. الصديق.. القريب.. العدو.. الغريب بشرط أن يصاحب هذا مقدمة من المقدمات.
فالحساسية طبيعة لدى كثير من هؤلاء، وأول علاج لرد دخول المرض هو، الواقعية في الحياة ككل وأخذها بعقل وروية وقياس صحيح وعدم الدخول في متاهات ضيقة تدفعه إلى تفاقم الحساسية لتخرج إلى دائرة المرض،
وأوصي مثل هذا الصنف بضرورة التقيد بالصبر الواعي الحكيم, ومن وعى نفسه وطبيعتها سلم...
الثانية: وهناك من الناس فئة حساسة نحو: التقدم فتجمع هذه الفئة بين: (الطموح والطمع) ولعل من أبرز صفات هؤلاء:
1- سرعة البديهة.
2- حسن اللباقة.
3- الإدعاء فقد يدعي العلم ونحوه وعند المحك الصادق الذكي يخيب ظنه فيُجهِّل غيره، لأن هدفه هو الرفعة والتقدم مع الاستمرار، ولهذا تجد هذا الصنف يجعلون من معهم ضعيف الشخصية لأن طبيعة من يجمع بين (الطموح والطمع) لا تقبل الشخصية القوية، بل يحاول صاحبها ذمَّه والتنزيل من قدره،ومن هنا يأتي المرض النفسي إذا اصطدم هذا بآخر قوي النفس يدرك الخبايا فيحصل الخوف والحذر فيبقى أسير الفكر... إلخ...
والذين كتبوا مذكرات حياتهم بعد سنين وسنين بينوا أحوالاً كثيرة من هذا النوع حينما كانوا يدبون على ظهر الأرض معاً.
3- الثالثة: فئة من الناس تتأثر جداً بما تلاقيه من آلام.. إلخ.. إبان الصفر إما من أب أو أم أو سواهما فتكون هذه الآلام وإن كبر الصغير، وشاخ الشاب محفوظة في النفس تظهر على شكل تردد، وتقبل للإهانة ونحوهما.
لكن هذه الفئة غالباً ما تسلم في الحياة من بعض الأمراض العضوية لشدة المناعة, بسبب قوة الحساسية الدفاعية لديهم, كما يحاولون تجنب..المواجهة..
الرابعة: وهناك الفئة الرابعة التي جاءها (المرض) وراثياً, ويُعرف هذا بمعرفة من أصيب من أحد الوالدين أو الأجداد..
الخامسة: والفئة الخامسة تلك التي تتعرض لموقف ما أو مواقف، ومن قبل ليس لديهم هذا المرض ولعل هذه أهون الفئات حسب تجربتي المحدودة واطلاعي المحدود كذلك، والذي لا ريب فيه أن معرفة الإنسان بإمكانياته النفسية والعقلية والفكرية طريق طيب للموازنة بين السعي وتحقيق الهدف بنية صالحة وعدل وسعي للحق جاد.
ولا يمكن هذا ما لم يرتكز أمر الإنسان على الإيمان ومعرفة خلق الله سبحانه وتعالى والحكمة, من الخلق والفرق بين الناس حتى لا يصاب هذا الإنسان بالإحباط أو قل يكون هدفه (الحياة) مع التظاهر بحب الخير، ومن هنا يقع الظلم (وعد إلى الفئة الثانية).
لأن هذه الفئة فئة تضحي بكل شيء في سبل بقائها فتنبه..
وهذه الفئة لديها تفسيرات عجيبة منها:
1- اعتقادهم أنهم أذكى من غيرهم.
2- تلذذهم بآلام من يزاحمهم ولو كان قريباً.
3- اعتقادهم (وهذا ضعف) أن الناس لا يعلمون شيئاً عنهم.
وركزت على هذه الفئة لأن نتائجها خطيرة آخر أعمارهم والآخرة عند الله،
ولو (وعى الإنسان) حقيقة ما في القرآن،والسنّة الصحيحة لشفي بإذن الله من كل مرض إذا صدقت النية وقرأ على نفسه، أو قرأ عليه غيره ..
والمجال مفتوح حتى يمكن مناقشة هذا على بساط هذا الموضوع الحيوي المهم، ومعرفة المرء لنفسه ومعرفة المرء لقدرات غيره كذلك تجنبه المهالك ويبقى سليماً معافى خاصة في عرضه وعلمه وعامة حياته.
وإنما هذا يحتاج إلى الحكم والعقل وصلاح النية وكره الظهور وتجنب الحسد وتجنب سوء اللفظ عند المواجهة أو النقد، وباب هذا يطول خاصة تربية الذات على الفضائل والأدب..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved